هاجس العروبة عند محمد بن راشد

03:48 صباحا
قراءة 3 دقائق
رائد برقاوي

هو محمد بن راشد، الذي تحدث إلى الشباب العرب بقلبه وعقله، وعمل بدأب من أجلهم، ولا يمكن لنا ونحن نقرأ كلماته إلا أن نشعر بالأمان والطمأنينة على مستقبل أمتنا.
تمنحنا كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، دائماً الطمأنينة فيما يتعلق بالمستقبل. كلمات تبشرنا بالأمل، وتلامس شغاف قلوبنا ببلاغة الحكمة المكثفة التي اكتسبها سموه عبر تجربة حياتية فريدة، تقاطع فيها العمل السياسي مع الاقتصادي مع الإداري مع الإنساني، وامتزجت فيها الفلسفة بالشعر، وتماهت خلالها شخصية القائد مع الفارس العربي الأصيل، الذي يدرك جيداً قيمة وطنه ويعرف تراث أمته، ويسعى إلى غد تستعيد فيه تلك الأمة مكانتها التي تستحقها في العالم.
هو محمد بن راشد، القائد والحكيم، الذي تحدث إلى الشباب العرب في آخر تغريداته في سلسلة «علمتني الحياة»، عن وحدة الأمة، قائلاًَ: نحن أمة عربية واحدة، في ظل واقع يقول، لمن ينظر أسفل قدميه، إن تلك الأمة ليست في أحسن أحوالها، بل هي تعيش من منظور اليائسين والمحبطين والمنكسرين حالة تشتت وفرقة.
ولكن هذا المنظور بعيد كل البعد عن قاموس محمد بن راشد الذي خلا ويخلو دائماً من مفردات اليأس والإحباط. قاموس لم تُكتب فيه يوماً إلا كلمات تدل على التقدم والتفاؤل. ولأن القائد يدرك جيداً بحكم خبرته غير المحدودة أبعاد ذلك المنظور، فقد وجّه حديثه أساساً إلى الشباب، تلك الفئة التي لا تعرف المستحيل. الشريحة المنوط بها الدخول بالأمة إلى المستقبل، ولذلك لا بد أن تجدد نفسها دائماً عبر تحليها بالأمل.
يربط سموه باقتدار بين القدرة على التجدد والروح، وقد أحاط هذه الصورة الشعرية بإطار فلسفي يدعو إلى التأمل، فالروح التي تتجدد بالأمل قدرها أن تبقى ما بقيت الأرض، وفي جوانب تلك الصورة الخلابة، نفذ إلى قلوبنا بحس إيماني، يؤكد أن أمتنا باقية تستمد خلودها من لغتها وكتابها الكريم وشبابها، وكلها معان تتناقض تماماً مع اليأس، وتتصاعد النبرة الإيمانية المستمدة من قرآن الأمة، فاليأس كفر. اليأس نقيض الحياة، ونحن أمة كتبت لها الحياة.
هو محمد بن راشد، الذي لا يمكن أن تصدر مثل هذه الكلمات، التي تحتاج إلى أكثر من قراءة فكرية، إلا من قلب ينبض بحب الأمة، والخوف على مستقبلها، وعقل يدرك جيداً صعوبات الراهن، وإرادة تصمم على تجاوز تلك الصعوبات.
كلمات رجل تربى في مدرسة المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، العروبيين حتى النخاع، اللذين عاشا حياتهما، من أجل رفعة العرب وتقدمهم.
كلمات رجل هو رفيق درب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يفيض قلبه برائحة العروبة، وعقله بالعمل من أجلها، حيث إيمانه الراسخ بأن لا بديل عنها اذا أردنا النهوض بالمنطقة بأكملها إلى مستقبل مشرق.
هو محمد بن راشد، الذي تضافر قلبه وعقله وإرادته جميعاً، لترجمة ما يؤمن به وما تعلمه في مدرسة زايد، ومن هنا كان العمل المتواصل في كل القطاعات من أجل أمتنا: مبادرة مليون مبرمج عربي وتحدي القراءة العربي، ومشروع منصة للوصول إلى ألف قرية عربية معزولة ومحرومة من التعليم، ومبادرة صناع الأمل، والإدارة الحكومية.. إلخ، وكلها مبادرات موجهة إلى الشباب، وتركز على التعليم والثقافة وتحسين نوعية الحياة، بوصفها أدوية ناجعة لمحاربة اليأس، ورافعة لقاطرة المعرفة.. بوابة المستقبل.
هو محمد بن راشد، الذي تحدث إلى الشباب العرب بقلبه وعقله، وعمل بدأب من أجلهم، ولا يمكن لنا ونحن نقرأ كلماته إلا أن نشعر بالأمان والطمأنينة على مستقبل أمتنا، التي تكتسب بقاءها من لغتها وقرآنها وشبابها، ومن أفعال قادة بوزن محمد بن راشد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"