عادي
استقطب نخبة من قادة قطاع الدفاع العالمي وصنّاع السياسات

«أمن التكنولوجيا الدفاعية» يختتم أعماله ويوفر منصة دولية مثالية

21:09 مساء
قراءة 4 دقائق
الدكتور محمد الكويتي خلال الجلسة
يوسف العتيبة خلال المؤتمر
الدكتور ثاني الذيودي

أبوظبي: عماد الدين خليل

اختتمت الخميس، أعمال المؤتمر الدولي لأمن التكنولوجيا والصناعات الدفاعية، الذي عقد تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» على مدار يومين، ويعدّ أول فعالية من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، تركّز على القضايا المشتركة بين قطاعي الدفاع والتقدم التكنولوجي، كما يعدّ مؤتمراً استشرافياً يتناول أطر استخدامات الذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات والأمن السيبراني، بما يكفل حماية الملكية الفكرية في قطاع الصناعات الدفاعية.

ونجح المؤتمر في استقطاب نخبة من قادة قطاع الدفاع العالمي وصنّاع السياسات، إلى جانب باحثين وأكاديميين روّاد في التكنولوجيا، فضلاً عن خبراء دوليين في أمن تقنيات الدفاع، حيث شارك في جلساته 70 متحدثاً من 30 دولة، وقدّم جدول أعمال متعدد المسارات، يستعرض به أحدث الأبحاث والتطورات في الروبوتات والأنظمة المستقلة والفضاء، وتكنولوجيا الكم والذكاء الاصطناعي، وغيرها من التكنولوجيا الناشئة، ويناقش آثارها وتطبيقاتها في قطاع الدفاع.

وشهد اليوم الأخير للمؤتمر، كلمات رئيسية ألقاها: يوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، الدكتور ثاني الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية، وطلال الطنيجي، مدير المكتب التنفيذي للجنة السلع الخاضعة لرقابة الاستيراد والتصدير.

وأكد المتحدثون أهمية التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات العالمية والخروج منها بشكل أقوى وموحد، بينما شدد العتيبة، على المكانة المرموقة والثقة التي تحظى بها الإمارات لدى دول حليفة مثل الولايات المتحدة وغيرها، منوهاً بسعي الدولة الدائم إلى مواكبة التغيرات التحولية الحاصلة في قطاع الدفاع وغيره من القطاعات.

قال «لا شك بأن الثقة أمر مكتسب، والإمارات تتمتع بتاريخ طويل من الثقة المتبادلة مع الولايات المتحدة والشركاء الآخرين وأعتقد بأن مسيرة العلاقات مع مختلف دول العالم تؤكد مدى التزامنا على مر السنين في مسألة حماية الملكية الفكرية، على ما نحصل عليه من تقنيات دفاعية. وانعقاد هذا المؤتمر لأول مرة في الشرق الأوسط بهذا الحجم لمناقشة كيفية تطوير التكنولوجيا وأمن الدفاع، أمر بالغ الأهمية لتأكيد مكانة الإمارات شريكاً موثوقاً ويعتمد عليه».

وأكد أن دولة الإمارات مستمرة في تطوير منظومة الصناعات الدفاعية الوطنية، وتنتقل إلى مرحلة جديدة من كونها مستوردة لتكون دولة مصدرة للتقنيات الدفاعية، وأنها منفتحة اليوم لبناء الشركات والعمل مع جميع الأطراف من شركات وحكومات.

وأشار إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجهنا جميعاً اليوم هو الطائرات بدون طيار «المسيّرة» وتقنيات مكافحتها، حيث باتت تلك التكنولوجيا منتشرة بحد كبير، ومن ثم من الصعب وضع نظام دفاعي لتفادي الهجمات بهذه الطائرات، ما يتطلب أنظمة دفاعية متطورة أكثر لمكافحتها الصواريخ المتطورة، والتكنولوجيات السيبرانية؛ فكلما كانت الأسلحة السيبرانية عنيفة كان الدفاع أقوى.

وقال الدكتور ثاني الزيودي «إن تصدر دولة الإمارات عربياً في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2021 وللسنة السادسة على التوالي ما هو إلا تأكيد الكفاءة والمرونة التي تتمتع بها سياسة الابتكار المعتمدة في الدولة، وهذا يؤكد القدرات الاستباقية والتنافسية التي تمتلكها الإمارات على الرغم من الأحوال المحيطة، كجائحة «كورونا» وما ترتب عليها من تأثيرات عالمية».

