تخصص علوم الحاسوب ووظائف الأمن السيبراني

21:55 مساء
قراءة 3 دقائق

د. حليم خلالفة*

تهدف الإمارات إلى أن تصبح مركزاً تكنولوجياً للمنطقة، يوفر فرص عمل مميزة في مجال البرمجة والعديد من المجالات الرقمية الأخرى، أبرزها مجال الأمن السيبراني، كونه أحد أبرز مجالات الاختصاص التي تحظى باهتمام عالمي، لا سيما مع زيادة الهجمات الإلكترونية، والتي ارتفعت وتيرتها في المنطقة بواقع 250% في عام 2020، بحسب تصريحات الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات.

وقدّم إعلان القيادة الرشيدة في دولة الإمارات عن مشاريع الخمسين، مؤشراً لخريطة الطريق الرقمية الطموحة للدولة، والتي مع سعيها لتوظيف التكنولوجيا والابتكار بشكل أكبر، فهي أيضاً بحاجة إلى توفر حماية لأمنها السيبراني ضد الهجمات السيبرانية، والتي تتطور أساليبها وأدواتها بشكل سريع. ويثير هذا سؤالاً مهماً: ما الحل للتخفيف من هذا القلق المتزايد مع تزايد اعتمادنا على الإنترنت؟

نظراً للارتفاع الهائل في تسريب المعلومات، وخرق البيانات، والهجمات المباشرة من قبل قراصنة الإنترنت والمجرمين السيبرانيين، تتنامى الحاجة إلى مزيد من المتخصصين في الأمن السيبراني في جميع قطاعات الأنشطة في الشرق الأوسط، ويعد تطوير الجيل القادم، أمراً بالغ الأهمية للمساهمة في الحد من الزيادة في الهجمات السيبرانية.

ووفقاً لمركز الدراسات الدولية، هناك نقص عالمي في وظائف الأمن السيبراني تقدر بنحو 3.12 مليون وظيفة، ويشير تقرير حالة الأمن السيبراني لعام 2021، الصادر عن جمعية تدقيق ومراقبة نظم المعلومات ( ISACA ) إلى عجز بمقدار 300.000 وظيفة، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتؤدي الجامعات دوراً رئيسياً في سد الفجوة في وظائف الأمن السيبراني في المنطقة؛ حيث تتحمل برامجها القائمة على البيانات مثل درجات علوم الحاسوب عبئاً كبيراً في زيادة فرص العمل.

وتوفر درجة علوم الحاسوب المهارات الأساسية في مجموعة متنوعة من المناصب في مجال الأمن السيبراني، كمهندس الأمن المكلف بالتفكير كالقراصنة من خلال التصميم والتخطيط والإشراف على الأنظمة التي تحبط التهديدات المحتملة على الحواسيب، وتحديد نقاط القوة والضعف في أنظمة الحاسوب الخاصة بالمؤسسات.

وتشمل الأدوار الأخرى مدققي الأمن الذين يقومون بإنشاء قواعد بيانات الاختبار، ويديرون عمليات التدقيق، إلى جانب إنشاء التقارير، ويقدمون المشورة للمؤسسات حول الخطوات التي من الممكن اتخاذها، لجعل أنظمتها الحاسوبية أكثر أماناً، وهناك أيضاً أدوار استشارية من شأنها تقديم المشورة للمؤسسات حول إجراءات الأمان المناسبة، والبحث عن اختراقات محتملة للأمن، والإشراف على تنفيذ الإجراءات الأمنية الجديدة وتدريب الموظفين على حماية مؤسساتهم من المخاطر الأمنية.

وفي حين أن هذه مجرد مجموعة بسيطة من الوظائف المتاحة في قطاع الأمن السيبراني، فإن إعداد الطلاب لمكان العمل، يوفر أيضاً العديد من الفوائد المالية لأصحاب العمل مثل تقليل تكاليف الجرائم الإلكترونية.

ووفقاً لتقرير الحرب السيبرانية في المناصب الإدارية العليا 2021 الصادر عن (Cybersecurity Ventures)، من المتوقع أن تنمو تكاليف الجرائم الإلكترونية بنسبة 15% سنوياً على مدى السنوات الخمس المقبلة، لتصل إلى 10.5 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2025، مقارنة بنحو 3 تريليونات دولار في عام 2015.

وفيما تزداد كفاءتنا من الناحية التكنولوجية، نصبح أكثر عرضة للهجمات. ويعد توفير منصات تعليمية للطلاب والأجيال القادمة للتعلم وتوسيع معرفتهم في مجال الأمن السيبراني، أمراً بالغ الأهمية لزيادة موثوقية منظومتنا المتصلة رقمياً لعقود لاحقة.

 *الأستاذ المشارك بكلية الهندسة وعلوم المعلومات بجامعة ولونغونغ في دبي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"