عادي
مجلس «الخليج» الرمضاني في ضيافة محمد راشد رشود

استدامة الأبناء المالية والإنفاق بحكمة.. مسؤولية الأسر

02:12 صباحا
قراءة 5 دقائق
خلال الجلسة

متابعة: جيهان شعيب

«الاستدامة المالية لدى الأبناء».. كان عنوان جلسة «الخليج» الرمضانية التي استضافها محمد راشد رشود رئيس مجلس أولياء أمور مدينة دبا الحصن، وتناولت محاور عدة دارت حول كيفية بناء قدرات الأبناء المالية، وكيف يمكن للأسر تعليمهم الادخار والإنفاق بحكمة، وتعزيز وعيهم بالمسؤولية المالية والاستثمار، وتعليمهم روح الريادة والابتكار المالي، وذلك في حضور حشد من الفعاليات المجتمعية بمدينة دبا الحصن.

في مستهل الجلسة، أكد محمد رشود أن مجلس أولياء الأمور ارتأى أن يتماشى مضمون الجلسة مع احتفاء الدولة بعام الاستدامة، لغرس التربية الاقتصادية لدى الأبناء، وإكسابهم السلوكيات التي تمكنهم من إدارة أمورهم المالية مستقبلاً، وذلك باصطحابهم خلال التسوق، وإشراكهم في شراء المستلزمات، وغرس سلوك الادخار فيهم.

1
محمد رشود

القدوة الحسنة

أكد أحمد عبدالله النقبي، الذي أدار الجلسة، أهمية الجلسات الحوارية، لوضع اليد على التحديات والخروج بتوصيات مفيدة، ولا شك أنه من الضرورة تنمية الصفات الحميدة لدى أجيال المستقبل، التي ورثناها من الآباء، وحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وحين نقول بناء القدرات المالية، فلا بد أن نبدأ من أولياء الأمور، حيث لا بد أن يكونوا القدوة الحسنة للأبناء، فإذا كان الأب يرشد في الإنفاق سيتبعونه.

وأضاف أنه لا بد أن نعلم الأبناء الادخار وتجنب الإسراف والإنفاق باعتدال، إضافة إلى تشجيعهم على أن تكون لهم ريادة أعمال، عن طريق المراقبة والمتابعة والملاحظة، وأن نتصرف مع الأبناء بحكمة، ووضع أهداف مقنعه لهم حول فوائد الادخار وأهميته. وعقب محمد رشود قائلاً: «لا بد أن يضع أولياء الأمور جدولة للأبناء، عن كيفية إدارة المال، بحيث يكون جزءاً منه للادخار، وجزءاً للأعمال الخيرية، وآخر لمصروفهم اليومي، حيث إن الجدولة تعمل على خلق الاستدامة المالية لديهم».

التربية بالقدوة

قال سليمان بن جمعوه رئيس مجلس مدينة دبا الحصن التابع لمجلس الضواحي، إن التربية الحقة تتأتى عن طريق القدوة، فمجالس الآباء من قبل كانت عامرة بوجود الأبناء، الذين كانوا يتعلمون عملياً، وليس نظرياً، وإذا رجعنا إلى ذلك مع أبنائنا سيكون له أثر إيجابي كبير، لافتاً إلى أن المال وإن كان فتنة، فالعالم كله يلجأ إلى الادخار وإدارة الأعمال.

وهنا روى سالم عبيد العضب تجربة شخصية مر بها مع اثنين من أبنائه، حيث توجها للدراسة الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية، وسكنا سوياً، وبعدها استقل أحدهما عن الآخر في سكن منفصل، وقام مراراً بتغيير مقر سكنه وسيارته، وبعد أن انهيا دراستهما الجامعية، عادا إلى الدولة، وقد ادخر الأول مبلغاً جيداً، لاعتماده على خطة في الإنفاق، فيما جاء الثاني مديوناً.

وقال: «إذا أنفق الفرد على شراء الملابس مرتفعة الثمن والكماليات، فلن يستطيع الادخار، وهناك نساء يستدن لشراء حقائب، الواحدة منها يصل سعرها إلى 50 أو60 ألف درهم، وهناك رجال يشتري الواحد منهم سيارة ب 600 ألف درهم، ويظل يردد إنه مديون، لأنه تطلع للأعلى منه، وأنفق أكثر مما تتيح له إمكاناته، في حين لا بد أن ينفق الفرد على ضوء مقدرته فقط، أما الأبناء بشكل عام فإنهم ينتهجون نهج الآباء، وبالتالي قد تعاني الأسرة نقصاً في السيولة المالية».

