عادي
جونسون: لا رغبة لدينا في تحدي الأمة العظيمة والدولة الكبرى

بريطانيـا تطـرح خطـة سداسيـة رداً علـى روسيـا

12:26 مساء
قراءة 4 دقائق
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

أكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) لن يصبح طرفاً بالنزاع في أوكرانيا، وأن المملكة المتحدة ليس لديها الرغبة في تحدي «الأمة العظيمة والدولة الكبرى»، في إشارة إلى روسيا، وأعرب عن أمله في أن يلتف العالم حول خطة من ستة بنود، لإفشال روسيا في أوكرانيا.

ليست حربنا ولكن

قال جونسون في مقالة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس الأحد: «إنه ليس نزاعاً للناتو، ولن يكون هكذا»، في إشارة إلى ما يجري في أوكرانيا. وأشار في الوقت ذاته إلى أن أكثر من 20 دولة تقدم حالياً مساعدات دفاعية لأوكرانيا، متابعاً: «في يناير/كانون الثاني الماضي، كانت المملكة المتحدة في صفوف عدد قليل، تقدم مساعدات لأوكرانيا في مجال الدفاع. وحالياً تشارك أكثر من 20 دولة في هذه الجهود».

وصرّح أيضاً بأنه لم يكن لأوكرانيا أي آفاق جادة في الانضمام لحلف الناتو في المستقبل القريب، مضيفاً: «تنحصر الحقيقة في أنه لم يكن لأوكرانيا أي آفاق جادة للانضمام إلى الناتو في المستقبل القريب. كنا نحن (الناتو) على استعداد للاستجابة للمخاوف المعلنة من جانب روسيا فيما يتعلق بالأمن عن طريق المفاوضات».

وأكد رئيس الوزراء البريطاني أن الناتو لا يعرض للشك وجود روسيا كدولة كبرى، قائلاً: «ليست لدينا مشاعر معادية تجاه الشعب الروسي. ليست لدينا رغبة في تحدي الأمة العظيمة والدولة الكبرى».

خطة سداسية

حث جونسون الزعماء الآخرين على الانضمام إلى خطة من ست نقاط، للرد على روسيا في أوكرانيا تراوح بين تقديم دعم إنساني إلى إلحاق أكبر ضرر ممكن بالاقتصاد الروسي.

وقال جونسون قبل اجتماعات مع زعماء من كندا وهولندا ووسط أوروبا في لندن اليوم الاثنين: إن غزو أوكرانيا لا بد وأن يفشل وأن يُنظر إليه على أنه فاشل. وأضاف: «لا يكفي التعبير عن دعمنا للنظام الدولي القائم على القواعد، ولكن يجب أن ندافع عنه ضد محاولة متواصلة لإعادة صياغة هذه القواعد بالقوة العسكرية».

وذكر جونسون أهداف خطته السداسية البنود والتي تتضمن إقامة تحالف إنساني دولي من أجل أوكرانيا، ودعم دفاعها عن نفسها، وزيادة الضغط الاقتصادي على موسكو لأقصى حد. ودعا جونسون أيضاً إلى انتهاج مسارات دبلوماسية، لخفض التصعيد بمشاركة كاملة من الحكومة الأوكرانية، وتعزيز الأمن في منطقة أوروبا- الأطلسي، وإنهاء «التطبيع الزاحف» للأنشطة الروسية في أوكرانيا.

ومن المقرر أن يستضيف جونسون، غداً الثلاثاء، زعماء من التشيك والمجر وبولندا وسلوفاكيا، وهي دول تشهد تدفقاً للاجئين من أوكرانيا. وتعتزم بريطانيا التحرك بشكل أسرع، لمعاقبة رجال الأعمال الروس من خلال إجراءات قانونية جديدة تم إرسالها إلى البرلمان أمس الاثنين.

كلام فارغ

وصف دومينيك راب نائب رئيس الوزراء البريطاني الحديث عن تهديد روسيا باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا بأنه كلام فارغ، واتباع لسياسة حافة الهاوية، ورفض تصريح الرئيس فلاديمير بوتين الذي شبه العقوبات الغربية بإعلان للحرب. وقال راب لشبكة سكاي نيوز رداً على سؤال بشأن احتمالية حدوث تصعيد نووي من قبل الكرملين «أعتقد أنه حديث فارغ واتباع لسياسة حافة الهاوية». وأضاف: «لدى (بوتين) سجل حافل من التضليل الإعلامي والدعاية... هذا تشتيت عن حقيقة هذه القضايا المطروحة، وهو أن هذا غزو غير قانوني ولا يسير وفقاً للخطة».

وقال: «العقوبات ليست من أعمال الحرب، القانون الدولي واضح جداً بشأن هذا... عقوباتنا مبررة قانونياً بشكل كامل من الناحية القانونية، ولكنها أيضاً تتناسب مع ما نحاول التعامل معه».

وتوقع راب أن يستمر الصراع في أوكرانيا عدة شهور إن لم يكن سنوات، مضيفاً أن الحلفاء الدوليين سيحتاجون إلى إظهار «قوة تحمل استراتيجية»، لضمان إخفاق بوتين في أوكرانيا.

آخر ما نريده الحرب

اعتبر رئيس أركان الدفاع البريطاني، الأدميرال سير توني راداكين، أن «آخر شيء نريده هو حرب بين الناتو وروسيا»، معتبراً أن «الأوكرانيين يواجهون وضعاً مروعاً».ورأى راداكين أنه «يتعين على المملكة المتحدة وحلفائها توخي الحذر الشديد بشأن تهديدات روسيا»، مضيفاً: «يتعين علينا الحفاظ على الهدوء والمسؤولية حتى لا نكتفي بالرد على نحو متهور لأي تعليق صريح أو غريب أو مثير للسخرية في بعض الأحيان»، لافتاً إلى أن «المملكة المتحدة جزء من أكبر تحالف عسكري في العالم، (الناتو)، ولديها رادع نووي». وتابع: «نحن مستعدون، وسنكون على ثقة بشكل لا يصدق بقدرتنا على مواجهة الرئيس بوتين».

وسئل عمّا إذا كانت المملكة المتحدة لا تزال على اتصال مع روسيا، فقال راداكين: إن «الحكومة لديها خط مباشر مع مقر العمليات في موسكو، والذي يتم اختباره كل يوم»، مشيراً إلى أن هذا الخط «استخدم مؤخراً لطلب لقاء مع نظيره الروسي، فاليري جيراسيموف، وينتظر الرد».

كما انتقد الأدميرال راداكين ما ذكرته وزيرة الخارجية ليز تراس بالسماح للمتطوعين بالتوجه إلى أوكرانيا للقتال، معتبراً أنه «غير قانوني وغير مفيد» للمواطنين البريطانيين أن يذهبوا ويقاتلوا في أوكرانيا. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"