ربت بهن الأرض

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

في كتابه العزيز في سورة فصلت يقول الله تعالى جل جلاله «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ»، وكلمة ربت تعني كثر نبتها وحسن مرآها وهو المعنى الذي اقتبست منه جائزة ربت، التي أطلقها متحف المرأة مؤخراً للاحتفاء بشخصيات نسائية استثنائية في مجالات مختلفة.

إطلاق هذه الجائزة على يد الدكتورة رفيعة غباش رئيسة المتحف، توج احتفالية «متحف المرأة» هذا الصرح الثقافي الأول من نوعه في العالم العربي، الذي بدأ العمل على إنشائه في 2009م، وافتُتِحَ في نهاية 2012م، لينشر بهجة المعرفة ويوثق التاريخ بشخصياته ومحطاته المضيئة على مدار عشر سنوات، وهو احتفال بالرسالة الوطنية، وبسيرة تمتع دائماً بجوهر من الوحدة والأصالة حققت له الثبات في وجه الكثير من العواصف. و لقد اختارت الدكتورة غباش لغة خاصة جداً لتعبر عن سيرة حافلة، هي لغة العلم والفن الذي جمع بين الخط والتصوير والمنحوت، وأبرز لنا كل سيدة جليلة مكافحة وشامخة، تفانت في عطائها الخيري المتعدد الأبعاد، حتى أزهرت الذاكرة بها أدباً وشعراً وفكراً.

بيت البنات هو الموقع الذي بني فيه المتحف، وهي التسمية التي أطلقها أهل الحي بين عامي ١٩٤٠ و١٩٦٠ على المكان الواقع في سكة الخيل قديماً والتي نعرفها اليوم باسم سوق الذهب بديرة، وهو يحمل رؤية تجعل من هذا المعلم مركزاً ثقافياً توثيقياً معنياً بتاريخ المرأة في الإمارات، وكل ما يتعلق بجوانب حياتها من فكر وطقوس وتراث وفنون.

بين تلك الجدران نقشت قصص سيدات عظيمات مثل: الشيخة حصة بنت المر، والشيخة سلامة بنت بطي، وغيرهما من النساء اللواتي أسهمن في استقرار المنطقة، ورائدات العمل النسائي مثل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام أم الإمارات، الداعم الأول لبنت الإمارات في مجالات عدة مثل الصحة والثقافة والفن في المجتمع، في تتابع راقٍ يضم أسماء لقارئات ومطوعات وطبيبات وشاعرات.

السيدات المبدعات في وطني الخليجي هن أهل استحقاق وقدر كبيرين، وتتويجاً لمرور هذا العقد منحت جائز «ربت» لشخصيات مثل ريم الهاشمي التي أتت بالعالم لدبي، فاتحة القلب والذهن بما عهد عنها من حسن الخلق والتواضع والحكمة، الدكتورة مريم سلطان لوتاه، المعلمة التي أكملت ثلاثين عقداً في تخريج أجيال، هي التي تسأل «والطلبة من لهم؟» وهي التي غيرت طريقة تفكير مئات الشباب والبنات القادرين على قيادة التغيير، أما الشيخة مي بنت محمد الخليفة، رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، وهي المؤسسة لثمانية وعشرين مشروعاً توثيقياً في مملكة البحرين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/48r3429s

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"