بدت تشكيلة «ديور» النسائية المبتكرة في باريس أشبه بنوع من «حماية» يتطلبها زمن الحرب، منها قفازات طويلة كتلك التي يستخدمها سائقو الدراجات النارية ترافق فساتين السهرة، وسترات مبطنة تقي من البرد.
وأوحت القذائف الروسية التي تستهدف المدن الأوكرانية قراءة من نوع آخر للتشكيلة المصممة خلال الأشهر الأخيرة، ويتمثل هدفها في توسيع حدود «الملابس الرياضية» الفاخرة.
وتُستخدم الوسائد الهوائية التي تعاونت عليها «ديور» مع شركة إيطالية ناشئة تصنع معدات لراكبي الدراجات النارية، فيما يستحضر الفستان الرمادي الدروع التي يرتديها الدراجون، مع حماية تغطي الكتفين والكاحلين.
وقالت ماريا جراتسيا كيوري المديرة الفنية للمجموعات النسائية في «ديور»: «ثمة الكثير من التفكير في شأن كيفية الجمع، في هذا الزمن الصعب، بين الجمال والجماليات والحماية».
وأضافت: «الثياب في حد ذاتها تمثل فكرة الحماية، فهي بيتنا الأول، وهي تبعث فينا الطمأنينة. وهذا الجانب حاضر جداً في ما أفعله، من الحماية العاطفية إلى الحماية بالمعنى الحقيقي للمصطلح». وطغت الألوان الداكنة، من أسود ورمادي وبيج.
..و تشكيلة «سان لوران» أناقة رصينة
امرأة «سان لوران» ستكون أنيقة بلا استفزاز في الشتاء المقبل، بفساتين سوداء طويلة، وسترات «سموكينج» مع سراويل، ومعاطف فراء اصطناعي فاخرة. فتصاميم المدير الفني للدار، البلجيكي أنتوني فاكاريلو بدت بعيدة عن نمطها المعتاد القائم على الإثارة الجذابة وبدا ذلك خلال العرض الشاعري لتشكيلته أمام برج إيفل المتلألئ في اليوم الثاني من أسبوع الملابس الجاهزة في باريس.
وتقدمت الحضور في العرض الممثلات الفرنسيات كاترين دونوف وشارلوت جينزبور وبياتريس دال والإسبانية روسي دي بالما وعارضة الأزياء إيفا هيرزيجوفا.
وأوجد فاكاريلو، من خلال المعاطف العريضة والسميكة توازناً مع التصاميم الشفافة العزيزة عليه. وشملت تشكيلته فساتين طويلة على امتداد الجسم كله، في حين اتسمت سترة «السموكينج» التي تعتبر أساسية لدى «سان لوران» بأنها أعرض هذه المرة.
وحضر الفراء على الياقات والمعاطف الطويلة، وبدا على الرغم من كونه اصطناعياً، حقيقياً أكثر من الفراء الطبيعي الذي أعلنت «سان لوران» في سبتمبر الماضي التوقف عن استخدامه، على نحو ما فعلت كل دور الأزياء الأخرى المنضوية ضمن مجموعة «كيرينج» للسلع الفاخرة.