منهجية للإنفاق

وصلت الكلمة إلى أحمد عبدالله بن يعروف رئيس المجلس البلدي في دبا الحصن فقال: «أنا شخص مسرف، ورغم رواتبنا الجيدة، فإنه لا يتبقى حتى نهاية الشهر ألفي درهم، لكن لدي تجربة بسيطة مع الأبناء بدأتها عام 2017، حين سافرت مع أسرتي إلى بريطانيا، حيث كلفت ابني الأوسط الذي كان عمره حينها 14 عاماً، بمسؤولية إدارة الأمور المالية، وأعطيته مطلق الحرية، واليوم هو الوحيد غير المتطلب، بل والقادر على وضع منهجية لإنفاقه وفق مصروفه، حتى الكمبيوتر يشتريه لنفسه.

أما محمد إبراهيم السلامي، فتحدث عن أنه ليس لديه تجربة للادخار، لأنه يتعامل مع الحياة من مبدأ «وأما بنعمة ربك فحدث»، وبالتالي لم يعوِّد أبناءه على الادخار، وكل ما يحتاجونه يوفره لهم، حتى لا يشعرون أن هناك من هو أفضل منهم، قائلاً: «من وجهة نظري الشخصية، لا بد أن يعمل الفرد موازنة في الإنفاق، ويعلم الأبناء أن التوازن من مبدأ الادخار، فمادام لدى الإنسان مقدرة مالية، فلا بد أن يوفر ما يحتاجه حتى لا يكون أقل ممن حوله».

ورد محمد أحمد النعيمي قائلاً: «إن الادخار عنصر مهم في الحياة، لكن لا بد من النظر لفئة ذوي الدخل المحدود، الذين لا يستطيعون ذلك، لذا أقترح عمل صندوق نقتطع فيه مبلغاً رمزياً، لنساعدهم حال تعرضهم لأي طارئ، والحقيقة أني أحضرت (حصّالة) لأبنائي للادخار فيها للمحتاجين، حيث قلت لهم إن هناك أشخاصاً ليس لديهم حليب ولا طعام لأطفالهم، فأصبحوا يدخرون فيها، وحدث أن وضعوا فيها ما تبقى معهم من نقود اللعب عقب انتهائهم منه، فتأكدت حينذاك أن تعليمي لهم لم يذهب هباء».

زرع القيم

أكد د. خالد علي الهنداسي ضرورة الادخار، قائلاً إنه علَّم ابنه الأكبر الادخار، وبالفعل وخلال عام واحد استطاع الزواج وإقامة حفل عرس كبير، ومن ثم تكوين أسرة دون معاناة مادية أو استدانة أو أقساط بنكية، وأضاف: «لا بد أن ننفق وفق وضعنا الاقتصادي، ومقدرتنا المادية، دون النظر لغيرنا، فعقب راشد الغول قائلاً: أهم شيء هو زرع القيم الأصيلة في الأبناء، لا بد أن نعلمهم الأسس والمفاهيم حول كيفية أن تكون لديهم قدرات مالية، والتخطيط لمشاريعهم المستقبلية، فقال أحمد النقبي: لا بد أن ننمي قدرات ومواهب الأبناء بالطريقة الصحيحة».

والتقط جمال بن يعروف أطراف الحديث، وقال إنه منذ سنوات وعندما كان يعمل معلماً في مدرسة الخالدية لمادة السلوك، اقتطع جزءاً من الحصة الدراسية لتفعيل سلوكيات الطلبة إلى الأفضل، وبالفعل اختار طلبة الصف السادس الابتدائي، وبدأ يعطيهم بعض الإرشادات حول كيفية أن يكون الطالب شريكاً في الحفاظ على نظافة الفصل، لتجنيب المدرسة خسارة مادية في الإنفاق، لقيامها بتكليف عمال بذلك، وفي الوقت ذاته طلب من رئيس عمال النظافة، تصوير الفصل مرتين يومياً، وجاءت النتيجة إيجابية بنسبة 70%. وتدخل عصام نشأت، معلم بمدرسة الخالدية، للتعقيب قائلاً: «يمكن أن ننظم محاضرات للأبناء عن كيفية أن يشتروا فقط ما يحتاجونه».

من جانبه، أشار جمعه عبدالله المغني رئيس مجلس الضواحي والقرى بمنطقة الخروس، إلى أنه استطاع ادخار مبلغ، تمكن به من بناء بيت وتعليم أبنائه، قائلاً: «الدولة هدفها جودة حياة الفرد والمجتمع، والجميع شركاء في تلك المسؤولية، ولا بد من استدامة اللغة والعادات، والموروث الشعبي، حيث ذلك يعزز حياة الإنسان في جميع المجالات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/vc4bj6ur

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"