عادي

9 نصائح للتغلب على العقبات مهما كبرت

22:06 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: أحمد البشير

إنّ العقبات قد تكون كبيرة، لكنّ إرادة الإنسان أكبر، والفشل الدراسي، على سبيل المثال، لم يقف ولا ينبغي أن يقف عقبة في طريق آينشتاين وآخرين أثروا في البشرية عبر إبداعاتهم الباهرة ولم يكونوا في مطلع حياتهم الدراسية بناجحين أو متفوّقين؛ بل عدّوا من الفاشلين دراسياً.

إن من أكثر العوامل المؤثرة في النفس هو التجديد والتطور، والحركة. فمنذ بداية تكوين الإنسان وهو في نمو مستمر وحركة دائمة؛ وذلك من ناحية التطوّر البيولوجي للجسم، والتطوّر الفكري والمعرفي بحثاً عن الجديد للاستفادة منه. فمثلاً بالنظر إلى الطفل الصغير، نجد أنه دائم السعي وراء معرفة كلّ شيء، وحينما يبدأ بالحركة في المنزل يبدأ في لمس الأشياء والتعرف إليها وتبلغ سعادته أقصاها حينما يتعرف إلى شيء جديد.

ومن المثير أن هذه الصفة تظل ملازمة للفرد مدى حياته في مختلف فترات نموه؛ لذا نجد أن الجديد دائماً يثير في أنفسنا الرغبة وراء البحث ويشحذ طاقاتنا للتحرك، ويعطينا قدراً من المتعة واللذة النفسية والشعور بأن هناك طعماً للحياة.

لذا فإن الشعور بالضيق والخمول وغيرهما من مختلف المسمّيات ليس إلا نتاج عملية ركود وكسل؛ حيث لا يوجد جديد فيما نقوم به، فنفقد الشعور بلذة ما هو جديد ونشوة ما هو خارج عن الروتين اليومي.

ولدحر العقبات التي تقف في طريقك كأحجار عثرة تعرّقل سيرك نحو المستقبل إليك بعض النصائح:

1- اكسر حالة الخوف والتردّد، فالكثير من المخاوف هي أمور وهمّية، والكثير من التردّد لا يقوم على أساس متين. إنّ المخاوف، في أغلب الأحيان، تشبه الطحالب والأدغال التي تنمو بين الأشجار الصالحة فتعيق نموّها. وقد دلت التجربة على أنّ التهيّب والإحجام حرما البشرية من إبداعات مهمّة، كما أنّ الجرأة والإقدام والاقتحام منحتها العديد من الروائع والإبداعات والإنجازات الفخمة التي ما كانت لترى النور لولا شجاعة وإصرار أصحابها على خوض التجربة، وتوطين النفس على تحمّل الصعاب والنتائج مهما كانت.

2- الأمل قبس أو مشعل نحمله لبلوغ مرحلة النهاية. فالطريق إلى المستقبل قد تبدو موحشة مظلمة ولابدّ في الرحلة إليها من نور يضيء العتمة؛ ذلك هو نور الأمل الذي يضيء جوانحنا فيضيء ما حولنا. فنحن لا نحتاج إلى مصباح خارجي في تلك الرحلة النبيلة الشريفة؛ بل إلى نور يشعّ في داخلنا ويومض كلّما خبا أو تضاءل سيرنا باتّجاه الهدف، ذلك هو الإيمان الذي ينبعث نور الأمل من سراجه. وقد قيل في بعض الأمثال: «في مملكة الأمل لا يحلّ الشقاء».

3- الشباب يصنع المستقبل. تذكَّر ذلك دائماً، ففي هذه المرحلة الحيوية من عمرنا تتّخذ القرارات شكل الحماسة والاندفاع لتحقيق الطموحات مهما كانت صعبة وكبيرة. إنّنا في مرحلة إثبات الذات وفي سبيل تحقيق ذلك يبرز التحمّس كخميرة مهمّة من خمائر تحقيق الآمال العريضة والأحلام الواسعة. لكنّ الحماس ليس كلّ شيء، فأنت حينما تريد الوصول إلى نقطة بعيدة تحتاج إلى توفير وسيلة السفر المناسبة والزاد وهو متاعك الذي يعينك في المضيّ بالرحلة إلى نهايتها.

