عادي

إلى المحرر ... 20-04-2008

01:47 صباحا
قراءة 5 دقائق

حواجز صارمة

مرحلة ما قبل الزواج تعتبر من أهم المراحل في حياة أزواج المستقبل، ففي هذه المرحلة يبدأ الشباب في التفكير بجدية في ترك حياة العزوبية والدخول في نفق الزواج المظلم. أقول المظلم لأنه مجهول بالنسبة لأغلب الشباب وهم يحتاجون إلى توعية كثيفة لإنارة هذا النفق، وأول عناصر هذه التوعية هي تعريف كلمة الحب والتفريق بين حب العشاق الذي تروج له الأفلام، وحب الأزواج وهو حب من نوع آخر يختلف تماماً عن الحب الأول، وللأسف تهمله وسائل الإعلام وتتقاعس عن إبراز جمالياته ومتعته. أيضاً تقف عادات المجتمع وتقاليده حجر عثرة أمام المقبلين على الزواج من خلال فرض حواجز صارمة تعيق الشباب عن دراسة الطرف الآخر، وتحجب عنه التمكن من رؤية ما يحتاج لرؤيته في الطرف الآخر، مما يؤدي إلى اتخاذ القرار الخطأ والشعور بالصدمة بعد الزواج مما يؤدي إلى الإحساس بالظلم والغبن كونه أقدم على قرار مصيري من دون فرصة كافية لدراسة الطرف الآخر.

لا أدعو هنا للإباحية، ولكنني أصدم من منع بعض الأسر ومنها أسرتي اتاحة فرصة كافية أمام الشاب والفتاة للتعرف إلى بعضهما بعضاً، ودراسة كل طرف لطباع وعيوب الطرف الآخر، فالشباب طباعهم مختلفة.. هناك من يقدس أكل البيت وهناك من يستمتع بأكل المطاعم وهناك من يوسوس في تربية الأبناء وتعليمهم، وهناك من يعيش بنظام صارم وهناك من تعشق الفوضوية، أنا هنا لا أحدد طبعاً سيئاً وطبعاً جيداً، ولكنني أعتقد أن من حق الشاب والشابة معرفة طباع الطرف الآخر لتحديد مدى ملاءمة طباع كل طرف للطرف الآخر. قد يقول البعض إن الكثير من حالات الزواج الحالية تسبقها علاقة غرامية بين الشاب والفتاة وهما يعرفان بعضهما بعضاً جيداً من خلال هذه العلاقات، فلماذا يحصل الطلاق؟ أعتقد أن علاقة الزواج بحد ذاتها تختلف عن العلاقات الغرامية قبل الزواج، ونجاح أطراف العلاقة الغرامية لا يعني بالضرورة نجاحهم كأزواج، فالعلاقة الأولى عوّدت الطرفين على أسلوب تعامل معين قد يصعب عليهم تغييره بعد الزواج.

سعيد عبدالله

الإنسان والسيارة

كنت في يوم من الأيام في قسم الطوارئ لعمل أشعة اكس على القصبة الهوائية الملتهبة، ولما وصل الدور عندي فإذا بشاب على سرير يأتون به لعمل أشعة مستعجلة استغرقت حوالي الساعة، فسألت أحد الممرضين، فقال لي: هذا شاب مسكين عمل حادثا مروعا حطم كثيرا من أعضائه المهمة، فرثيت لحاله ودعوت له بالعافية، وقلت في نفسي على من تقع المسؤولية؟ فجاء الرد: على من اشترى له السيارة في هذه السن المبكرة، وعدم إلقاء محاضرة عليه في خطورتها بالنسبة له ولغيره، قلت في نفسي: لماذا يغيب عن ذهن كل صاحب سيارة، أنه حين يركبها فإنما يضع روحه وحياته وحياة الآخرين فيها؟ كيف ينطلق بها كالريح وروحه فوقها؟ ألا يدري أنها حديد لا حس ولا وعي له، فإذا غفل عن حسه أو وعيه كانت المصيبة؟ الخيل والجمال والدواب عموما إذا رأت هوّة عميقة أو حتى غير عميقة تتجنبها، أما السيارة المكونة من آلات عديدة قابلة للعطل، فهي التي يتوجب علينا دائماً فحصها.

أبو الحسن الهاشمي

سرقة المساكن

نصت المادة 383 من قانون العقوبات على أنه (يعاقب بالحبس المؤبد كل من ارتكب جريمة سرقة اجتمعت فيها الظروف الآتية: أن تقع ليلاً أن تقع من شخصين فأكثر أن يكون أحد الجناة حاملاً سلاحاً أن تقع في مكان مسكون أو معد للسكنى أو أحد ملحقاته إذا كان دخوله بوساطة التسور أو الكسر أو استعمال مفاتيح مصطنعة أو انتحال صفة عامة أو كاذبة أو ادعائه القيام أو التكليف بخدمة عامة أو غير ذلك من الوسائل غير المشروعة).

