المعاق بعد العشرين . . معاناة البحث عن مستقبل

تنتكس حالاتهم ما يؤثر في استقرارهم الأسري
05:38 صباحا
قراءة 10 دقائق

معاناة حقيقية، أبطالها أشخاص من ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم، تاريخها يبدأ من سن العشرين وتحديدا بعد انتهاء فترة التأهيل المهني للبعض أو بداية مرحلة الشباب التي يمتزج فيها العطاء بالعنفوان، سببها عدم وجود أماكن مخصصة تحتضن المعاقين في تلك الفترة، ونتيجتها انتكاسة تعود على المعاقين وتعرضهم وأهاليهم لمشكلات كثيرة، والحل لم يتم إيجاده حتى الآن رغم ارتفاع الأصوات المطالبة به .

هذه باختصار الملامح الأولية لتلك المعاناة التي تخفي وراءها جراحاً كبيرة، فلا ملجأ للمعاق في تلك الفترة إلا من ساعد نفسه على ارتياد النوادي الرياضية، أو ساعده الحظ على الحصول على فرصة تدريب هنا، أو فرصة عمل هناك، لتبقى نسبة كبيرة بلا مكان يفرغ فيه طاقته، أو وظيفة تناسب قدراته، فيبقى حبيس جدران المنزل، موجهاً غضبه - رغماً عنه - إلى المحيطين به .

تحدثنا مع عدد من أولياء الأمور الذين عبروا عن معاناة حقيقية، وتوجهنا إلى المختصين في شؤون المعاقين للبحث عن إجابة لأسئلتنا وسطرناها في التحقيق التالي .

على أبواب المعاناة تقف منيرة الزرعوني ربة منزل وأم التوأمين راشد إعاقة ذهنية وماجد شلل دماغي 19 سنة، تنظر بقلق نحو المجهول الذي ينتظر ابنها ماجد بعد نهاية هذا العام، إذ تنتهي فترة تأهيله في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، تحدثت عن قلقها فقالت: لا أعرف ما المصير الذي ينتظره، فأخيه راشد حصل على فرصة تدريب في المدينة أملا في أن يعمل بعدها، أما ماجد فأنا قلقة عليه فعلاً، وبعد أن يخرج من المدينة فأين أذهب به؟

وذكرت منيرة أن المشكلة تكمن في أن ماجد يعاني شللاً دماغياً، وقالت: أعتقد أن المختصين في مجالات الإعاقة من الممكن أن يهيئوا له شيئا يناسبه، ولكني في المنزل لن أستطيع تقديم شيء له إلا الرعاية، وهو في حاجة إلى أكثر من ذلك، فأنا متخوفة من انتكاس حالته النفسية بعد خروجه من المدينة، وظهور سلوك عدواني لديه، فهو في الإجازات القصيرة يصيبه الملل والتوتر ويسلك سلوكيات عدوانية، وأتخوف من أن يؤذي نفسه ويؤذيني، ولا أعرف كيف سأتعامل معه ذاك الوقت . وأكدت أنها كلما كبر ابناها، زاد شعورها بالقلق، وزادت المسؤولية عليها، وزادت متاعبها، وقالت: أنا اليوم قادرة على مساعدتهما، ولكن حين يكبران وأكبر معهما، فلن أستطيع تلبية احتياجاتهما . وطالبت منيرة بأنشطة وأماكن تحتضن المعاقين بعد العشرين قائلة: هم بحاجة لاستغلال وقت فراغهم، فبقاؤهم في البيت لن يفيدهم بقدر ما يضرهم ويضر أهاليهم، ومن خلال تجربتي مع أبنائي توصلت إلى أن ليس هناك معاق لا يستطيع عمل شيء، فكل منهم لديه قدرة على التميز في شيء ما . وأكدت منيرة أن المؤسسات تستقبل أصحاب الإعاقات البسيطة، وتساءلت: من سيفكر في احتضان ابني وإعطائه الفرصة في حال وجود غيره ممن لا يعاني أي إعاقة؟

