عادي
مخلوقات مصابة بالصدمة.. كلب لا يبرح مكانه وهرّ يرفض التخلي عن منقذه

تحت أنقاض أنطاكية.. إنقاذ الحيوانات يعزّي البشر

01:48 صباحا
قراءة دقيقتين
(ا ف ب) متطوع في منظمة غير حكومية محلية يحاول إغراء قطة إلى قفص في أنطاكيا

نجحت عناصر الإنقاذ في مدينة أنطاكية التركية، التي دمّرها زلزال هائل في 6 فبراير الجاري، في سحب حيوانات عالقة تحت الأنقاض رفض أصحابها التخلي عنها.

نازلي يينوتشاك، هي واحدة من سكان المدينة التي دُمّر فيها 75 ألف مبنى بسبب الزلزال. وتعدّ هذه المرأة البالغة 47 عاماً نفسها محظوظة؛ لأن أياً من أسرتها لم يصبْ بأذى، حتى لو أن ستة من أفرادها يعيشون حالياً في خيمة وسط متنزّه.

لكن نازلي كانت لديها مهمة إنقاذ الثورين «أصغر» و«نوما» العالقين تحت الأنقاض، وتقول: «كونهما هادئين إلى هذه الدرجة يجعلني أبكي»، إذ كانا صاخبين جداً قبل الزلزال.

على مدى 11 يوماً، أطعمتهما نازلي عبر فتحة صغيرة. ثم اتّصلت بمنقذي جمعية «هايتاب» التركية لحماية الحيوانات، وبعد ساعات من الجهود وبمساعدة متطوعين ألمان ونمساويين، حرّر الثوران أخيراً الجمعة الماضي من تحت الأنقاض.

وفي البلدة القديمة، يعتني رجل أنقذ بعد يومين من تحت الأنقاض، بهرّ أسود عثر عليه أمام مبنى مدمّر، ويقول: «هرب صاحبه. هو بقي هنا. لذلك نحن نطعمه».

وعلى مقربة، ينبح كلب كبير في الطابق الأول من منزل مدمّر. ويوضح إيفي سباسي (27 عاماً) وهو متطوع من «هايتاب» استدعاه أحد الجيران إلى المكان «هو باقٍ في مكانه ولاءً لأسياده».

ويعدّ العثور على أحياء الآن معجزة. لذلك «عبر إنقاذ أرواح (حيوانات)، نستطيع أن نشعر ببعض الراحة» وفق المتطوّع.

وهناك بعض القصص المبهجة، مثل الهرّ «أنقاض» الذي أنقذ في غازي عنتاب، والذي يرفض التخلي عن منقذه مذّاك.

يلاحظ مهدي فيدان، رئيس قسم الطب البيطري في إسطنبول الذي عالج 300 حيوان من أنطاكية، أن الكلاب أو القطط التي علقت تحت الأنقاض تمكّنت من الوصول إلى طعام أو ثلاجات، ما سمح لها بالصمود لفترة أطول. ويتابع: «لكن عندما تصل إلينا، تكون حدقات عيون الهررة متوسّعة. أما الكلاب، فترفض أن نقرب منها. هي مصابة بالصدمة، مثل البشر».

في بعض الأحيان، يشكّل وجودها عائقاً لفرق البحث؛ إذ لا تستطيع الماسحات الضوئية الحرارية التمييز بين درجة حرارة أجسامها وتلك الخاصة بالبشر.

ويقول منقذ أجنبي منزعجاً: «بعد ساعات من الجهود، وجدنا هرّاً، بمجرد إنقاذه، هرب من دون حتى «المواء» لنا». (أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8dfx25

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"