عادي

العالم بين دفتي الشارقة

01:06 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان بن محمد القاسمي
  • الكتاب ..ألف حكاية وحكاية

ها نحن أمام دورة جديدة من معرض الشارقة الدولي للكتاب، دورة تضاف إلى عمر ذلك المعرض الذي يدعو إلى الفرح والفخر، وهي دورة تضاف أيضاً إلى الفعل الثقافي العربي، لتكسبه ألقاً وقوة في زمن نحتاج فيه جميعاً إلى كل ما يدعم الثقافة، ويحلق بها إلى آفاق جديدة وغير مسبوقة.
لقد بات العالم بأكمله هنا في الشارقة، بين دفتي كتاب حكاياتها، وهي حكايات ممتعة وتحتاج إلى عشرات الرواة، ففي هذه الصفحة قصة عن رؤية استراتيجية للاستثمار في الإنسان، وفي تلك الصفحة قصة ثانية عن إمارة نجحت في تحويل الكتاب إلى خبز يومي، وفي صفحة ثالثة تحدٍ ونجاح في الوصول بالثقافة العربية إلى العالم، وفي صفحة رابعة حالة نشرية لا تهدأ، وفي خامسة عناية خاصة بكتاب الطفل، فضلاً عن صفحات بلا حدود عن مختلف مفاصل الفعل الثقافي: مسرح وشعر وتشكيل وبحث وحث على القراءة، هو كتاب يتكون من ألف قصة وقصة ويحتاج إلى حكاء أو حكاءة، لا فارق في شارقة لا تولي اهتمامها إلا بالثقافة بغض النظر عن أي شيء آخر يميز بين البشر.
داخل تلك الحكايات واحدة عن اهتمام خاص من المعرض بتكريم المثقفين والمفكرين العرب كل دورة من خلال شخصية العام، وحكايتنا هذه السنة عن مؤرخ سوداني، الدكتور يوسف فضل حسن، كتب عن السودان وثقافة أهله، كرس حياته لوطنه وبلاده، تجول بين مدنه وقراه، تتبع تراثه.. دون ووثق حتى استحق التكريم والاحتفاء، وهل تنسى الشارقة كل من كتب حرفاً في خدمة الثقافة العربية؟
هناك حكاية أخرى عن إيطاليا، ذلك البلد المتوسطي الذي يحتاج إلى عمر بأكمله لكي تتجول بين مفردات ثقافته: روائيون وشعراء، رسامون ونحاتون، تيارات أدبية وفكرية، أسماء عصية على الحصر، بلد يفيض بالثقافة والحياة، بلد يستحق أكثر من احتفال، ولذلك سيحل علينا ضيف شرف الدورة الجديدة علّنا ننجح في الحصول على قبس من تاريخه ومعارفه.
هناك حكاية ثالثة عن مؤتمر الناشرين، الذي يسبق المعرض، وإذا فتحت ملف النشر وعناية الشارقة بمفاصله كافة، فأنت ربما على موعد أماكن وشخصيات وقضايا ومواقف، زخم لا تعرف بدايته من نهايته، مدينة خاصة للنشر تحتاج إلى كتابات خاصة، ونشاط لا يهدأ للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، التي تحولت نتيجة لهذا النشاط على المستويات المحلية والعربية والعالمية إلى أيقونة في عالم النشر.
وهناك أيضاً حزمة حكايات بانتظارك وأنت تتطلع إلى المعرض، منها قمة المكتبات العالمية، حيث الجميع يتباحث ويتناقش ويتحاور حول مختلف قضايا المكتبات، في العصر الرقمي، وفي التخلص من آثار كورونا، ليذكرونا بأن العناية بالمكتبات دلالة أكيدة على التحضر، وأن الأمكنة التي تخلو من المكتبات هي أمكنة خربة أو على الأقل حزينة لا يعاش فيها، فما بالنا والشارقة تجمع مكتبات العالم في مكان واحد محدد ومعروف.
لا نهاية لحكايات المعرض أو على وجه الدقة حكايات الشارقة عندما تسرد قصتها مع الثقافة، قصة بدأت من حلم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي مر عليه أكثر من أربعة عقود، بتأسيس صناعة ثقافية ثقيلة في الإمارة الباسمة، وتحقق الحلم بفضل الجهد والدأب والعمل المستمر، وتحولت الثقافة هنا بالفعل إلى صناعة ثقيلة، وعلينا جميعاً ونحن في حضرة معرض الكتاب أن نفكر في مشروع خلاق وجديد يتعلق بكيفية الوصول بالكتاب إلى كل يد ونشر ثقافة القراءة، هنا سنكون على موعد مع حكايات جديدة لا نهاية لها.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3tbm8n

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"