تربية الأبناء مسؤوليتنا جميعاً

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

إن تربية الأبناء من أكثر المواضيع التي تؤرق الآباء والأُمهات، وذلك لما لها من أهميّة وتأثير كبير على نمو الأبناء من الناحية الجسدية والعقلية والنفسيّة وتكوين شخصيتهم، حيث إن التّوازن بين الإشباع العاطفي والحزم في التربية يساعد على النّمو السّليم للأبناء، فيجب رسم خطوط حمراء للتربية لا يجب تجاوزها، ولكن علينا ألّا نغفل حاجة أبنائنا بمنحهم الوقت الذي يحتاجون إليه وقضاء وقت أطول معهم، حتى نكون دائماً حاضرين للإجابة عن أسئلتهم وفضولهم للتعرف على الحياة، أذكر أني في يوم من الأيام وبسبب انشغالاتي قد أهملت الإجابة عن تساؤل ابنتي حول سلوك معين، ولكن المفاجأة أني قد تلقيت ضربة موجعة بأن ابنتي قد وجدت الإجابة بطريقة أو بأخرى، وحينها فقط أدركت كم أن التربية مسؤولية وأمانة، وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام «كُلكُم راعٍ وكُلكُم مسؤولٌ عن رعيته».
ويقول الشّاعر صالح بن عبد القدوس:
وإِن من أدَّبته في الصّبا كالعودِ يُسْقى الماءَ في غرسِه
حتى تَراهُ مُورِقاً ناضراً بعد الذي أبصْرتَ من يُبْسهِ
إن انتشار وسائل التّواصل الاجتماعي ودخول العوالم الافتراضية، خلق هوة كبيرة بين الآباء وأبنائهم، مما فاقم الكثير من المشاكل والعقبات الّتي تقف كسدٍ منيع بين نصائح الآباء وتقبل الأبناء لها، ولم تعد للخطوط الحمراء التي يضعها الآباء معنى، ذلك لأن مصدر التربية لم يعد البيت وحده، بل تشارك فيه كل الثقافات والسلوكيات حول العالم.
وفي محاولات ومبادرات وطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة تساهم في إدارة هذه المهمة التربوية العظيمة للآباء ولحماية المجتمع من كل ما هو دخيل، فقد قامت مؤسسة التّنمية الأُسريّة في دولة الإمارات العربيّة المُتحدة بتنظيم الدّورات وعمل اللقاءات الدّورية وعلى مدار العام لأولياء الأمور في مواضيع وقضايا تهم المجتمع الإماراتي وتعمل على تقوية أسس بناء الأسر كمفهوم العلاقات الوالديّة الإيجابية والرّوابط الأُسريّة، مما ساهم في زيادة الوعي وتنمية الإحساس بالمسؤولية الأبوية تجاه الأولاد.
إنّ من أجمل الهدايا الّتي نستطيع تقديمها للأبناء هي أن تتعلم وتتدرب كيف تربيهم، فالعلم هو السّبيل لإدارة سلوكهم وتربيتهم تربية حسنة، وهو الطّريق الذي من شأنه أن يبني أسرة صحية سليمة معافاة من أمراض أخلاق العصر الحديث، وبالتالي بناء مجتمع مترابط قادر على العطاء والتطور، وكما قال أرسطو: جُذور التّربية مُرّة، ولكنّ ثِمارها حُلوةٌ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4x355srz

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"