فوزية محمد، إدارية تربوية سابقا وربة منزل حاليا ووالدة سارة 32 سنة وفاطمة 26 سنة وهما تعانيان إعاقة الذهنية، وجالت بحثا عن مكان يحتضن طفلتيها، فلم تجد، ألحقتهما بالروضة، ولم تستطيعا إكمال المراحل الدراسية التي تليها، والتحقتا بفصول التربية الخاصة في المدارس الحكومية التي تحولت بعد ذلك لفصول تقوية، كما أنهما لم تحصلا على التأهيل اللازم من خلال المراكز التي التحقتا بها، وقالت: ها هما اليوم في المنزل، بلا تأهيل يفتح لهما فرصا، وبلا فرص تخفف عنهما الملل الذي تعانيان منه .

وذكرت فوزية أنها اصطحبت ابنتيها لأكثر من مركز للمعاقين ولكن طلبها قوبل بالرفض، وقالت: كنت أسأل كل مركز عن البدائل الأخرى، تكون الإجابة بأنه لا بدائل أخرى، حتى ألحقتهما بنادي دبي للرياضات الخاصة الذي فتح المجال للدوام الصباحي ما أدى إلى تحسن نفسيتيهما بعض الشيء .

وعبرت فوزية عن ضيقها من حال ابنتيها، وقالت: تأثرت إحداهن بالفراغ الذي تعانيه وأصبحت تعيش حياتها أمام التلفزيون، فلا وظيفة تشغل وقتها أو تدمجها مع رفاقها، حتى إنها انقطعت عن الرياضة ما يزيد خوفي من تعرضها للسمنة، كما إنها تعاني حالات عصبية وهذا يصيبني بالاكتئاب ويرهقني كثيرا .

وطالبت فوزية ببعض الأمور مثل: وجود مكان خاص للأشخاص من ذوي الإعاقة أو توفير فرص عمل تناسب مقدرتهم، وقبل ذلك هم بحاجة لتأهيل يتعلمون من خلاله مهنة تنفعهم .

إبراهيم زياد الحاج، اختصاصي نفسي تربوي في جامعة الإمارات ووالد الطالب أحمد 20 سنة والمصاب بمتلازمة داون، بدأت معاناته بعد انتهاء فترة التأهيل الزراعي التي حصل عليها أحمد في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ليجلس بعد ذلك في المنزل بلا عمل أو مكان يقضي فيه وقته ويفرغ به طاقته، وهنا قال الحاج: ثلاث سنوات قضاها أحمد دون المشاركة بأي نشاط سوى مرافقته لأخيه لمقر عمله أو زيارته لأخواته، ولكن حالته النفسية لم تعد مستقرة كالسابق، فقد أصيب باكتئاب نتيجة وقت الفراغ الطويل الذي يقضيه في المنزل، ما ينعكس علينا سلبا ويصيبنا نحن أيضا باكتئاب، ويؤدي إلى مشكلات كثيرة . وذكر الحاج أن الفراغ أثر كثيرا على سلوكيات ابنه، مؤكدا انه آذى والدته إحدى المرات حين أنبته قليلا على خطأ قام به، وقال: لاحظنا سوء حالته النفسية من خلال عدد من المواقف التي آلمتنا كثيرا، فقد ركل أحمد والدته ركلة أصابتها بآلام جسدية ونفسية، وأبكاها كثيرا، وهنا أرى أنه من حقي أن أقف بقوة وأطالب بإيجاد مكان يحتضن المعاقين حتى ولو ساعة في اليوم، ليخرجوا ما لديهم من طاقات، وحفاظا على أسرة المعاق . وأشاد الحاج بدور مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية قائلا: لم يقصر كل من فيها معنا، بل أزاحت عنا الهم الأكبر بعد خروج ابني من الصف الثالث الابتدائي لعدم قدرته على اللحاق بمستوى زملائه من غير المعاقين، ولكني أرى انه من المفروض أن تتبنى المدينة عملية تشغيلهم، وهنا أقول بحق إننا لا نبحث عن دخل مادي بل نسعى إلى ملء وقت فراغ أبنائنا بما يعود عليهم بالنفع .