4- ابحث عمّن يعينك في صناعة المستقبل أو الوصول إليه، فمهما كانت إرادتنا قوية، وأملنا وطيداً، وثقتنا بأنفسنا عالية، فإنّ ذلك لا يمنع من أن نستفيد من تجارب غيرنا ونصائحهم وإرشاداتهم.

5- لا تتعجّل الوصول، فلكل طريق مسافة، ولكل طبخة أمد معيّن فوق النار حتى تنضج، ولو زدنا في النار لاحترقت، ولو خفَّضنا النار لتأخَّر نضوجها، فخير الأُمور أوسطها. ولكي نصل إلى مبتغانا بسلامة، علينا بالتأنِّي غير المتردِّد ففي التأنِّي السلامة وفي العجلة الندامة.

6- لنعترف بأخطائنا وتقصيرنا، فتلك خطوة مهمّة في السير باتّجاه المستقبل.

ومن الخطأ أن نُحمِّل غيرنا المسؤولية وننسى أنفُسنا، فبعض الشبان يحلو له أن يُحمِّل والديه المسؤولية وتبعات فشله من دون أن ينظر إلى مسؤوليته وحصته في هذا الفشل الذي ليس من الضروري أن تكون أسبابه ذاتية بحتة، فقد تكون هناك موانع حقيقية تحول دون الوصول إلى نقطة المستقبل، الذي يبقى ممتدّاً ما امتدّت الحياة، ولكنّها النقطة التي نحدِّدها كهدف مرحلي معيّن.

7- دعونا من التفكير بالمشاريع الكبرى التي لا طاقة فعلية لإنجازها، أو لا إمكانات متاحة لتحقيقها. ولقد صدقَ مَن قال: إن العائق الكبير للوصول إلى السعادة هو انتظارنا سعادة كبرى. فليس في الحياة سعادة مثل هذه. فلنحمل الطموح بين جوانحنا، لكنّنا لا يجب أن نُبالغ ونُغالي في رسم خطط أوسع من قدراتنا.

8- اعطِ اهتمامك لعمل تحبّه لتكون مبدعاً نابغاً فيه، فتعدّد الاهتمامات يُضيِّع أو يُقلِّل من فرص الإبداع. وكلّما منحت عملك واختصاصك همّك الدائم، كنت أقدر على تحقيق قفزات فيه. وفي بعض الأمثال: «إذا أردت أن تكون لك بئر أحفر في مكانٍ واحد».

9- اقرأ كتاباً يمدك بمعلومة جديدة أو تسلية ممتعة وتشارك مع أصدقائك فيه. كما يمكنك التحدث مع أصدقائك من خلال شبكة الإنترنت، فإدخال السعادة والبهجة على الآخرين يكون له تأثيره العميق في نفس الإنسان. إن التجديد والتغيير هما أكثر الثوابت في حياتنا التي نحتاج إليها باستمرار كاحتياجنا للماء والهواء؛ لذا لا تبخلوا على أنفسكم بالتجربة، فهي في حد ذاتها تغيير.

ولا تنسَ أيضاً أنّنا في زمن الاختصاصات العلمية والأدبية والحقلية والمعرفية، وليس هناك أي حدّ فاصل أو نهاية محتومة لمزيد من التخصّص. كن على استعداد دائم لتقديم الأفضل والأكثر إبداعاً وابتكاراً. ليكن أُفق طموحاتك واسعاً سعة طاقاتك. حدّق في البعيد، واقطع الأشواط الموصلة شوطاً فشوطاً، ولن يتأتّى لك ذلك ما لم تُعطِ وقتك كلّه، وتفكيرك كلّه، وحبّك كلّه لعمل تجد نفسك فيه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3pmd7j98

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"