أسفر الزلزال الذي دمّر جنوب شرق تركيا وشمال سوريا قبل 13 يوماً، عن مقتل أكثر من 46 ألف شخص، وفقاً لحصيلة جديدة أعلنتها السلطات، أمس السبت، فيما انتُشل شخصان من تحت الركام، وتوفي ثالث بعد إنقاذه في مدينة أنطاكية التركية.
وقال مسؤولون ومسعفون، أمس السبت، إنّ 40642 شخصاً قضوا في تركيا، بينما لا تزال الحصيلة مستقرّة في سوريا عند 5800 قتيل، ليصل بذلك العدد الإجمالي المؤكّد إلى 46442 قتيلاً حتى مساء أمس.
وقال رئيس إدارة الكوارث والطوارئ، يونس سيزر، إنه حتى أمس، تم إجلاء 430 ألف شخص من منطقة الزلزال، وتم نقل أكثر من 313 ألف شخص إلى مرافق ودور ضيافة عامة وفنادق.
وأضاف سيزر خلال مؤتمر صحفي في أنقرة، أمس السبت، «لقد انتهينا إلى حد كبير من جهود البحث والإنقاذ في 10 ولايات، وتركيزنا الآن على ولايتي هاطاي وكهرمان مرعش، كما تتابعون جميعاً».
وأكد سيزر «أجريت أعمال البحث والإنقاذ في نحو 200 مبنى في هاطاي، الجمعة، وانخفضت إلى 98 مبنى، السبت، واعتباراً من اليوم الأحد، سنصل إلى نهاية عملية البحث هنا في الأغلب، كما يوجد لدينا 19 مبنى متبقياً في كهرمان مرعش، ونتمنى أن ننهي جهود البحث والإنقاذ إلى حد كبير اعتباراً من مساء الأحد، وقد تتواصل العملية في بعض المباني، لكن سيتم إنهاؤها بشكل كبير».
وأعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، أمس السبت، أن هناك أكثر من 830 ألف مبنى تضرر من جرّاء الزلزال. وكشف عن تسجيل أكثر من 5700 هزة ارتدادية بعد الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا. وقال: إن السلطات التركية ستوفر الدعم الكامل لترميم جميع الأماكن الأثرية والتاريخية التي تضررت من جرّاء الزلزال. وأعلن عن إقامة أكثر من 6 آلاف منزل متنقل لإيواء متضرري الزلازل وأعمال تقييم الأضرار مستمرة، حتى الآن.
وبعد نحو 300 ساعة على وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة في السادس من شباط/ فبراير، تضاءلت فرص العثور على ناجين يوماً بعد يوم.
ونشرت وكالة أنباء «الأناضول» الحكومية صوراً لطواقم الإنقاذ وهم يضعون رجلاً وامرأة على نقالتين، بعدما أمضوا مع طفل 296 ساعة تحت الأنقاض في أنطاكية.
غير أنّ الطفل الذي يبلغ 12 عاماً تُوفي بعد دقائق قليلة من بذل جهود لإنقاذه، وفقاً للوكالة، التي أوضحت أنّ ثلاثة من أبناء الزوجَين، بمن فيهم الطفل ابن ال12 عاماً، قُتلوا في الزلزال.
ورصدت كاميرات وسائل الإعلام لحظة خروج شخص من تحت الأنقاض في تركيا بعد مرور أكثر من 296 ساعة.
وتداولت فضائيات وصفحات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرجال الإنقاذ وهم يحاولون إخراج الشخص من تحت الأنقاض.
من جهته، نشر وزير الصحة التركي فخر الدين كوجة مقطع فيديو لامرأة تبلغ 40 عاماً في مستشفى ميداني تتلقّى العلاج. وكتب في تغريدة على تويتر «إنها واعية».
وواصلت فرق الإنقاذ الآتية من قرغيزستان، أمس، عمليات البحث في أنطاكية على أمل العثور على ناجين، بعدما أظهرت الاختبارات الحرارية علامات إيجابية تحت الأنقاض.
والجمعة، انتشلت فرق الإنقاذ رجلاً يبلغ 45 عاماً بعد ساعات من إنقاذ ثلاثة أشخاص بينهم فتى في عامه الرابع عشر. وقوبلت جهود الإنقاذ هذه بالتصفيق والارتياح في البداية، لكن في الأيام الأخيرة غلب عليها الحزن. (وكالات)
