عادي

داعش آفة الدنيا والدين

05:26 صباحا
قراءة دقيقتين
كتب - إبراهيم مرعي:

هكذا حطت "داعش" في ديار العرب حاملة مسمى "دولة العراق والشام الإسلامية"، لم يكن خروجها إلى الضوء من دهاليز الماضي صدفة . جاءت بفعل فاعل وكان لها مقدمات واضحة من خلال مشاريع تقسيم المنطقة خلال العقود الماضية التي حملت بصمات أمريكية وصهيونية، مترافقة مع فحيح طائفي ومذهبي علا صوته حتى صمّ الآذان من خلال منابر دينية وفتاوى تكفيرية ومحطات تلفزيونية ثار حولها غبار وعلامات استفهام، وكيف ظهرت كلها فجأة إلى العلن تدعو إلى الفتن والتذابح، وعملت على اختطاف الدين الإسلامي وتزوير ما يمثله من قيم إنسانية .
هو بلاء الدين والدنيا صار بين ظهرانينا يمارس الترويع والبطش ويخرب العمران ويفسد الأرض ويقتل الحياة ويجتث البشر ويقطع النسل ويدمر الحضارة تحت راية الإسلام .
نعيش أياماً سوداً كالحة لم نعرفها حتى أيام هولاكو أو في العصور الأولى للبشرية، ولا حتى في عصور الانحطاط، حيث يمارس شكل من أشكال الجنون لم تألفه المنطقة ولا حتى العالم . . وكله يتم بالصوت والصورة فيما يشبه المسالخ التي يتحول فيها الإنسان إلى نعجة أو ما شابه، لا حول له ولا قوة .
كل ذلك يتم تحت نظر وبصر العالم الذي يتحرك ببطء وحياء لمواجهة هذا الوباء الذي يتساوى أو يزيد خطره على وباء "إيبولا" أو "كورونا" أو "إنفلونزا الخنازير" . . والخطوات التي يتخذها رغم معرفته بالخطر الداهم الذي تمثله "داعش" التي خرجت من مختبراته وتمردت وتوحشت، لا تكفي للصد أو الرد .
نحن أمام خطر داهم بات يطرق كل الأبواب، ويحتاج إلى استراتيجية دولية وشاملة تتعامل مع هذا الخطر من دون ازدواجية في المعايير أو بطريقة انتقائية، لأن استئصال الوباء في مكان يظل قاصراً ومحدوداً إذا لم يكن الاستئصال شاملاً .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"