في صبيحة يوم الخميس 20 يناير 2022، كُنّا على موعد مع دعاءٍ سطّره بماء الود والورد الأخ سالم أحمد العتيبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ابتهل قائلاً: (اللهم اشف أمي وانثر العافية في جسدها. اللهم إنك أعلم بحالها فالطف بها، فهي في قسم العناية الفائقة)، لتهل دعوات الابتهال إلى الله سبحانه وتعالى: (اللهم آمين: اللهم اشفها وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقما. اللهم عافها واعف عنها، وتولّها برحمتك، واحرسها بعينك التي لا تنام: اللهم آمين).
وبعد ثلاثة أيام من دعاء البِرِّ والوفاء والحميمية الأُسَرِيّة ذاك، حيث الأحد 23 يناير، بلغنا نبأ الرحيل: (والدة سالم العتيبي في ذمة الله)؛ لتصدح القلوب والألسن بالدعاء: (البقاء لله، رحمها الله وطيّب ثراها، وأسكنها فسيح جناته، وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان. إنّا لله، وإنّا إليه راجعون: اللهم آمين).
إثر ذلك التّرحّم على روح الوالدة «آمنة» من كافة أبناء وبنات الرَّمس وشَمَل وما جاورهما من مناطق ذات صلة وثيقة بالوالدة الراحلة رحمها الله، يسأل السائل إذ يسأل: ترى، من هم أهلها وذووها وخاصتها من البشر؟ هل أولادها وأحفادها وأرحامها من طرف أبيها وأمها وأنسابها وأصحابها وجيرانها فحسب؟ أم كل من عرفها عن قرب وعاشر مودتها وجاورها في كل الأزمنة والأمكنة؟ أم ثمة من لا نعرف لهم أرضاً ولا سماء في مختلف الأجيال.
الوالدة آمنة بنت عبد الله بن علي بن عامر الشميلي، رحمها الله، ليست أم سالم أحمد العتيبي وأخوته فحسب، وليست جدة أحفادها فحسب، وليست عمة أبناء وبنات إخوتها فحسب، بل هي أم وخالة وعمة وجدة الجميع؛ هي امرأة من الزمن الجميل الأصيل، جيل الأمهات المساندات لأزواجهن في السراء والضراء، جيل النساء المكافحات الكافات أيديهن وألسنتهن عن أذى الناس والخلق أجمعين.
لقد كان بيتها في الرمس القديمة حيث «الفريج المياني»، ملتقى حيّاً وحيوياً لنساء الجيران بعد تطواف كل يوم على بيوت بعضهن البعض، ليكون المحطة الرئيسية والأخيرة للقاء نسوة الفريج لتبادل أطراف الحديث في شؤون الحياة وفي سرد حكايات الآباء المغتربين في مختلف بقاع الخريطة الجغرافية بحثاً عن لقمة العيش الشريف؛ وفي ذلك البيت الذي كان منذ ما قبل المرحلة الستينية من القرن العشرين التي أنتمي إليها، يطمئن أطفال الفريج ويستشعرون فيه دفء الأسرة والقلب الرؤوم.
تلك حقبة زمنية تسطر بماء الذهب، ولا تذهب من ذاكرتنا أبد الدهر؛ حقبة آباء وأمهات هم شركاء حقيقيون وفاعلون في النهضة الإماراتية التي هي حديث العالم بأسره، إثر رعايتهم أبناء وبنات ساهموا وما زالوا يساهمون في بناء دولة اتحادية في مصاف الدول المتقدمة في مختلف الأمكنة والأزمنة، عبر أجيال تتعاقب في استلام راية التنمية والازدهار.
مقالات أخرى للكاتب
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
قد يعجبك ايضا
![](/sites/default/files/2024-07/6151166.jpeg)
![1](/sites/default/files/2024-07/1_25.jpg)
![طارق الخنبشي](/sites/default/files/2024-07/6151161.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6151159.jpeg)
![1](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_0.jpg)
![حمدان الكمالي - محمد الشامسي](/sites/default/files/2024-07/6151154.jpeg)
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)
![صحيفة الخليج صحيفة الخليج](/sites/default/files/2022-09/share-image.png)