د. منى تهلك*
تجاوزت البشرية الجدلية حول الجدوى الوقائية أو العلاجية للكثير من الأدوية والتطعيمات أمام قوة العلم وانتشاره، فضلاً عن وضوح الأثر لمثل هذه المبتكرات الوقائية والعلاجية التي أسهمت في إنقاذ أرواح كثير من الناس؛ بل كانت سبباً، بعد إرادة الله، في إطالة العمر، والتمتع بجودة الحياة، بعيداً عن الأمراض والأوبئة التي كانت سائدة في كثير من المجتمعات فيما مضى من الزمن.
من هذه العلاجات والحلول الوقائية، قصة الإنسان مع اللقاحات، التي توضح قوة العلم، ومساهمته في رفاه وسعادة الناس، لكن ما اللقاحات؟ بعيداً عن التعاريف العلمية التخصصية، فإن اللقاحات «تدرب الجهاز المناعي للإنسان على إنتاج مضادات، تماماً كما يعمل عندما يصاب الإنسان بالمرض، وهذه اللقاحات هي جراثيم مثل الفيروسات أو البكتيريا، مقتولة، لا تسبب المرض ولا تسبب للإنسان أي مضاعفات، لكنها تقوي جهاز المناعة، وكأنها تعطيه أسرار تلك الجراثيم، وكيف يتصدى لها ويقاومها، وبالتالي تمنع تدهور الصحة والوقوع فريسة لتلك الجراثيم».
ومن الأمراض التي أسهمت اللقاحات في الحماية منها: سرطان عنق الرحم، الكوليرا، «كوفيد - 19»، الخناق، التهاب الكبد B، الأنفلونزا، التهاب الدماغ الياباني، الملاريا، الحصبة، التهاب السحايا، النكاف، السعال الديكي، الالتهاب الرئوي، شلل الأطفال، داء الكلب، الفيروس العجلي، الحصبة الألمانية، الكزاز، التيفود، الحماق، الحمى الصفراء.
وبعض تلك اللقاحات غير ضروري، إلا في بعض البقع الجغرافية، التي تنتشر فيها الأوبئة أو تكون بيئة ملوثة وتحتاج معها إلى الوقاية، أو عند السفر إلى تلك المواقع. ويواصل العلماء العمل على الكثير من الدراسات والبحوث والاختبارات والتجارب على بعض اللقاحات المهمة، لحماية البشرية من بعض الأوبئة مثل الإيبولا والملاريا، وغيرهما، وهي جهود تهدف إلى حماية الإنسان، والابتعاد عن شبح الأوبئة التي تحصد أرواح الملايين من الناس، كما كان يحدث في أزمان ماضية.
وكما قالت منظمة الصحة العالمية: «التحصين قصة نجاح عالمية في مجالي الصحة والتنمية؛ حيث ينقذ أروح الملايين من البشر كل عام، فاللقاحات تحد من مخاطر الإصابة بالأمراض من خلال العمل مع دفاعات الجسم الطبيعية لبناء الحماية. وعندما يحصل المرء على لقاح ما، يستجيب جهازه المناعي... ويقي التمنيع حالياً مما يراوح بين 3.5 و5 ملايين حالة وفاة كل عام بسبب أمراض مثل الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي والإنفلونزا والحصبة».
اللقاحات نعمة من نعم الله على الإنسان، وكما قال رسولنا الكريم: «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاءً».
* استشاري أمراض نساء وولادة
مدير تنفيذي مستشفى لطيفة
