تفاوت الرسوم

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

السؤال عن أسباب ارتفاع كلفة التعليم، في المدارس الخاصة، يقابله دائماً إجابات كثيرة متنوعة، وأدلة إقناعية متعددة، من قبل أطراف العلاقة «الملاك، والإدارات، والجهات المعنية بالإشراف والمتابعة للتعليم الخاص»، على الرغم من أنها تخالف الواقع والعقل في كثير من الأحيان.
ومن أهم المسببات المقدمة، ونسمعها كثيراً في الميدان، تلك التي تربط «جودة التعليم والخدمات بقيمة الرسوم»، فكلما زادت الجودة زادت معها قيمة الرسوم، وهنا نسأل عن نوع الجودة المقصودة؟ هل التي تُعنى بالمخرجات، أما التي تخاطب جماليات المدرسة ومحتوياتها وبيئتها، وطرائق التدريس والتكنولوجيا؟ أما الكوادر متعددة الجنسيات؟
إذا نظرنا للواقع، سنجد أن جميع المدارس تعمل وفق تلك المقومات، إذاً لماذا التفاوت في الكلفة وقيمة الرسوم، فهناك مدارس جعلت رسوم الروضة 50 ألف درهم في السنة، وأخرى لا تتجاوز رسومها 10 آلاف درهم، على الرغم من أن المنهج واحد، وتفوق الطالب في كلاهما مضمون.
هل تعلم أنه في الوقت الذي تجتهد فيه مدارس خاصة بخططها ووسائلها لتحقيق أرباح تناسب تطلعاتها عاماً تلو الآخر، نجد أن هناك مدارس أخرى شغلها الشاغل، تعليم الأبناء وتحقيق جودة المخرجات وتوفير الخدمات كافة «مجاناً».
نعم، هذه ليست مجرد مقولة، فهناك مدارس خاصة، تتكفل بتعليم طلبة الأسر محدودة الدخل والفقراء والأيتام، وترعاهم مادياً وتعليمياً وتربوياً، مثل مدارس التسامح التي وُجدت لتقديم التعليم المجاني لغير القادرين، ومدرسة منارة الإيمان الخاصة، التي تحتضن أكثر من 4000 طالب وطالبة، يتلقون تعليمهم من دون مقابل مادي.
ولدينا مدارس تحتضن أكثر من 16 ألف متعلم، برسوم رمزية لا تساوي سعر 5 أطقم من الزي في مدارس خاصة، أبدعت في رفع كلفة تعليم طلابها كل عام، وعلى الرغم من ارتفاع كثافتها الطلابية، فإن مخرجاتها تتصدر قوائم الأوائل سنوياً، في دلالة صريحة على جودة تعليمها، فالمخرج التعليمي يحسم دائماً قضية الجودة، والمقومات بلا مخرجات، تعني مدرسة بلا جودة.
على الرغم من قلة هذه النوعية، فإن تعليمها جيد وبيئتها جاذبة، وكوادرها مؤهلة ومخرجاتها متميزة، فلماذا لا يعمل المجتمع على التوسع فيها، لنتجنب إشكاليات كثيرة تعرقل تعليم بعض الأبناء في مدارس بسبب متأخرات للرسوم أو احتجاز شهاداتهم لإعاقة انتقالهم لمدرسة جديدة وغيرها؟
نحتاج لوقفة لتقييم أسباب تفاوت رسوم المدارس الخاصة، وقياس احتياجات الطالب الفعلية، وضبط إيقاع الكلفة التي أعاقت تقدم بعض الطلبة، فالتعليم الجيد لا يحتاج للمبالغة، فالمدارس وجدت للتعليم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrntd6a7

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"