انتقاء الكوادر

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

انتقاء المعلمين في مجتمعات التعليم، أمر ليس باليسير حاضراً ومستقبلاً، لاسيما أن مواصفات الخريجين اختلفت وتطورت بشكل كبير، واحتضن سوق العمل وظائف نوعية جديدة وفرض مقومات وسمات بعينها لمن يريد الالتحاق به.
التغيير سنة الحياة، ودوام الحال من المحال، ودائماً ما يقابل التغيير تطوير يواكب المستجدات، والمعلم يعدّ محور التطوير في قطاع التعليم؛ إذ يمسك بيديه عصا بناء وإعداد الأجيال، وهنا تأتي أهمية اختيار الكوادر التدريسية وإلزامية تطويرها.
وعلى الرغم من المتغيرات والتطورات التي نصطدم بها من آنٍ لآخر، وعلى فترة قصيرة متفاوتة، إلا أن البعض ما زال يتساءل لماذا رخصة المعلم؟ والبعض الآخر يعترض كيف تخضع خبرات تجاوزت العشرين عاماً في الميدان إلى التقييم والاختبار؟
رخصة المعلم تعدّ معياراً حقيقياً لاختيار فئات المعلمين؛ إذ نتعرف من خلالها إلى مدى كفاءتهم وإدراكهم لمفاصل العملية التعليمية، وقدرتهم على التطوير والعمل في وظائف صناع الأجيال، ويأخذنا هذا الاتجاه إلى الوصول لصفوة الكوادر، مما ينعكس على جودة المخرجات.
الانتقاء لم يقتصر على المعلمين فحسب؛ بل امتد إلى القيادات المدرسية والإداريين والفنيين، فبات لدينا رخصة المهن التعليمية التي حققت الخصوصية لمجتمع التعليم، فالجميع يخضع للتقييم والتفحص، والرخص أصبحت جواز المرور للعمل في الميدان التربوي.
خطوة موفّقة تلك التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم مؤخراً، في توفير نماذج تجريبية للمتقدمين للحصول على الرخصة؛ إذ أصقلت من معارفهم وخبراتهم، وأذابت معوقات كثيرة كانت تواجه الكوادر المستهدفة، وأجابت عن جميع التساؤلات الخاصة بالرخصة وأدواتها التي تقيس الجودة والكفاءة، ومنحت الجميع فرصة التدريب والتأهيل قبل الانخراط في الاختبارات.
ولكن ما دامت الرخصة شرطاً أساسياً للعمل في قطاع التعليم، لماذا توجد شريحة من المعلمين من غير الملتحقين بالعمل في المدارس، غير قادرة على التقدم للحصول على الرخصة التي اشترطت أن يكون المتقدم يعمل في إحدى المدارس الحكومية أو الخاصة؟، ومع الأسف لا المدارس تقبل توظيفهم من دون الرخصة، ولا مجال لهم للتقدم لها وفقاً للاشتراطات.
لماذا لا نفتح قناة خاصه لهذه الشريحة في الميدان، للتقدم لاختبارات الرخصة؛ فقد يكون بينهم كفاءات مغمورة وسواعد قادرة على بناء الأجيال، ويشكلون في الوقت ذاته إضافة لمنظومة التعليم، لاسيما أن تواجدهم في الدولة يرفع عنا الكثير من تحديات الاستقطاب من الخارج؟
في الواقع الحديث قد يطول عن سياسة الانتقاء وأدواته ومعاييره وأساليب توظيفها وتطبيقها، ولكن تبقى أهميته قائمة ومستدامة، لاسيما مع وجود طفرات متوالية للتكنولوجيا، التي مكنت أدوات الذكاء الاصطناعي، وأفرزت حقبة جديدة تعرف بعصر التعليم بالميتافيرس.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5t5rcr49

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"