وطالب الحاج جهات الاختصاص بالتواصل الفعلي مع ذوي المعاقين، ومتابعتهم ودعمهم، كما طالب بتعاون المجتمع الفعلي وقال: من لديه رغبة حقيقية في مساعدتهم فليوفر لهم فرص عمل ليشغلوا أوقاتهم بعمل يستثمرون فيه طاقاتهم الجسدية، وبهذا يكون قد أدى دورا عظيما .

لم تقف الإعاقة الذهنية عائقا أمام سعيد سيف 22 سنة، من العمل كموظف في بنك الاستثمار بالشارقة، والقيام بالمهام الملقاة على عاتقه كغيره من طباعة ونسخ أوراق وإنهاء التكليفات اليومية، وهذا ما غير حياته وأضفى عليها لونا زاهيا . تحدث عن سعادته بالعمل فقال: حصلت على تأهيل زراعي من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وتم بعدها اختياري للعمل في بنك الاستثمار في الشارقة، وبعد التدريب حصلت على هذه الوظيفة، وأنا سعيد جدا لأني شخص منتج، أمارس عملي في بيئة إيجابية، وأستفيد من وقتي بما ينمي مهاراتي ويكسبني خبرات جديدة، ويزيد من علاقاتي الاجتماعية . وأكد سعيد أنه يشعر بالضيق حين يجلس بلا عمل، وقال: ألاحظ أن المشكلات تزداد بيني وبين إخوتي في أيام الإجازة، وأكون متضايقا ومنزعجا، كما أشعر بالسعادة حين أتعامل مع الناس ومع زملائي الموظفين، وأصبحت أكثر ثقة بنفسي وبإمكاناتي .

حاولت هيام خماس عثمان ربة منزل ووالدة ابتهال 34 سنة التي تعاني من الشلل الدماغي، إلحاق ابنتها بأكثر من مكان ولكنها لم تقبل في أي منها، فبعد أن أنهت الصف الأول والثاني الابتدائي بدأت الصعوبة في إكمال المراحل الدراسية، لتكبر في المنزل، وتبقى حبيسة بين جدرانه، وقالت هيام: يصيبها الملل والتوتر والكآبة بشكل مستمر، وكانت تطالب بالخروج يوميا إلى المراكز التجارية للتسلية، فليس لديها عمل تزاوله، رغم حرصي على إلحاقها بالنوادي الرياضية التي طورت مهاراتها فيها وحصلت على ميداليات عدة في ألعاب القوى ورمي الجلة .

وذكرت هيام أن ابنتها تستطيع مع بعض التدريب مزاولة بعض الأعمال، فهي تجيد مهارات الطباعة، وتشعر برغبتها في الاستقلالية بنفسها، ولكن لم يتوفر لها هذا الأمر، وقالت: تنفعل ابتهال كثيرا بسبب الفراغ الذي تعانيه، وتقارن نفسها بصديقاتها اللواتي يعملن، أو اللواتي تزوجن وأنجبن الأطفال، وأرى أن من حقها أن تحصل على عمل يحقق لها الاستقلالية التي تبحث عنها، ويخفف عنها الشعور بالضعف والقهر والعجز .

ها هو ينتكس وتتراجع حالته يوما بعد يوم هكذا بدأت جمانة محمد والدة عمر ياسين الحوارنة 27 سنة ويعاني الإعاقة الذهنية حديثها، متحسرة على الأيام الجميلة التي قضاها ابنها في التأهيل المهني في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وقالت: كانت من أفضل الفترات في حياته، فقد كان ابني مفعما بالحيوية والنشاط والإيجابية، ولكنه بعد انتهاء فترة التأهيل وجلوسه في المنزل، تأثر بشكل سلبي، فلا مكان يفرغ فيه طاقته، ولا وظيفة يقوم بها، ورغم أن المدينة تسعى بشكل جدي لإيجاد فرص عمل لطلابها، إلا أن عمر لم يحالفه الحظ حتى الآن كون الأولوية للمواطنين .

