عادي
تربويون يرسمون خريطة طريق لبناء الثقة بينهم

إدارات المدارس وأولياء الأمور.. شركاء متشاكسون

00:03 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: أمير السني
دعا تربويون إلى وضع أسس قوية للشراكة بين إدارات المدارس وأولياء الأمور، قائمة على بناء الثقة بين الطرفين، وأن تكون مصلحة الطالب هي الأسمى، وإشراك الطرف الثاني (أولياء الأمور) في القرارات التي تصب في تطوير العملية التعليمية، وإنشاء قنوات اتصال مبنية على البحث عن أسباب تدني الدرجات، ومعالجة شكاوى الطلاب والمعلمين، من أجل تطوير مستوى التحصيل الدراسي للطلبة وتحقيق نتائج متميزة، وخلق بيئة مدرسية قائمة تحقق أهداف المدرسة كمؤسسة تعليمية تربوية.

و تقول آمنة الحمادي ولية أمر، إن تواصل المعلم مع أولياء الأمور من أكثر الأمور أهمية لتحقيق نجاح الطلاب، فلابد أن يكون المعلم مرشداً وموجّهاً لطلابه ومعاوناً لأولياء الأمور من أجل رفع مستوى الطلاب، وأن يعتبر نفسه أباً مسؤولاً عنهم، وكأنه فرد من عائلتهم، فيحرص على التواصل مع والديهما ويُطلعهما كل نقاط الضعف والقوة لأبنائهما.

وما يجمع بين الآباء والمعلمين هدف مشترك يتمثل في إحداث تغيير إيجابي في حياة الطالب تحت رعايتهم. ومن خلال قنوات التواصل والمشاركة بين الآباء والمعلمين، يستطيع الأهل والمعلمون القيام بدور أكثر نشاطاً وفاعلية في تعليم الطالب، حيث يصبحون أكثر وعياً بما يجري في حياته، وما عليهم القيام به لمساعدته وتوجيهه بشكل أفضل، فتواصل الآباء مع معلمي أبنائهم يمكّنهم من التخطيط لاستراتيجيات تعلم فعالة، يمكن أن تعزّز احترام الطفل لذاته وثقته بنفسه وتطور قدراته التعليمية.

سد الفجوات

ويشدّد التربوي صالح الزمزمي على ضرورة سد الفجوات القائمة بين أولياء الأمور والمدرسة، وإزالة مساحة الانفصال والقطيعة شبه التامة بينهما، ومحو كل أسباب التنافر والتباعد، مشيراً إلى أن علاقة الأسرة والمدرسة كلما كانت قوية وهناك تفاعل إيجابي، تكون النتيجة مثمرة وواضحة في تقدّم الطالب الدراسي، وأن الانفصال بين أسرة الطالب ومدرسته، وغياب صور التواصل والتعاون بينهما في أداء وظائفهما المشتركة، من الأسباب التي تؤدي إلى العلاقة المهتزة بين الطرفين.

ويشير إلى أن هناك شراكة حقيقية وتكاملية بين البيت والمدرسة، فإن كانت هذه الشراكة فاعلة ستؤدي إلى تنشئة أفراد ذوي تربية وتعليم وسلوك أكثر فاعلية وإنتاجاً، وينبغي أن تكون هذه الشراكة على أسس من التفاهم والتعاون، بهدف الارتقاء بمستوى الأبناء التعليمي والتربوي، وقد لا يتم ذلك إلا بإدراك كلا الطرفين (أولياء الأمور والمدرسة) لأهمية دور كل منهما في العملية التربوية والتعليمية، وهنا على الأسرة أن تكون على دراية بما تقوم به المدرسة، وما تقدّمه من رعاية وتعليم لأبنائها حتى تساعد في تحقيق الأهداف، ولا يتم ذلك إلا بزيارة الأسرة أو أحد أفرادها للمدرسة للتعرف إليها وإلى برامجها، وكذلك أن تدرك الأسرة قيمة العلم وأهميته، وتعمل على نجاح البرامج الإرشادية والتعليمية للطلبة.

ويقول إنه يجب على الأسرة أن تعرف برامج الطلبة، ومستواهم وأداءهم، وكيف يتعلمون، وكذلك عليها متابعة سلوك الأبناء في المدرسة وخارجها، فكثير من الأطفال قد يتعلمون سلوكاً انحرافياً من زملائهم في المدرسة في حال غياب دور الأهل، وهناك نوع من الفتور في العلاقة بين المدارس وأولياء الأمور.