وجناية السطو على المساكن جناية من أشد جنايات السرقة خطراً، ويشترط للعقاب عليها أن تجتمع فيها الظروف الخسمة المشددة التي ذكرت.

والليل: كما قضت محكمة النقض المصرية والمحكمة الاتحادية العليا هو الفترة بين غروب الشمس وشروقها، ولكن أغلب الشراح يذهبون إلى أن الليل هو الفترة التي يخيم فيها الظلام حيث يكون ارتكاب الجريمة أشد خطراً وأكثر سهولة.

إن ظرف تعدد الجناة، وهو ثاني ظروف الجريمة، يتحقق كلما ارتكب السرقة شخصان فأكثر بصفة فاعلين أصليين من دون أن يكون هناك محل للبحث فيما باشره كل منهم من الأعمال.

أما عن ظرف حمل السلاح، فلم يذكر القانون أنواع الأسلحة التي يعتبر حمل أحد الجناة لها ظرفاً مشدداً في جريمة السرقة، ولكن حمل السلاح بمعناه الصحيح يعني الآلات والأدوات القاطعة وهي التي توفر الظرف المشدد، أما الأسلحة الأخرى مثل العصا وما شابه ذلك، فلا يتوافر معها الظرف المشدد.

أما ظرف المكان المسكون أو المعد للسكنى ووسائل دخوله، فمعناه المكان المستعمل للسكنى بالفعل، ويكفي أن يقيم فيه شخص واحد، ويستوي أن يكون بناء أو مصنوعاً من أي مواد بناء أو ما شابه.

وعن دخول المسكن فقد نصت المادة على وجوب دخول المنزل عن طريق الكسر أو التسور أو استعمال مفاتيح مصطنعة أو انتحال صفة كاذبة.

أما الجريمة، فيطلق عليها في الفقه الجنائي الإماراتي والمصري (السطو على المساكن، أو السطو على المنازل، أو سطو العصابات).

ومن الواضح أن الظروف المحيطة بالسرقة متعددة وجسيمة في آن واحد، وهذا ما يبرر شدة العقاب عليها، وأرى في العقاب المطبق على مرتكب الجريمة أداة ملائمة ومناسبة، حيث الجريمة تتسم بالخطورة وجسامة الفعل.

أنغام سالم

كلية القانون - جامعة عجمان

عقوبة مناسبة

نصت المادة 387/1 من قانون العقوبات على أنه (يعاقب بالسجن المؤقت كل من ارتكب جريمة سرقة في أسلحة القوات المسلحة أو الشرطة أو ذخيرتها وتكون العقوبة السجن المؤبد إذا توفر فيها ظرف من الظروف المنصوص عليها في المادة 384).

وتناولت المادة النص بالعقاب على سرقة أسلحة الجيش أو الشرطة بجميع أنواعها سواء كانت من الأسلحة الصغيرة أو غيرها.. برية كانت أو بحرية أو جوية، كما تناولت العقاب أيضاً على سرقة الذخيرة بجميع أنواعها ومن كافة العيارات، وسواء كانت صامتة لأغراض التدريس أو حية لأغراض القتال، وكذلك سرقة جميع أنواع الدانات والقنابل الخاصة بالمدافع بكافة العيارات.

ويشترط أن يعلم الجاني أن السلاح أو الذخيرة في ملكية الجيش أو الشرطة، فإذا ثبت جهله بذلك امتنع تطبيق النص، فالشخص الذي يسرق صندوقاً به أعيرة نارية من محطة السكة الحديد من دون أن يكون هناك ما يميزه أنه يخص القوات المسلحة أو الشرطة لا يؤاخذ بحكم المادة 387/1 عقوبات.

ولا أهمية لصلاحية السلاح أو الذخيرة للاستعمال من عدمها عند وقوع الجريمة.

ويشدد العقاب في حالة توافر الظروف المشددة الواردة بالمادة 384 وهي وقوع السرقة من شخصين فأكثر، وكان أحدهما حاملاً سلاحاً وبطريق الإكراه.

ويلاحظ أنه إذا كان الجاني من أفراد القوات المسلحة أو من رجال الشرطة، يكون عندئذ بصدد تصور معنوي للجريمة، ويكون قد ارتكب جريمتين في فعل واحد، وهما الاستيلاء والسرقة.

وأرى أن عقوبة السجن المؤقت عقوبة مناسبة إذا كان الغرض من السرقة ارتكاب جريمة أخرى، أما إذا انتفى هذا القصد، فإنني أرى أن تكون العقوبة المستحقة هي الحبس بدلاً من العقوبة المنصوص عليها في المادة المذكورة.

موزة عبدالله

كلية القانون - جامعة عجمان
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"