عادي

استوصوا بالنساء خيراً

22:50 مساء
قراءة دقيقتين
أحمد حلمي

أحمد حلمي سيف النصر

في ظل الإسلام تتمكن المرأة بوصفها إنساناً من المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع جنباً إلى جنب الرجل.. ولأن دور النساء في البناء يتسم بسمات خاصة، فإن صلاح أي مجتمع أو فساده نابع من صلاح النساء وفسادهن، فالمرأة هي الكائن الوحيد الذي باستطاعته أن يرفد المجتمع من أحضانه أفراداً بفضل بركاتهم يتمكن المجتمع - بل المجتمعات - من السير على طريق الاستقامة والقيم الإنسانية السامية، ومن الممكن أن يحصل العكس.

إن الإسلام ليس فقط مع حرية المرأة؛ بل إنه الرائد في مجال تحرير المرأة في كل أبعاد حياتها، ولها نفس الحقوق التي للرجل، حق التعلم، حق العمل، حق الملكية، حق الإدلاء بالرأي، وحق الترشيح.

استوصوا بالنساء خيراً... كلمات موجزة بليغة تؤكد مكانة المرأة في الإسلام وعنايته بها ورعايته الكاملة لجميع النساء بعكس ما يقوله المرجفون ويدعيه المنافقون.. «كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً».

لقد كرّم الإسلام المرأة واحترمها، ولم يضطهدها أو يحجر عليها، أو يأمر بحبسها في بيتها للخدمة ونحو ذلك كما يدعي أعداء الإسلام؛ بل جعل لها حرية الخروج، وممارسة النشاط الإنساني، والتمتع بمباهج الحياة من غير فتنة أو ريبة.

وهذه الوصية من جوامع الكلم الذي أوتيه نبينا ومن بين آخر ما نطق به قبل وفاته صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيراً).

أوصانا بها صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهي الحجة الوحيدة التي أداها وقال فيها اسمعوا مني لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا.. ما أكرمه من نبي وما أحلمه من رسول وما أرحمه من إنسان صلوات ربي وسلامه عليه.

عن أبي قتادة الأنصاري قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس وأمامة بنت أبي العاص، وهي ابنة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها). فقد أراد صلى الله عليه وسلم تغيير الصورة السيئة للمرأة عند العرب وكراهتهم للبنات في الجاهلية، وعدم التفريق بينهن وبين الذكور في المحبة والرعاية والاهتمام.

ليس بين المرأة والرجل تفاوت من الناحية الحقوقية الإنسانية، سيما أن كلاهما إنسان، فللمرأة حق تقرير مصيرها، كما هو الحال بالنسبة للرجل.. والمرأة حرة مثل الرجل في تقرير مصيرها ونشاطها.

لقد أنقذ الإسلام النساء مما كنّ عليه في الجاهلية، والله يعلم أن المدى الذي قدّم فيه الإسلام الخدمات للمرأة قد يفوق ما بلغه فيما قدّمه للرجل.

الإسلام ارتقى بالمرأة إلى الحد الذي تستطيع معه أن تستعيد موقعها الإنساني في المجتمع، وأن تخرج من كونها شيئاً حتى تتمكن من خلال ذلك تحمّل مسؤولياته في بنية الدولة. ولم يمنع الإسلام من مخالطة المرأة في أي حال من أحوالها حتى وإن كانت حائضاً، في حين كانت المرأة في بعض الأديان تترك لوحدها، وتعزل حال حيضها كأنها قذر ينبغي اجتنابه. والأحاديث تشير إلى أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يعتنين به ويخالطنه وهن حيّض؛ بل ويكون ذلك وهو صلى الله عليه وسلم معتكف في المسجد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yck54e3z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"