مدرسة الإنسانية

00:51 صباحا
قراءة دقيقتين

عندما ينصبغ المجتمع بطابع الإنسانية والرحمة والتسامح، فإن ذلك لا يمكن أن يندرج تحت مسمى «وليد الصدفة»، وعند رصد مشاهد العمل الخيري في كل منطقة «دون مبالغة»، فإن الأمر بالتأكيد يتعلق بالتنشئة في مدرسة للإنسانية غذت الأجيال على قواعد وأسس ومبادئ العطاء ومد يد العون للآخرين مهما كان الاختلاف.
مشاهد ليست غريبة ولا جديدة على من عاش وترعرع في مدرسة «زايد العطاء والإنسانية والتسامح»، ولكنها أدهشت الزائر والقادم حديثاً للإمارات، واقشعرت لها الأبدان حيث يدرك من يتابع ينابيع الخير المتمثلة بوجبات إفطار يتم توزيعها يومياً بأعداد كبيرة، ومير رمضاني يتم تسليمه للأسر المعوزة، وخيام لإفطار الصائم تستقطب جميع الفئات بغض النظر عن الدين أو العرق، أنه يتواجد في مجتمع إنساني خيري تتلمذ أبناؤه على يد زايد الخير.
جميع تلك المشاهد التي لا تُعد ولا تحصى، تدعونا للتأمل في شخصية المؤسس القائد الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تمكن من غرس القيم الإنسانية والعطاء والرحمة وغيرها من المبادئ التي تندرج ضمن قيم التسامح، وكيفية توارث الأجيال واهتمامها وحرصها على المشاركة في المبادرات الإنسانية الخيرية حتى باتت الدولة موسومة بمسمى إمارات الخير والعطاء.
من تبادل أطراف الحديث مع شخصيات عاصرت الشيخ زايد قبل وبعد قيام الاتحاد، وتناول جوانب من شخصيته، رحمه الله، خاصة المتعلقة بالحكمة والعطاء وعمق الجانب الإنساني، يستطيع أن يستشف «عبقرية زايد» في تأسيس دولة يتجذر في مجتمعها العديد من القيم الإنسانية التي ساهمت في تلاحم النسيج المجتمعي بالرغم من تواجد عدد كبير من الجنسيات بأديان وعقائد مختلفة، حتى ساد الشعور بالأمن والأمان والاطمئنان في نفس كل من يقيم على أرضها.
يطول الحديث ولا تتسع له الأسطر عند تسليط الضوء على الأعمال الخيرية التي يتم تنفيذها ليس فقط من قبل الجهات الخيرية وإنما أيضاً من قبل أفراد المجتمع الذين يتهافتون على المشاركة في مختلف المبادرات الإنسانية حتى إن الأمر وصل إلى توجه أسر بجميع أفرادها نحو المشاركة من خلال التطوع في المبادرات الخاصة بالشهر الفضيل من تجهيز الوجبات وتوزيعها في الصناديق أو التبرع للجهات الخيرية التي تقوم بدورها في توزيعها قبيل موعد الإفطار.
لا يسعنا أمام تلك المشاهد سوى أن نردد رحم الله القائد زايد بن سلطان رجل الخير والعطاء، الذي سنّ في مجتمعنا العمل الإنساني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"