عادي
يفرض تطورات على منهجيات التدريس

العــام الأكاديمــي الجــديــد.. المعلّمون في مواجهة الذكاء الاصطناعي

01:46 صباحا
قراءة 5 دقائق
  • خبراء: استخدام أدواته في التعليم أمر ليس اختيارياً لجميع الكوادر
  • تربويون: إتقانه يشكل أحد أهم رهانات التميز في مجتمع المعلمين

تحقيق: محمد إبراهيم
ونحن على أعتاب العام الأكاديمي الجديد 2024-2025، استحوذت تقنيات الذكاء الاصطناعي على اهتمام المعلمين في مختلف التخصصات؛ إذ رأوا أنفسهم في مواجهة حقيقية مع تلك التقنيات، لاسيما أنها تسهم في تحسين جودة التعليم وتقديم فرص تعليمية تلبي احتياجات الطلاب في مختلف حلقات التعليم.
وأكد عدد من الخبراء، أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم أمر ليس اختيارياً في الوقت الراهن، لفوائده المتنوعة المتعددة المسارات؛ إذ يعتمد عليه المعلمون في تحليل أداء الطلاب، وتخطيط الدروس، وتصميم خطط دراسية متخصصة، تعزز نقاط القوة وعلاج نقاط الضعف لدى كل طالب، فضلاً عن إجراءات التقييم وانتقاء الواجبات ومتابعتها بدقة.
تربويون أكدوا أن الذكاء الاصطناعي قيمة مضافة للعملية التعليمية في العام الدراسي الجديد، وأحد أهم رهانات التميز في مجتمع المعلمين، ومن ليس لديه القدرة على مواكبة تطبيقاته وتوظيفها بالشكل الصحيح، سيكون في مأزق حقيقي. عدد من المعلمين أكدوا أن طرائق التدريس تشهد مرحلة تطويرية جديدة في العام الأكاديمي 2024-2025، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأدوات الذكاء الاصطناعي بشكل فاعل في العملية التعليمية، وهذا يتطلب من الجميع الاستعداد جيداً لحقبة جديدة من التطوير في منظومة عمل المعلمين.
«الخليج» تستهل مناقشتها بمدى استعداد المعلمين للعام الدراسي الجديد، ودور الذكاء الاصطناعي في تطوير طرائق التدريس، وكيفية توظيفه في العملية التعليمية وانعكاساته على أداء الطلبة والمعلمين.
تحولات جذرية
البداية كانت مع الخبير في الذكاء الاصطناعي الدكتور محمد عبد الظاهر، الذي أكد أن التعليم يشهد تحوّلات جذرية في أساليب التدريس، بفضل تطورات التكنولوجيا، ويعدّ عنصراً محورياً في هذه التغيرات، حيث أصبح جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية، ما يسهم في تحسين جودة التعليم وزيادة كفاءته.
وقال إن المعلمين على عاتقهم مسؤولية كبيرة لمواكبة هذه التحولات، لاسيما التي تشمل استراتيجيات التدريس وطرائق تقديمه للطلبة، والآن ونحن على أعتاب عام دراسي جديد، ينبغي على المعلمين اتخاذ خطوات رئيسية لمواكبة الذكاء الاصطناعي في التعليم، أبرزها التعلم المستمر؛ حيث يجب على المعلم التعرف إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامها، فضلاً عن الاستثمار في الدورات التدريبية والورش التي تساعد على تحسين مهاراته.
محتوى رقمي تخصصي
وأكد أهمية دمج الأدوات الذكية في التدريس، مثل البرمجيات التعليمية التي تدعم إنشاء محتوى رقمي وتخصيصي، وفقاً لاحتياجات الطلاب؛ إذ إن هذه الأدوات تمكّن المعلّمين من تحسين الفعالية التعليمية، وكذلك ضرورة التكيف مع التغييرات في طرائق التدريس، وتبنّي استراتيجيات جديدة تعتمد على البيانات والتحليلات المستمدة من الذكاء الاصطناعي، لتخصيص التعليم لكل طالب.
وشدد على ضرورة أتمتة المهام المعتادة والإدارية، باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتسهيل المهام، مثل تسجيل الطلاب، وإنشاء بطاقات التقرير، وتصحيح الواجبات، ما يوفر للمعلّمين وقتاً أكبر للتركيز على التدريس.
واجهة التدريس
وأكد التربويون علي بن محيل وسومية المهيري وياسمين علي وسلمى عيد، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تغير بلا شك واجهة طرائق التدريس جذرياً، ما يفتح آفاقاً جديدة للمعلمين والطلاب على السواء؛ إذ إنه باستخدام الذكاء الاصطناعي، أصبح بالإمكان تخصيص التعليم وفقاً لاحتياجات كل طالب.
وأفادوا بأن الذكاء الاصطناعي يسهم بشكل كبير في دعم المعلمين على أداء المهام بدقة وسرعة، عبر أتمتة المهام المعتادة الإدارية؛ مثل تصحيح الاختبارات وإعداد التقارير، ما يوفر وقتاً ثميناً للمعلمين للتركيز على الجوانب التعليمية الأكثر أهمية، فضلاً عن تحليل أداء الطلاب؛ إذ يساعد على تحليل أداء الطلاب بدقة، ما يتيح للمعلّمين تحديد نقاط القوة والضعف لدى كل طالب، وتقديم الدعم المناسب لهم بشكل أسرع.

