على الهواء مباشرة

00:44 صباحا
قراءة دقيقتين

أتاحت بعض برامج وتطبيقات وسائل التواصل الحديثة فتح الحوار بين مجموعة أشخاص لتبادل الحديث حول موضوع معيّن، وهو ما يتيح للمستخدمين إبداء الآراء والمقترحات حول جملة من القضايا الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية وغيرها.
ومما لا شك فيه أن بعض الأفراد استخدموا تلك المنابر في طرح حوارات بنّاءة هادفة يسعون من خلالها إلى توعية أفراد المجتمع، وفتح آفاق التفكير البنّاء حول القضايا والمشكلات الاجتماعية، إلا أن البعض يصر على وضع النقاش في قالب هزلي.
ولأن أبواب الهواء مشرعة على مصراعيها، يمكن لأي فرد فتح «البث» وطرح مواضيع تختلف من حيث المضمون، منها السمين والهزيل والغث والخاوي الذي لا يصدر عن صاحبه سوى قرقعة مزعجة، أو من حيث الهدف، سواء كان نقاشاً جدياً أو مجرد ثرثرة عبثية.
جميل أن تكون المنابر متاحة لطرح مواضيع مختلفة على طاولة الحوار، ولكن بعض الأفراد يشوّهون الموقف بطريقة النقاش التي تتجاوز حدود اللباقة الحوارية من حيث الأسلوب والمفردات المستخدمة، معتقدين أن الجلوس خلف الشاشات مع إخفاء الوجه والاسم، يعطي الإنسان الحق في التصرف كيف ما شاء.
في تلك البرامج يمكن رصد ألفاظ وإيحاءات لفظية أو صوتية عديدة «غير لائقة»، عند متابعة تلك الحوارات المفتوحة على الملأ، والمتاحة لمختلف شرائح المجتمع بأعمار مختلفة، وما يزيد الغصة، وجود أطفال ومراهقين وشباب من الجنسين، يتعرضون لتلك السلوكيات ويستمعون لآراء وعبارات تخرج أحياناً عن منحنى القيم والعادات والتقاليد والأعراف.
المشكلة تكمن في أن الاعتياد على هذه النوعية من المهاترات، قد يُكسبها صفة «الأمر الطبيعي المألوف» في المجتمع، على الرغم من ابتعادها كل البعد عن العادات والتقاليد المحلية التي لا بد من أن نسعى للمحافظة عليها في ظل الطوفان القادم من الهواتف الذكية.
لا بد أن يعي المتحدثون في وسائل التواصل الحديثة أن هوية الشخص تظهر وإن كان يقبع خلف اسم وهمي وصورة اعتبارية، من خلال اللكنة أو إفصاح الشخص عن موطنه، وهنا يطلب من المستخدم سواء كان ضيفاً أو مُضيفاً أن يضع في اعتباره أن مجتمعه وهويته أمانة يجب أن يحافظ عليهما ويسعى إلى تعزيز دورهما لدى الأجيال القادمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"