إفطار المسافر بالطائرة

02:06 صباحا
قراءة 3 دقائق
صوم رمضان فرض على الإنسان المسلم البالغ العاقل السليم من المرض، المقيم في بلده، واستثنى الشرع أصحاب الأعذار مثل المريض والمسافر والطاعن في السن .
- فالمسافر رخص الشرع له بالإفطار، من باب رفع المشقة عنه، حيث إن الأسفار قديماً كانت مملوءة بالمشاق براً وبحراً، بخلاف أسفار زماننا اليوم برية كانت أم بحرية أم جوية، فإنها ميسورة ومن غير أي مشقة .
- لكن مع ذلك فإن الرخصة تبقى رخصة، ومن حق المسافر أن يستشهد بالحديث: "إن الله يحب أن تؤتي رخصه كما تؤتي عزائمة"، فيفطر عندئذ مع القضاء .
- ومن حقه أيضاً أن يصوم عملاً بقوله تعالى: "وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون" (سورة البقرة: 184" وعندئذ يترتب عليه الالتزام بمواعيد الإمساك والإفطار .
وبما أنه قد يكون مسافراً عن طريق الجو، فإن الأسئلة التي تطرح دائماً هي:
- هل يفطر المسافر على توقيت بلد الإقلاع أم بلد الوصول؟
- هل يفطر المسافر بالطائرة متى حان موعد أذان المغرب في بلد الإقلاع، أم يراعي غروب الشمس وهو في الجو؟
- هل له أن يفطر وهو في الجو، إذا كان غروب الشمس يحتاج إلى مدة طويلة؟
- هل يفطر المسافر العائد إلى بلده، إذا وجد أنهم في أول يوم العيد، وأن هذا اليوم بالنسبة له متمم لرمضان حسب البلد الذي صام فيه أول يوم من شهر رمضان؟
- إذا رجعنا إلى تعريف الفقهاء للصوم الشرعي، وحدنا أنهم يقولون: الصوم هو الإمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، بمعنى أن يوم الصائم ينتهي بغروب الشمس، والآية الكريمة أكدت هذا المعنى عندما قالت: " . . وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ثم أتموا الصيام إلى الليل" (البقرة: 187) .
- وقد فهم الفقهاء من هذه الآية تحديد الإمساك إلى غروب الشمس على إطلاقه، فهو ليس خاصاً بالمقيم فقط ولا بالذي على الأرض فقط، بل يشمل المسافر أيضاً ومن على شاهق وقت الإفطار .
لذا فإن من سافر بالطائرة ورأى الشمس طالعة لم تغرب بعد، في حين أن ساعته تشير إلى أن الشمس في بلده الذي غادره غربت، لا يجوز له الإفطار إلا إذا غربت عليه الشمس في الجو، لأن الإفطار مرتبط بغروب الشمس في المكان الذي يوجد فيه الصائم، اللهم إلا إذا كان غروب الشمس في الجو يطول عن المألوف، وفي ذلك مشقة عليه كمسافر صائم، فإنه يجوز له أن يفطر كرخصة رفعاً للمشقة مع ترتب الإعادة عليه بعد رجوعه إلى بلده .
- كما لا يجوز له أن يفطر حسب توقيت البلد الذي تحلق فوقه الطائرة، لأن الطائرة ليست مستقراً لمن هم عليها ولا مستقراً أصلاً بذاتها، وإنما هي تابعة للأرض التي هو فوقها . تقول هيئة الفتوى التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت: "هذه المسألة لم نجد لها كلاماً للفقهاء الأوائل، فهي ما زالت موضع بحث، والظاهر أن العبرة بغروب الشمس عن المكان الذي تحلق الطائرة فوقه" (انظر فتاوى المغتربين والمسافرين/إصدار هيئة الفتوى في وزارة الأوقاف في الكويت) .

د . عارف الشيخ

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلف وشاعر وخطيب. صاحب كلمات النشيد الوطني الإماراتي، ومن الأعضاء المؤسسين لجائزة دبي للقرآن الكريم. شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية. يمتلك أكثر من 75 مؤلفا، فضلا عن كتابة 9 مسرحيات وأوبريتات وطنية واجتماعية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"