عادي
أوستن وبيلوسوف يبحثان الحد من التصعيد

روسيا تهدد عواصم أوروبية «تستضيف» صواريخ أمريكية

00:04 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
رجال إنقاذ في موقع مدمر في كييف بسبب استهدافه بصاروخ روسي(أ.ب)

جددت روسيا التحذير من أن نشر صواريخ أمريكية بعيدة المدى في ألمانيا قد يجعل من عواصم أوروبية أهدافاً مشروعة لروسيا، ونفت مزاعم بالتخطيط لمهاجمة دول حلف شمال الأطلسي، فقد حذّر الكرملين أمس السبت، من أن نشر صواريخ أمريكية بعيدة المدى في ألمانيا قد يجعل من عواصم أوروبية أهدافاً لصواريخ روسية، في مواجهة جديدة على طريقة الحرب الباردة. وأشار المتحدث باسم الكرملين ندميتري بيسكوف، إلى «مفارقة» مفادها أن «أوروبا تعد هدفاً لصواريخنا، وبلدنا يُعد هدفاً للصواريخ الأمريكية في أوروبا»، مضيفاً «لدينا القدرة الكافية على احتواء هذه الصواريخ، لكن الضحايا المحتملة هي عواصم هذه البلدان».
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن بلادها لا تخطط لمهاجمة دول حلف شمال الأطلسي، مشيرةً إلى أن الحلف هو الذي يؤجج التوتر. وأشارت إلى إعلان قمة الحلف الذي نص على أن «روسيا لا تزال تمثل أكبر تهديد مباشر على أمن الحلف». وأضافت أن الحلف يحاول «تبرير وجوده، وتعزيز سيطرة واشنطن على الأقمار الصناعية الأوروبية».
وقال زعماء غربيون مراراً: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيأمر جيشه بالمضي قدماً ومهاجمة دول حلف الأطلسي في وسط وشرق أوروبا إذا لم يتم إيقافه في أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون): إن الوزير لويد أوستن ونظيره الروسي أندريه بيلوسوف تحدثا للمرة الثانية خلال ما يزيد قليلاً على أسبوعين الجمعة. وقالت المتحدثة باسم الوزارة سابرينا سينغ في مؤتمر صحفي: إن روسيا هي من أجرت المكالمة، مضيفةً أن أوستن شدد على أهمية إبقاء خطوط التواصل مفتوحة خلال الصراع في أوكرانيا. من جهتها، قالت الخارجية الروسية: إن الوزيرين ناقشا «قضية منع التهديدات الأمنية والحد من مخاطر نشوب تصعيد محتمل».
على صعيد آخر، أفادت وسائل إعلام ألمانية بأن القوات المسلحة الألمانية وضعت خطة سرية للعمل في حال ضرورة نقل قوات حلف الناتو من الغرب إلى الشرق عبر الأراضي الألمانية. وأشارت إلى أن الخطة تتحدث عن ضمان البنية التحتية الدفاعية الثابتة والجاهزة للعمليات. وذكرت أن الخطة تعتبر ألمانيا مركزاً رئيسياً للنقل في أوروبا بالنسبة لحلف الناتو، سينبغي عليه ضمان نقل مئات الآلاف من العسكريين من الغرب إلى الشرق وضمان الإمدادات. وأوضح مسؤول في الداخلية الألمانية أن ذلك يعني استخدام الكثير من الشوارع والطرق والبنية التحتية للموانئ للأغراض العسكرية، وليس لوسائل النقل المدنية. وتتضمن الخطة كذلك إجراءات لحماية المدنيين ومختلف الأمور اللوجستية.
وتشير وسائل الإعلام الألمانية إلى أن إعداد الخطة يأتي في الوقت الذي يرجح مسؤولون ألمان، بمن فيهم وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، وقوع نزاع بين روسيا والناتو بحلول 2029.
ميدانياً، أفادت الدفاع الروسية السبت بأن قواتها واصلت تحسين مواقعها وضرب تجمعات للقوات والمعدات العسكرية المعادية، في خاركيف ولوغانسك ودونيتسك، فيما بلغت خسائر الجيش الأوكراني نحو 2075 جندياً خلال 24 ساعة. وضربت وحدات من مجموعة قوات «دنيبر» قوات ومعدات للعدو في مقاطعة زابورجيا وخيرسون، وتم تدمير محطة رادار «بي-18»، وإصابة مصنع لإنتاج المتفجرات وتجمعات للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية في 136 منطقة، إلى جانب إسقاط صاروخين تكتيكيين عملياتيين من طراز «أتاكمس»، وصاروخ موجه مضاد للطائرات من طراز إس-200 تم تحويله لإطلاق النار على الأهداف الأرضية، و6 صواريخ هيمرس أمريكية الصنع و17 مسيرة. 
وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي العثور على مخبأ للأسلحة والذخيرة الغربية في جمهورية دونيتسك الشعبية، والتي خلفتها القوات الأوكرانية أثناء الانسحاب من أفدييفكا. 
على صعيد آخر، قالت الحكومة الألمانية: إن برلين تأخذ التقارير الواردة عن مؤامرة روسية لاغتيال الرئيس التنفيذي لشركة راينميتال لتصنيع الأسلحة على محمل الجد، مضيفةً أنها لن يخيفها الترهيب الروسي. وكان مسؤولون في المخابرات الأمريكية حذروا السلطات الألمانية هذا العام من أن روسيا تعتزم اغتيال أرمن بابرجر، الرئيس التنفيذي لأكبر شركة منتجة للأسلحة في أوروبا والتي تصنع قذائف مدفعية ومركبات عسكرية لأوكرانيا.
وفيما اتهمت روسيا أستراليا بإثارة «جنون الارتياب المناهض لروسيا» لاتهامها زوجين من مواليد روسيا بالتجسس، طالب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي موسكو «بالتوقف». وقالت الشرطة الأسترالية الجمعة: إن الزوجين اللذين يحملان الجنسية الأسترالية اعتقلا بتهمة العمل على الوصول إلى مواد تتعلق بالأمن القومي الأسترالي رغم عدم تحديد أي اختراق كبير. وقالت السفارة الروسية في العاصمة كانبيرا في بيان: «إن الهدف من هذه الحملة واضح وهو إثارة موجة جديدة من جنون الارتياب المناهض لروسيا هنا وصرف انتباه الأستراليين عن الإخفاقات العديدة لسياسات حزب العمال الحاكم».
وقال ألبانيزي في تصريحات للصحفيين : إنه يجب على روسيا «التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ذات السيادة». وأضاف في بريسبان عاصمة ولاية كوينزلاند: «يمكن لروسيا أن تفهم الرسالة وتتوقف. إن روسيا تشارك في التجسس هنا وفي جميع أنحاء العالم». (وكالات)
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/494wywsv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"