معارك كسر العظم الثلاثية

00:53 صباحا
قراءة دقيقتين
د. عبدالعظيم محمود حنفي

يبلغ حجم التبادل التجاري الثلاثي بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية نحو7.6 تريليون دولار أي 16% من حجم التجارة الدولية. وفي العام 2015 بلغ حجم تجارة الصين مع كوريا 220 مليار دولار، وبين اليابان وكوريا 110 مليارات دولار. وبلغ إجمالي الناتج المحلي للصين 9 تريليونات و200 مليار دولار في العام 2014، بعد أن كان تريليوناً و600 مليار دولار في عام 2003، وهذا يعنى أن حجم الاقتصاد الصيني قد زاد بمعدل 4.6 مرة خلال السنوات العشر الماضية. ولذا تم تضييق الفجوة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين حيث بلغ حجم الاقتصاد الصيني 54.7% من نظيره الأمريكي، بعد أن كان 14.3% في عام 2003. كما تم تضييق الفجوة الاقتصادية بين كوريا واليابان، حيث بلغ إجمالي الناتج المحلي لليابان حوالي 6 تريليونات دولار في العام 2014، أي قرابة خمسة أضعاف الناتج المحلي الكوري، بعد أن كان ستة أضعاف في عام 2003. ووفق تحليل مقارن بين القدرات التنافسية للشركات الكبيرة في اليابان وكوريا من حيث عدد المنتجات التي احتلت المركز الأول في أسواق الصادرات العالمية في عام 2012، تبين أن عدد المنتجات اليابانية بلغ 231 منتجاً، بينما بلغ عدد المنتجات الكورية 64 منتجاً، أي أن المنتجات اليابانية أربعة أضعاف المنتجات الكورية. كما بلغ عدد الشركات اليابانية المدرجة ضمن قائمة أكبر 500 شركة، 57 شركة، بينما بلغ عدد الشركات الكورية 17 شركة فقط، كما تم إدراج 353 شركة يابانية في قائمة أكبر ألفي شركة عالمية من حيث البحث والتطوير، بينما تم إدراج 56 شركة كورية فقط.
إن المنافسة الثلاثية بين اليابان والصين وكوريا الجنوبية زادت حدة وتتميز بعدة خواص: أولاً: أن كل دولة من الدول الرئيسية الثلاث في منطقة شمال شرق آسيا، أضحت تشكل منافساً خطيراً للاثنتين الأخريين.
ثانياً: تتقدم اليابان كثيرا على كوريا من ناحية التكنولوجيا الأساسية. والصين تتفوق كثيرا على كوريا من ناحية حجم السوق المحلية الضخمة والمجزية، وكان التطور الصناعي والتقني الصيني متخلفاً عن كوريا بشكل واضح، لكن الصين بدأت تطوي الفرق بينها وبين كوريا من خلال تطوير نماذج صناعية تقليدية وجديدة في نفس الوقت حتى صارت تشكّل منافسا خطيرا جدا لكوريا من خلال حجم الاستثمارات والنصيب في السوق العالمية. ثالثاً: أن اليابان ذات القدرات التكنولوجية المذهلة بدأت تغير استراتيجياتها، بحيث لا تعطي الأولوية ولا التركيز على المشروعات ذات القدرات التقنية المتطورة فقط، وإنما أيضاً مختلف المشروعات والأسواق بمختلف الأحجام. رابعاً: في مجال قطاع صناعة السفن كانت كوريا قد تخطت اليابان في عام 2011 لتحتل المركز العالمي الأول في مجال صناعة السفن. وكانت قبل ذلك قد صمدت بصلابة في وجه الأزمة المالية العالمية في عام 2008 وفازت ب70% من إجمالي الطلبيات الخاصة بصناعة السفن في العالم خلال عامي 2009 و 2010. خامساً في مجال صناعة السيارات وتوسيع دائرة أسواقها الخارجية تتميز اليابان بعراقتها وخبرتها في هذا المجال وتحاول كوريا تطوير قدراتها التنافسية. وتتميز صناعة السيارات في الصين بالعمالة المحلية المتطورة والرخيصة والسوق المحلية الهائلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​كاتب مصري - أستاذ للعلوم السياسية والاقتصادية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"