عادي

رسالة اليوم ... 20-04-2008

01:44 صباحا
قراءة دقيقتين

الفضول عتبة المهالك

كنت ذاهباً في طريق أقضي حاجة لأهل بيتي، وصادفني في الطريق أحد الأصدقاء، فراح يلوِّح لي من بعيد حتى أقف له، أوقفت مركبتي في مكان آمن حتى أسلم عليه، ولكن قبل أن أفعل ذلك فوجئت بسيارة تعترض طريقي، ونزل منها شخص لو رأيته لظننت من الوهلة الأولى أنه بطل ملاكمة، أخذ يصرخ علي بكل همجية، رغبة منه في المشاجرة، كتمت غيظي محاولاً معرفة سبب هذه الثورة اللاطبيعية، فأدركت بعد فترة وفهماً من كلامه أن هذا الشخص كان يظنني سأتشاجر مع صديقي الذي التقيت به في الأول، فجاء مدافعاً عن الحق حسب اعتقاده ولكنني بعد أن أفهمته الموضوع امتص غضبه، وأعرب عن اعتذاره، وولى راحلاً مدركاً أنه ارتكب خطأ بتدخله فيما لا يعنيه.

حدثت هذه القصة لزوجي بينما كان يقضي حاجاتنا، إذ تملكه غضب واستغراب من فضول شخص غريب لا يعرفه، الأمر الذي أثار تساؤلاً مهماً في ذهني: هل وصل الأمر لدى كثير من الناس إلى التدخل فيما لا يعنيهم بهذه الصورة الهمجية من دون علم مسبق منهم بما يدور حولهم؟ نعم وللأسف الإجابة تدخل في دائرة أن البعض لا يحترم أساسيات الذوق والأسلوب الراقي في التعامل مع الناس، ويهوون التدخل في شؤونهم الصغيرة والكبيرة، حتى وإن لم يكن لهم بها علم، فهم يعشقون التدخل لإراحة فضولهم فحسب، غير مدركين أن فضولهم هذا قد يؤذي مشاعر الآخرين، ويتسبب في إزعاجهم كثيراً.. زوجي استطاع أن يتحمل ويكتم غضبه وآخرون غيره تمكنوا من ذلك، إلا أن البعض الآخر قد لا يفعل ذلك، وقد تشب عراكات وشجارات عنيفة تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.

مسك الختام: احرص عزيزي على حسن التعامل مع الناس بالبعد عما لا يعنيك، تمثلاً بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، فابتعادك عن التدخل في أمور الناس يجنبك شرهم، ويبعدك عن مشكلاتهم ويقربك إلى قلوبهم، ويبعد عنك الخلافات ويريح بالك من أمور كثيرة، وقد صدق من قال من راقب الناس مات هماً فكن مسالماً تعش سعيد الحال، مرتاح البال على الدوام.

ريا المحمودي - رأس الخيمة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"