وأوضح أن هناك نتائج تم التوصل إليها من خلال مناقشات حثيثة وطرح تربوي فاعل لأولياء الأمور والتربويين، في فعاليات متنوعة، وأن من أسباب قلة التفاعل وحضور اجتماعات أولياء الأمور، قضايا تتعلق بطبيعة وعمل ولي الأمر، أو عدم تفعيل دور مجالس أولياء الأمور بالشكل الكافي، أو ضعف التواصل بين البيت والمدرسة. كما لوحظ أن حضور وتفاعل أولياء أمور الطلبة في الحلقتين الأولى والثانية أكبر من الحلقة الثالثة، وأن حضور الآباء ومتابعتهم لاجتماعات أبنائهم في المدارس الخاصة أكبر من الحكومية، تحت ذريعة أنهم يدفعون أموالاً لتعليم أبنائهم، وهذا مفهوم خاطئ وغير مبرر، فالدولة أيضاً لا تبخل على مدارسها الحكومية بالدعم المادي والمعنوي، لافتاً إلى أن العلاقة سواء من ناحية قوّتها أو ضعفها، تتأرجح ما بين المدرسة وأولياء الأمور.

الدور الأكبر

ويوضح الأخصائي الاجتماعي عبدالقادر سليم، أن المسؤولية مشتركة بين إدارة المدرسة وأولياء الأمور؛ بل يقع الدور الأكبر على الأسرة وجهودها الداعمة للمدرسة، فالطالب المتفوق لابد أن تكون خلفه أسرة واعية متواصلة مع المدرسة، سواء من الناحية السلوكية أو التعليمية، فكلما كان اهتمام الأسرة بأبنائها كبيراً، كان ذلك دافعاً قوياً لهم نحو التحصيل الدراسي، ومساعدة أولياء الأمور المدرسة في حل الكثير من المشكلات المتعلقة بالنظام والانقطاع عن المدرسة والتأخر الدراسي، وجنوح التلاميذ، وهناك العديد من الأنشطة التي قد يشارك فيها أولياء الأمور المدرسة، من خلال عقد ندوات لأولياء الأمور بين حين وآخر لتبصيرهم بمواطن الضعف التحصيلي لدى أبنائهم، وطرق علاجها، وأهمية النشاط في تكوين شخصية الطالب، كما قد يكون من المفيد إشراك أولياء الأمور في النشاط المدرسي مع أبنائهم كالرحلات المدرسية، وفي كشف مواهب أبنائهم، وأن إدارة المدرسة دورها في التواصل مع أولياء الأمور.

ويؤكد التربوي حمزة صفي الدين أن أولياء الأمور والأهالي يعدون شريكاً استراتيجياً لا يمكن للمدرسة أن تستمر وتتطور من دونه، وأن الإبقاء على التواصل الدائم مع المدرسة يؤدي إلى الاهتمام بتجويد التعليم، وهو ما يستوجب جهداً والتزاماً وتفاعلاً أكبر وانفتاحاً على المجتمع والتواصل معه، كمتطلبات وسمات أساسية لتطوير العملية التعليمية. ولمجالس الآباء أدوار كبيرة من أهمها تدعيم العلاقة بين البيت والمدرسة، إضافة إلى دعم دور المدرسة ومساندتها في حل القضايا والمشكلات الطلابية، وتحفيزهم على الارتقاء بمستوياتهم العلمية، لافتاً إلى أنه كلما كان مجلس الآباء فاعلاً، كان محققاً لاستقرار المدرسة، وتدعيم دورها وأهدافها ونجاح مشاريعها. ولابد من أن يكثّف الاختصاصيون الاجتماعيون والنفسانيون جهودهم في حل المشكلات السلوكية والاجتماعية والنفسية التي تعرقل أداء الطالب علمياً وسلوكياً، وتدعم مشاركته في الجماعات الاجتماعية والأنشطة اللاصفية التي تنمّي شخصيته سلوكياً وأكاديمياً.

تفاعل

ويعتبر صفي الدين أن العلاقة ما بين المدرسة والأسرة علاقة تكاملية، بحيث لا يمكن إهمال دور أي منهما في العملية التربوية والتعليمية، لافتاً إلى قصور كبير من قبل بعض أولياء الأمور في التواصل مع المدرسة والهيئة التدريسية للوقوف على مستوى أبنائهم ونقاط ضعفهم، ما ينعكس سلباً على العملية التعليمية ككل، حيث إن دور الأسرة يعد الأهم في تحسين مستويات الطلبة العلمية والتربوية.

وعزا صفي الدين سبب القصور إلى ضعف الثقافة الواقعية والإعلامية، بأهمية متابعة الأبناء في المدارس، وإحساس أولياء الأمور بأن المدرسة تعطي كل شيء، وليس على الأسرة أي دور رقابي تربوي، مشدداً على دور الإعلام في توعية الأسرة بأهمية دورها للارتقاء بالمستوى التعليمي في الدولة، حيث لا يمكن أن نُلقي باللائمة على الأهل في القصور الواقع فقط؛ بل للمدرسة والإعلام دور في ذلك، وعلى المدارس أن تكون لديها برامج وأنشطة وفعاليات للقاء الأهل بشكل دوري خلال العام الدراسي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yvdyna2e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"