مأساة شيرين وعشاق النميمة

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

ما من دخان بلا نار، يبدو أن الكثير من الأخبار التي ترد إلى العلن والمتعلقة بالحياة الشخصية للفنانين لا تكون مجرد «شائعات» كما يرددون، بل يكون لها أساس صحيح، ويسرع الفنان إلى التكذيب كنوع من الدفاع عن الذات، أو كي لا يقال إنه هو من يسرّب أسراره لتصبح متداولة ومعلومة لدى الناس.

حياة شيرين عبدالوهاب ومن كان زوجها حسام حبيب لم تعد من الأسرار المكتومة ولا الخصوصيات التي لا شأن للناس والإعلام بها؛ فبعد سلسلة من النفي والتأكيد وإعادة النفي حول هذه العلاقة المتذبذبة بين الطرفين، وما سمعناه عن الطلاق ثم العودة وما نسب إلى شيرين بأنها متيمة بحبيبها، وحياتها عسل وهناء.. لم يكن إلا دخاناً ينبئ عن نار مشتعلة بالفعل، وخروج شيرين عن صمتها لتبوح بالحقيقة «على طريقتها»، لم تمر دون زلزلة وإثارة ضجة وتعليقات من الناس، البعض يدينها و«يقف لها على الوحدة»، والبعض يعذر ويتفهم ويتعاطف معها.

كلمة عفوية صدرت عن شيرين، وهي قد تكون الأشهر بين الفنانين بتلقائيتها واندفاعها في التعبير عما بداخلها دون غربلة أو تفكير وتدقيق في وزن الكلمة التي ستقولها والمسار الذي ستسلكه.. حين قالت إنها كانت قمراً قبل زواجها من حسام، وأصبحت حسن أبو السعود من بعده، لم تفكر في أن التعبير هذا يعتبر إهانة في حق الموسيقي الراحل وفي حق عائلته، بل ذكرت أول رجل خطر في بالها، ويبدو أنه الأقرب إلى تفكيرها كي تقول إنها فقدت أنوثتها بسبب حسام حبيب. المصطادون في الماء العكر تركوا كل ما قالته الفنانة عن مأساتها، وتمسكوا بالغلطة متولّين مسؤولية الدفاع عن الراحل حسن أبو السعود أكثر مما فعلت أسرته.

ابنة أبو السعود صعقت هؤلاء المدعين الغيرة على أبيها، بالرد الراقي والذي ينم عن مكارم الأخلاق وسعة الصدر وحسن التربية، مؤكدة بنفسها أنها لم تجد في كلمة شيرين إهانة، بل تتفهم وضع الفنانة وتتعاطف معها؛ لأنها تعيش مأساة، لم تستغل الظرف لتصب الزيت على النار فتشعل السوشيال ميديا وترضي فضول فئة من المثرثرين، بل زادت اسم أبيها كبراً بالتأكيد على أن شيرين هي ابنة هذا البيت، ولو كان هو حياً لاستقبل الكلام بصدر رحب وابتسامة.

لن تنتهي مأساة شيرين قريباً، بل تداعياتها ستكون الوقود الذي يتغذى عليه عشاق النميمة بلا أي خجل أو احترام للمشاعر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"