عادي
تبرع بـ 25 مليون جنيه لاستكمال المكتبة المركزية ووديعة قيمتها 5 ملايين لدعم البحث العلمي

سلطان يفتتح مجمع المعامل البحثية في كلية الزراعة جامعة القاهرة

05:17 صباحا
قراءة 5 دقائق

افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أمس، مجمع المعامل بكلية الزراعة بجامعة القاهرة الذي انشئ بتكلفة 18 مليون جنيه بتبرع من سموه، وحضر الافتتاح الدكتور علي عبد الرحمن رئيس جامعة القاهرة، والدكتور عبد العزيز حجازي رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، والدكتور أحمد جويلي أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، ولفيف من الشخصيات وعمداء كليات جامعة القاهرة.

وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمته خلال حفل افتتاح المجمع البحثي عن تبرعه بمبلغ 25 مليون جنيه لاستكمال المرحلة الثانية للمكتبة المركزية الجديدة لجامعة القاهرة، والتي تشمل ثلاثة أدوار تتضمن قاعة مؤتمرات وقاعات متعددة الأغراض وقاعة اللجان ومركزاً للتوثيق ومعملاً لخدمة المخطوطات وقاعة قراءة.

كما أعلن سموه عن تبرعه بوديعة قيمتها خمسة ملايين جنيه يصرف عائدها على البحث العملي بالجامعة، وتعهد بأن يكون مجمع المعامل البحثية بكلية الزراعة واحدا من أفضل المعامل البحثية على مستوى العالم، معربا عن اعتزازه بجامعة القاهرة ودورها الريادي في المنطقة العربية.

وقال سموه في كلمة للحضور: يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم وفي هذا المكان بالذات كلية الزراعة التي فارقتها منذ 37 سنة ولم تفارقني لحظة واحدة، لما لها من ذكريات طيبة، وأيام سعيدة، رفرفت عليها روح المودة والاحترام والتقدير.. فإذا كانت من ذكرى فهي لطيب الصيت أستاذي المرحوم الدكتور أحمد مستجير رحمه الله رحمة واسعة، فهو الذي خطط وتبنى فكرة إنشاء هذا الصرح العظيم، فإذا كان لي من رجاء لديكم، فإنني أتمنى أن يسطر اسم الدكتور أحمد مستجير في لوحة تثبت في مدخل مجمع المعامل البحثية، تقديرا لجهوده في مجال البحث العلمي، أما جامعة القاهرة التي كانت وفية معي فإني سأوفيها وفاء بوفاء، بدعم مشروعاتها التي ترفع من قدرها ومكانتها العلمية بين الجامعات، ولجعل هذا المجمع مكانا للبحث العلمي فإنني أقدم مبلغ خمسة ملايين جنيه مصري كوديعة للبحث العلمي، وسأقوم بإيجاد قنوات تواصل بين هذا المجمع ومراكز الأبحاث العلمية المتميزة في العالم لإجراء المشروعات البحثية المشتركة على أعلى مستوى عالمي.

وأعرب رئيس جامعة القاهرة عن شكره وتقدير أسرة جامعة القاهرة لسموه لمشاعر الحب التي يكنها للجامعة التي تخرج فيها ولدوره في دعم الجامعة من خلال مجموعة مشروعات بدأها بالتبرع لإنشاء مكتبة عصرية بكلية الزراعة بتكلفة 11 مليون جنيه، ثم متابعة إنشاء مجمع المعامل البحثية الجديد بتكلفة 18 مليون جنيه وأخيرا بتبرعه الكريم لاستكمال المرحلة الثانية للمكتبة المركزية الجديدة للجامعة.

وقال: إنه ليوم رائع من أيام جامعة القاهرة، وهي تحتفل بعيدها المئوي، أن تستقبل في رحابها واحدا من أفضل أبنائها الذين تعتز بهم، غرسا طيبا، وثمرا ناضجا، وأغصانا ممتدة، وظلالا وارفة، كالكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

وأضاف مخاطبا سموه: إننا نعتز بكم، يا صاحب السمو، باعتباركم نموذجا مثاليا لخريج جامعة القاهرة، في شدة الطموح العلمي، وتعدد مناحي الاهتمام بفروع المعرفة المختلفة، رغم كثرة الأعباء، وتعدد المسؤوليات، فمنذ شرفت جامعة القاهرة، بإعلان اسم سموكم في قوائم خريجيها في درجة البكالوريوس في العلوم، تخصص الهندسة الزراعية عام ،1971 وحتى اليوم لم يتوقف طموحكم العلمي، الذي تراقبه الجامعة الأم بكل الرضا، وهو الطموح الذي لا يتوقف عند مجال تخصصكم الدقيق، إنما امتد إلى مجالات أخرى، مثل التاريخ الذي حملتم فيه درجة الدكتوراه، وأصدرتم فيه عددا من المؤلفات البارزة، التي تعتز بها المكتبة العربية.