وأكدت جمانة أن ابنها يرتاد نادي الثقة في فترة ما بعد الظهر، ولكن هذا لا يعد كافيا له، وقالت: صحته جيدة، ويستطيع القيام بالعمل، وقد توظف بعض رفاقه في الفنادق ويقومون بمهام بسيطة، ولكنه يجلس بلا عمل، وقد ساءت حالته لدرجة أصبح يكلم فيها نفسه، وأنظر أنا ووالده له بألم، فقدراته لا يتم تطويرها، ونرى أنه يتصرف كطفل صغير بسبب الفراغ الذي يعاني منه وتأثيره سلبا عليه، كما أن سلوكياته تغيرت، إذ أصبح يفرغ طاقته بتوجيه الشتائم لأخوته ما يستثير غضبهم ويشعل المشكلات بينهم . وتطالب جمانة بإيجاد جمعيات أو مؤسسات تساند الأشخاص من ذوي الإعاقة وقالت: أتمنى أن تكون هناك مؤسسة أو جمعية تطالب بحقوقهم، أو تعيد تقييمهم لترشدنا ما الذي يجب فعله، وتقدم لهم الرعاية التي يحتاجونها .

الشراكة مع الإعاقات مسؤولية اجتماعية هذا ما ذكرته منى عبد الكريم اليافعي، مديرة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، في بداية حديثها، مشيرة إلى دور المدينة في تأهيل المعاقين من خلال تزويدهم بالمهارات المختلفة، وقالت: لدينا في مدرسة الوفاء تهيئة مهنية للأشخاص من عمر 5 إلى 16 سنة، إلى جانب قسم التأهيل المهني الذي يركز على إكساب المعاقين مهارات، على حسب ميول كل شخص وحاجة المؤسسات، ليتم بعد ذلك توظيف المعاق حسب ما يتقنه، لأن بقاءه في المنزل، وهذا الخيار لا نؤيده يؤثر سلبا في المعاق والأسرة بأكملها .

وأشارت اليافعي إلى دور المدينة في توظيف أكثر من 300 طالب في السنوات السابقة حسب ما يحتاجه سوق العمل، وقالت: وقعت الدولة الاتفاقية الدولية للأشخاص من ذوي الإعاقة وهذا يلزمها بتوظيفهم، ولكن من خلال خبرتي في هذا الجانب، هناك إعاقات شديدة لا يستطيع أصحابها العمل، كما أن بعض الأسر ترفض عمل أبنائها في بعض المهن البسيطة التي تناسب قدراتهم كونها مقتدرة ماديا أو تجنبا لنظرة المجتمع، وهذه الأسر للأسف لا تراعي الاحتياجات النفسية لأبنائها .

وأكدت اليافعي أن بعض المؤسسات تستقدم عمالا آسيويين للقيام ببعض المهام البسيطة، وهي مهام يستطيع المعاق إتقانها إن حصل على التدريب، وقالت: من خلال التجارب السابقة توصلنا إلى أن استغلال مهارات المعاق بعد تدريبه تحل مشكلات كثيرة، إذ توفر فرص عمل لهم، وتحمي الأسر وتساهم في الحفاظ على كيانها، وتقلل من نسبة العمالة غير العربية في بلادنا، وقد رأيت مصانع كثيرة يقوم بعض موظفيها بمهن بسيطة يستطيع الأشخاص من ذوي الإعاقة القيام بها بشكل متقن .

وذكرت أن المجتمع يتخوف من تشغيل المعاقين، وقالت: نقص الوعي في هذا الجانب هو السبب، فتشغيل المعاق لن يؤثر على إنتاجية المؤسسة لأن هناك فترة تدريب وتجريب كفيلة بتوضيح الأمر للمسؤولين في المؤسسات والشركات .