وأضاف «إننا في دولة الإمارات على دراية تامة بأن الاستثمار في الصناعات الدفاعية الوطنية يكمل ويعزز سياسات التنويع التي ننتهجها، كما أن هذه الاستثمارات سبيل لتعزيز جهودنا في التحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار ودولة الإمارات تتبنّى نهجاً واضحاً في إعطاء الأولوية للبحث التكنولوجي والعلمي. ونحن على يقين تام بأن هذه المجالات محركات أساسية للتنمية على كل المستويات، ومن شأنها أن تعزز انتقالنا إلى اقتصاد رقمي تنافسي عالمي».

فيما أشار طلال الطنيجي، مدير المكتب التنفيذي للجنة السلع الخاضعة لرقابة الاستيراد والتصدير، إلى أن دولة الإمارات تطبق قواعد ولوائح صارمة لحوكمة تطوير قطاع الدفاع، وهذا انعكس على تقبل المشاركة المستمرة للإمارات في أنظمة الرقابة الدولية على تصدير الأسلحة واستيرادها، ما يؤكد المكانة الرائدة للإمارات في قطاع الدفاع الدولي.

وقال اللواء الركن الدكتور مبارك الجابري، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر: «لقد اخترنا المستقبل، ومؤتمرنا يؤكد أن دولة الإمارات تسهم اليوم في رسم مسار الصناعات الدفاعية وأمن تكنولوجيا الدفاع وستبقى الإمارات دائماً في مقدمة داعمي تطوير القدرات الأمنية والتكنولوجيا لخدمة السلم العالمي».

وأضاف «تقود وزارة الدفاع تحولاً جذرياً للفكر العسكري من الإطار التقليدي إلى الإطار الإبداعي المبني على أسس علمية ومبادئ متطورة تستشرف المستقبل، وتسعى في الوقت نفسه إلى الانفتاح على كل الأطراف المعنية في الدول الصديقة والحليفة بهدف ترسيخ التعاون وتبادل الخبرات وقيادة الجهود الرامية لتطوير قدرات تكنولوجية وأمنية تكرس الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».

وشارك في فعاليات اليوم الثاني طارق الحوسني، الرئيس التنفيذي لمجلس التوازن الاقتصادي، وتحدث عن نشوء منظومة قوية لقطاع الدفاع في دولة الإمارات تجسدها مجموعة إيدج، مجموعة التكنولوجيا الدفاعية المتقدمة المصنفة بين أفضل 25 مورداً عسكرياً في العالم، بالتعاون مع توازن وأصحاب المصلحة الوطنيين الرئيسيين الآخرين.

وتطرقت جلسات اليوم الثاني إلى مدى وضوح أهمية دور البيانات الضخمة وقوة التحليل والحوسبة برفع مستويات الوعي بالأوضاع السائدة في نزاعات العصر الحديث، وأن الأطراف التي يمكنها الوصول إلى بيانات أكثر تنظيماً، وإلى التكنولوجيا المتقدمة، ستمتلك القدرة الأكبر على تحقيق التفوق.

وشملت الموضوعات التي تطرق إليها الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، الدور المتنامي للأمن السيبراني فيما يتعلق بمجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وناقش التحول نحو الذكاء العام الاصطناعي الذي يعتمد على جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات يجب مشاركتها وتخزينها بشكل آمن في كل الأوقات.

وخلال جلسة حوارية، أشاد الجنرال جون دبليو نيكلسون، الرئيس التنفيذي لشركة «لوكهيد مارتن» الشرق الأوسط، بالريادة الفكرية التي أظهرتها دولة الإمارات وقيادتها الوطنية عبر تنظيم فعاليات مثل المؤتمر الدولي لأمن التكنولوجيا والصناعات الدفاعية ويومكس. ورجّح أن التكنولوجيا المتقدمة ستغيّر طبيعة الحروب والجيوش، وتحتاج الدول إلى التكيف مع ذلك التطور.

وأكد اختتام المؤتمر بنجاح مكانة الإمارات في قطاع الدفاع عالمياً، ما يساعد على دفع عجلة الابتكار التكنولوجي الدفاعي عبر تنمية الملكيات الفكرية المحلية والتفاعل في الوقت نفسه مع الشركاء في قطاع التكنولوجيا والقوات العسكرية العالمية بهدف تعزيز الأمن في العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"