الصورة


أدوات فعالة
وأضافوا أنه يمكن للمعلمين استخدام أدوات فعالة للذكاء الاصطناعي مثل «ChatGPT» و«Top Hat»، لإنشاء خطط دروس متكاملة بسرعة وفاعلية، ما يقلل الوقت المستغرق في التخطيط، ويزيد دقة التنفيذ، فضلاً عن توفير التعلم المخصص؛ حيث يسمح للمعلمين بتخصيص تجربة التعلم لكل طالب، بناءً على احتياجاته الفردية، ما يؤدي إلى تحسين سرعة ودقة العملية التعليمية.
وأوضحوا أن هناك أدوات الذكاء الاصطناعي؛ مثل Eduaide تسهل عملية تخطيط الدروس وتزيد تفاعل الطلاب، ما يتيح للمعلمين توفير الوقت والجهد في إعداد المواد الدراسية، كما تسهم هذه التقنيات في أتمتة التعليم؛ حيث يمكن للمعلمين التركيز على الجوانب الإبداعية والبشرية للتدريس، بينما يتعامل مع المهام الاعتيادية تلقائياً.
أدوات تفاعلية
وأشاروا إلى أهمية التطبيقات الأخرى للذكاء الاصطناعي؛ إذ تشمل تطوير أدوات تفاعلية تتيح للطلاب التعلم بطريقة تناسب أساليبهم الخاصة، سواء كانوا يعانون إعاقات أو يحتاجون إلى محتوى تعليمي مبسط، فضلاً عن أنها تسهم في تسهيل البحث الأكاديمي، وتعزيز التعاون بين الطلاب عبر منصات تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ما يفتح آفاقاً جديدة للتعليم.
تجربة تعليمية
وأكد المعلمون إبراهيم القباني، وريبال غسان العطا، وعاطف حسن، ووفاء الباشا، أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم؛ إذ يعمل على تخصيص التجربة التعليمية للطلاب عبر تحليل بيانات أدائهم، وتقديم مسارات تعليمية مصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم الفردية. كما يمكن للطلاب الاستفادة من المحتوى الموجه الذي يلائم مستواهم التعليمي، ما يساعد على تحقيق نتائج أفضل.
وأفادوا بأن الذكاء الاصطناعي يسهم بشكل فعال في تحسين عملية التعلّم، وتحويل الدروس إلى محتوى تفاعلي وملخّصات تلقائية، ما يعزز فهم الطلاب، ويجعل عملية التعلّم أكثر فعالية. وتقدم الأدوات التي تعتمد عليه توصيات ذكية، تساعد الطلاب على استيعاب المواد بسرعة وعمق.
أداة مؤثرة
وقالوا إن الذكاء الاصطناعي أداة مؤثرة في تغير أساليب التقييم التقليدية، بتوفير تقنيات جديدة تعتمد على تحليل البيانات، وتقديم تقييمات دقيقة وفورية. كما أنه يشجع على الابتكار في التعليم بخلق بيئات تعليمية جديدة. مؤكدين أن هذه التحولات تشكل مستقبل التعليم، وتَعِد بجيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، بفضل استخدام التكنولوجيا المتقدمة في التعليم.
أبرز التحديات
وفي وقفتهم مع أبرز التحــديات التي تواجه المعلمين عند استخدام الذكاء الاصطناعي في التدريس، أكدوا أنها تشمل الحاجة إلى تدريب مكثف؛ إذ يتطلب استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي منهم، الحصول على تدريب مناسب لتعلم كيفية استخدامها بكفاءة في الفصول الدراسية، وهذا قد يكون غير متوافر في معظم المدارس.
وقالـــوا إن التــحدي الثاني يـــتمثل في الفجوة التكنولوجية؛ إذ إن هناك تــــفاوتاً في القدرات التكنولوجية بين المدارس والمعلّمين، ما يجعل من الصعب تحقيق تكافــؤ الفــرص في اســــتخــــدام الـــذكاء الاصطناعي في التعليم، فضلاً عن تحدٍّ جديد يتمثل في حماية البيانات الشخصية؛ إذ إن التــــعامل مع بيــــــانات الطلـــــاب بخصوصية وأمان، يشكل تحدياً كبيراً عند استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على جمع كميات كبيرة من البيانات وتحليلها.
وأضافوا: «هناك تحدٍّ آخر نراه في مقاومــة التغيير؛ إذ إن بعض المعلمين يواجون صعوبة في التكيف مع التقنيات الجديدة، والتخلي عن الأساليب التقليدية في التعليم، ما يجعل شريحة من المعلمين يغرّدون في سرب، وهؤلاء الذين يرفضون التكيف، ومواكبة التطورات في سرب آخر».
أسئلة اختبار
يمكن تطبيق (ClassPoint AI)، المعلمين من إنشاء أسئلة اختبار من أي شرائح PowerPoint. حتى لو كانت سهلة، مثل وجود كلمة واحدة فقط على الشريحة الخاصة بك، ويتمكن التطبيق من إنشاء العديد من الأسئلة بمجرد قراءة الكلمة، فضلاً عن ضبط نوع الاختبار والتقييم عن طريق اختيار مستوى تصنيف بلوم. 
إعادة صياغة
يعد تطبيق «كويل بوت»، أداة إعادة صياغة تعمل بالذكاء الاصطناعي وتستخدم خوارزميات متطورة، لمساعدة المعلمين على توفير الوقت في إنشاء مواد الدروس وأوراق العمل والتقييمات، وتمكّن المعلمين من توليد مجموعة متنوعة من الجمل البديلة التي تحافظ على المعنى الأصلي، أثناء استخدام كلمات أو صياغة مميزة. 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/57275pmf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"