عادي

أجواء حرب بين بولندا وبيلاروسيا بسبب أزمة المهاجرين

00:37 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
1

اتخذت أزمة المهاجرين العالقين على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا منحى جديداً، أمس الأربعاء، بعد اتهام وارسو موسكو بالمسؤولية عن تفاقم الأزمة، وسط حديث عن أن التداعيات تهدد أمن الاتحاد الأوروبي واستقراره، وبينما رفضت موسكو هذه الاتهامات أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أرسلت قاذفات لتنفيذ دوريات في المجال الجوي لبيلاروسيا، في حين وصفت الأمم المتحدة تصف هذه الأزمة بأنها «غير مقبولة».

آلاف المهاجرين عالقين على الحدود

وعلق آلاف المهاجرين الراغبين في دخول بولندا على الجانب البيلاروسي من الحدود، وانتشر الجنود على الجانبين ما أثار مخاوف من حدوث تصعيد. وواجه مئات المهاجرين درجات حرارة وصلت إلى التجمد وتحلقوا حول نيران التدفئة على الحدود بين البلدين، أمام حواجز الأسلاك الشائكة وصفوف من حرس الحدود البولنديين الذين يمنعون دخولهم الاتحاد الأوروبي. وتمكن عدد من المهاجرين من العبور إلى بولندا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وذكرت وكالة «فرانس برس» نقلاً عن الشرطة البولندية أن عناصرها احتجزت أكثر من 50 مهاجراً عبروا الحدود إلى بولندا من بيلاروسيا، بشكل غير قانوني.

وتتهم بولندا ودول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بتشجيع المهاجرين غير الشرعيين من الشرق الأوسط وأفغانستان وإفريقيا على اجتياز الحدود إلى الاتحاد الأوروبي رداً على العقوبات التي فرضها عليها، لكن بيلاروسيا تنفي تلك الاتهامات. واتهم وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي، الغرب بافتعال أزمة الهجرة على الحدود البولندية لفرض عقوبات جديدة على مينسك. وقال ماكي خلال لقاء مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف: «في ضوء الجولة الخامسة من العقوبات التي يتحدثون عنها في الغرب، الذريعة المستخدمة هذه المرة هي أزمة الهجرة التي افتعلها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه التي تتشارك حدوداً مع بيلاروسيا» داعياً إلى «رد مشترك» مع موسكو. وكان الاتحاد الأوروبي وعد في وقت سابق بفرض المزيد من العقوبات على بيلا روسيا، واتهم حكومة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو باستخدام المهاجرين كرهائن سياسيين وتعريض أرواح للخطر فيما وصفه بأنه سلوك «على شاكلة أفراد العصابات».

ميركل تطالب بوتين بالتدخل

ومن جانبها، طلبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «التحرك» ضد «استغلال المهاجرين من قبل النظام البيلاروسي» وفق ما قال الناطق باسمها شتيفن زايبرت أمس الأربعاء. وفي اتصال هاتفي، قالت المستشارة المنتهية ولايتها إن «استغلال المهاجرين أداة» على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا «أمر غير مقبول»، كما ورد في تغريدة للناطق الرسمي باسم ميركل. وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أعلن في وقت سابق تأييده لفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة ضد بيلاروس متهماً الرئيس ألكسندر لوكاشنكو باستغلال المهاجرين بإرسالهم إلى الحدود البولندية. 

واعتبرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه أن أزمة المهاجرين غير المسبوقة على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا «غير مقبولة»، مؤكدة ضرورة ألا يقضي اللاجئون ليلة أخرى عالقين بين البلدين. وقالت باشليه في بيان «أطالب الدول المعنية باتخاذ خطوات فورية لوقف التصعيد وحل هذا الوضع غير المقبول». وأوضحت باشليه «أنه لأمر مروع أن توجد أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين لا يزالون متروكين في وضع يائس مع درجات حرارة تقارب الصفر على الحدود بين بيلاروس وبولندا». 

قاذفات روسية في أجواء مينسك

من جهة أخرى، حمّل رئيس الوزراء البولندي، ماتيوس مورافيتسكي، روسيا مسؤولية تفاقم الأزمة على الحدود مع بيلاروسيا، وقال إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن هو «العقل المدبر للأزمة». وحذر من تداعيات هذه الأزمة على أمن واستقرار الاتحاد الأوروبي برمته.

وجاء رد موسكو، أمس الأربعاء، على لسان الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، الذي قال في مؤتمر صحفي: «نعتبر تصريحات رئيس الوزراء البولندي بأن روسيا مسؤولة عن هذا الوضع غير مسؤولة وغير مقبولة على الإطلاق». ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن قاذفتين استراتيجيتين روسيتين نفذتا طلعات فوق بيلاروسيا، أمس الأربعاء، وسط تصاعد التوتر بين مينسك ووارسو بشأن أزمة المهاجرين على الحدود بينهما. وقالت الوزارة إن قاذفتين من طراز تي.يو-22إم3 قامتا بدوريات في المجال الجوي في اختبار نظام الدفاع الجوي المشترك بين بيلاروسيا وروسيا. 

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"