توجهنا بعدد من الأسئلة إلى وفاء بن سليمان، مدير إدارة رعاية وتأهيل المعاقين بوزارة الشؤون الاجتماعية، أولها عن مصير الأشخاص من ذوي الإعاقة بعد انتهاء فترة التأهيل، فأجابت: عادة ما يتم تحويل الأشخاص المعاقين بعد تأهيلهم مهنياً إلى مؤسسات القطاعات الحكومية والمحلية والخاصة لإيجاد عمل لهم، وقد يقضون مرحلة تدريبية جديدة في هذه المؤسسات قبل عملية التوظيف الكامل، إلا أن هناك عقبات تواجه توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية على وجه التحديد، وذلك نظراً لعدم امتلاكهم مؤهلات علمية تؤهلهم للكثير من المهن، أو لوجود نظرة أو اعتقادات سلبية مسبقة عنهم من قبل المديرين وأصحاب العمل، وعلى الرغم من هذه العقبات فقد تمكنت وزارة الشؤون الاجتماعية من توظيف العديد منهم في مهن روتينية كالمراسلات وأعمال الزراعة والأعمال المكتبية البسيطة .

وعلى من تقع مسؤولية توظيف المعاقين قالت: هي مسؤولية جماعية، تبدأ من المعاق نفسه بتولي زمام أموره والبحث الجدي عن عمل يناسبه، مروراً بولي أمره الذي لا بد أن يمتلك الإيمان والقناعة الكافية بقدرات ابنه، وتشجيعه على خوض تجربة العمل التنافسي، إضافة إلى مراكز ومؤسسات المعاقين التي تعمل في مجال التأهيل والتوظيف التي لا بد أن ينسجم تدريبها مع متطلبات سوق العمل، وأخيراً صاحب العمل أو المدير الذي ينبغي أن يمتلك اتجاهات إيجابية نحو المعاقين وقدراتهم، وإتاحة الفرصة لهم بأن يلتحقوا في صفوف زملائهم غير المعاقين .

وعما إذا كان يتم تنفيذ ما جاء في الاتفاقات التي وقعتها الدولة التي تنص على التعهد بتوظيف المعاقين قالت: وقعت الدولة وصادقت على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي تنص مادتها (26) على حقوق المعاقين في العمل والتوظيف، وانسجاماً مع ذلك نحرص نحن في وزارة الشؤون الاجتماعية على توعية المؤسسات الحكومية والخاصة ببنود هذه الاتفاقية، وأهمية العمل وفقها، علماً أن الدولة قد قطعت شوطاً مهماً في مجال التشغيل عبر السنوات الماضية، حيث تمكنت الوزارة وحدها من توظيف ما يزيد عن (200) شخص معاق من مختلف الإعاقات، إضافة إلى مؤسسات المعاقين في الشارقة وأبوظبي التي تمكنت من توظيف أعداد كبيرة أيضاً .

وأشارت بن سليمان إلى أن الأسرة قد تعيق أحيانا عملية التوظيف نظراً للحماية الزائدة التي يتخذونها نحو المعاق، وتخوفهم من مكان العمل أو تعرض المعاق للاستغلال، إضافة إلى أن طموحات بعض الأهالي بالمهن تكون عالية، فلا يريدون لأبنائهم الالتحاق بمهن هامشية أو مساعدة، إلا أن هذا يعيق ليس نمو المعاق المهني فحسب بل نموه الاجتماعي والنفسي .

وتحدثت عن أسباب بقاء الكثير من المعاقين بلا عمل قائلة: هناك أسباب كثيرة أهمها أن المؤسسات التي تدرب لا تأخذ بعين الاعتبار سوق العمل ومتطلباته، علماً أن سوق العمل متغير واحتياجاته متغيرة تبعاً للتقنيات الحديثة، ما يتطلب تغيراً في عمليات التدريب والتأهيل مواكبة لهذه التطورات، والأمر الآخر هو الاتجاهات السلبية التي يحملها أصحاب العمل والمديرون عن قدرات الأشخاص المعاقين وهذا ما أثبتته الدراسات التي قامت بها الوزارة، إذ تنقصهم المعلومات عن قدراتهم وما يستطيعون القيام به، وأحياناً قد تكون أماكن العمل غير مهيأة لهم خاصة من حيث المرافق وإمكانية الوصول للمكان، إضافة إلى التعديلات المناسبة على الأجهزة والأدوات الملائمة لهم .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"