الإجراءات التي تتخذها مختلف القطاعات في الدولة؛ للوقاية من فيروس «كورونا» المستجد؛ تؤكد القدرات العالية التي تمتلكها الدولة، والبنية التحتية القوية التي شكلت في مجملها سداً منيعاً في مواجهة هذه المشكلة الصحية باقتدار، وعلى مستوى عالٍ من الحرفية والتنسيق المحكم، وفق أعلى المواصفات العالمية.
الدولة اليوم لا تقف عند حدود توفير المتطلبات والاحتياجات؛ لتأمين سلامة المواطنين والمقيمين على أرضها؛ بل مدت يدها للأشقاء من رعايا دول عربية وصديقة، ووصلت لهم حيث يقيمون في بلد موبوء بمرض «كورونا»، ونجحت بإجلائهم واستقبالهم في العاصمة، أبوظبي، وإدخالهم الحجر الصحي، الذي هو في واقع الحال مدينة سكنية بخمس نجوم، إن لم يكن أكثر من ذلك.
الإمارات وطن الإنسانية، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ترسل طائرة مجهزة إلى الصين؛ لإجلاء 215 شخصاً من رعايا دول عربية وصديقة من مكان موبوء بالمرض؛ لتحتضنهم، كعادتها؛ حيث إنها في كل أزمة تكون الأولى عالمياً في مد يد العون والمساعدة.
«نريدك أن تطمئن بأنك بين أهلك وأصدقائك، وأنك ضيف عزيز مكرم، وسنوفر لك الرعاية الصحية الكاملة، وكل ما يلزمك؛ لمتابعة الرحلة إلى وطنك متى كان ذلك آمناً لك، حللت أهلاً ونزلت سهلاً»، عبارات طمأنينة رائعة، وهي جزء من نص رسالة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سلمت لكل شخص لدى وصوله إلى أبوظبي، بعد أن تم إجلاؤه من الصين على متن الطائرة الطبية المجهزة التي أرسلتها الدولة إلى هناك؛ لنقل الرعايا إلى الإمارات.
منذ اللحظات الأولى، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث تقوم بدور فاعل بمشاركة وزارة الصحة ووقاية المجتمع والوزارات والجهات المعنية في متابعة الموقف، واتخاذ القرارات والإجراءات السليمة، والتي تهدف في الدرجة الأولى إلى حماية المواطنين والمقيمين في الدولة.
أبناء الإمارات اليوم يقفون وقفة رجل واحد في تحدي المخاطر، ومد يد العون؛ لمساعدة الآخرين على مستوى العالم، وبذلك تقوم الإمارات بدور ريادي عالمياً، وهذا الجهد يتطلب من المواطنين والمقيمين التعاون لأقصى الدرجات؛ من خلال السلوكات الإيجابية البناءة التي من شأنها أن تعزز الدور المحوري للدولة عالمياً.
سلام أبوشهاب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