واستطرد: وإذا كنتم يا صاحب السمو، قد برزتم على المستوى العلمي وأنتم تعيدون النظر في مفاهيم علوم الزمان بدراسة التاريخ، فقد شرفتم جامعتكم الأم، من خلال دراستكم القيمة في علوم المكان بكتاباتكم الرائدة في علوم الجغرافيا التي حملتم فيها درجة الدكتوراه، وأصدرتم فيها أرفع الدراسات والوثائق، ولم تكن اهتمامات الأدباء والكتاب والمثقفين بصفة عامة، بعيدة عن مجال رعايتكم، يا صاحب السمو، وأنتم تجعلون من الشارقة نموذجا للإمارة الثقافية المزدهرة، حتى أصبحت لؤلؤة ثقافية تتألق، لا على شاطئ الخليج وحده، إنما عبر أرجاء العالم العربي، وتجد صداها الثقافي الواسع على المستوى العالمي.

ولقد كان عرفان الجامعات والمؤسسات الثقافية على مستوى العالم كله واضحا، عندما منحتكم أكثر من عشر درجات من شهادات الدكتوراه الفخرية من جامعات تنتمي إلى مختلف أرجاء الكون في أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا، فضلا عن الجوائز والأوسمة الرفيعة.

وأضاف الدكتور علي عبد الرحمن: وإذا كانت جامعة القاهرة تعتز بابنها المثقف، صاحب الدرجات والمؤلفات، فإنها تعتز أيضا في شخصكم بابنها البار الوفي الذي يعود إلى موطن دراسته الجامعية الأولى بين الحين والحين، فيستعيد بكل البساطة والتواضع والمحبة مع أساتذته وزملائه ومع الأجيال اللاحقة، ذكرياته الحميمة وهو يدخل إلى المعامل ومدرجات كلية الزراعة منذ أربعين عاما فنشعر جميعا في نبرة صوته، بصدق المشاعر ومذاق الحنين إلى مناخ الأسرة الصغيرة في فترات الصبا والشباب المبكر، وها أنت تعود يا صاحب السمو إلى كليتك من جديد بارا وفيا، بتبرعكم لإنشاء مكتبة ومركز للمعلومات، ثم تفتتح اليوم مجمعا للمعامل البحثية أنشئ بتبرع من سموك، وتعود إلى جامعتك لتضيف فرحة جديدة إلى أسرتها وتزف إليها خبر تبرعكم الكريم لاستكمال المكتبة المركزية للجامعة بمبلغ 25 مليون جنيه، تلك المكتبة التي تشرفت بافتتاح حرم رئيس الجمهورية لمرحلتها الأولى في يناير/كانون الثاني الماضي، وتشمل مرحلتها الثانية قاعات للاطلاع ومركزا للتوثيق والترميم وقاعات متعددة الأغراض لتعزيز دور جامعة القاهرة الثقافي. من جانبه، أكد الدكتور علي نجم عميد كلية الزراعة أن الحجم المادي لتبرع صاحب السمو الدكتور سلطان القاسمي لا يقارن بمشاعر الود والحب التي يكنها هذا الإنسان العربي الأصيل لمصر ولجامعته ولكليته التي درس بها.

وقام الدكتور أشرف برقاوي نائب رئيس الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد وعميد كلية الزراعة السابق بشرح لمقومات مجمع المعامل البحثية الذي بدأ بفكرة عام 2004 لتطوير البحث العلمي في الكلية وهو يتكون من دور أرضي وثلاثة أدوار متكررة بمساحة إجمالية 4000 آلاف متر مربع وقابل للتوسعة إلى 5 آلاف متر مربع ويهدف لخلق مناخ جاذب للبحث العلمي وتوفير بنية للبحث العلمي وتحويل المركز إلى مركز للتميز لخدمة المعلومات الحيوية والتحليلات الكيميائية والتقنيات الحيوية في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني والفحص الخلوي للأنسجة النباتية وتبلغ قيمة التجهيزات المعملية 15 مليون جنيه والمعمل مجهز بقاعة للمحاضرات وشبكة لاسلكية لخدمة الإنترنت وصالة لاستخدامات الحاسب الآلي وخلايا عمل للباحثين مع مراعاة شروط الأمان المدني في تصميمه، ويضم المعمل مجموعة أخرى من المعامل التابعة لمشروعات بحثية مثل معمل بحوث إنتاج النباتات للزراعة تحت ظروف الري بالمياه المالحة ومعمل المناعة الحيوانية ومعمل التلقيح الاصطناعي.

وقدم الدكتور عبد الرحمن رئيس جامعة القاهرة هدية تذكارية لصاحب السمو حاكم الشارقة باسم أسرة جامعة القاهرة كما قدم عميد كلية الزراعة هدية تذكارية باسم الكلية وقدمت لسموه هدية باسم رابطة خريجي الزراعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"