عادي

أعلاف من نفايات الطعام

00:41 صباحا
قراءة 4 دقائق
فريق عمل متخصص
مريم المهيري وهيثم الرياحي خلال تدشين المشروع
نموذج من المنتج النهائي

العين: راشد النعيمي

تمتلك شركة «سيركا بيوتك» أول مشروع في المنطقة لإعادة تدوير النفايات العضوية واستخدامها في إنتاج أعلاف حيوانية وسمكية باستخدام الحشرات، وهي فكرة مبتكرة تستلهم الاستدامة وتحقق أهدافها، وتواكب توجهات الدولة في هذا الإطار، وتعتمد على استزراع واستخدام حشرات «ذبابة الجندي الأسود» التي تتغذى على بقايا الطعام، ثم تصبح هي نفسها علفاً للحيوانات، وتتحول فضلاتها إلى سماد عضوي يتم تحويله إلى أعلاف وبروتينات حيوانية وأسمدة عضوية وزيوت صناعية، بهدف توفير فرص اقتصادية مستدامة من خلال معالجة التحديات الناتجة عن تراكم النفايات بطرق طبيعية.

تم تأسيس «المزرعة» في مدينة مصدر أبوظبي التقنية، وقد أسستها «سيركا بيوتك» بهدف تحسين إدارة النفايات العضوية في المدن الحضرية، حيث تنتج المدن الضخمة، مثل دبي، كميات كبيرة من النفايات العضوية التي يتم التخلص منها بشكل مباشر في مدافن النفايات، حيث إنه في الإمارات العربية المتحدة وحدها، يتم إنتاج نحو 197 كغم من نفايات الطعام لكل مقيم سنوياً، أي ما مجموعه 2،000،000،000 كغم من نفايات الطعام.

وتعتمد فكرة المشروع على استزراع واستخدام حشرات «ذبابة الجندي الأسود» التي تتغذى على بقايا الطعام، ثم تصبح هي نفسها علفاً للحيوانات، وتتحول فضلاتها إلى سماد عضوي يتم تحويله إلى أعلاف وبروتينات حيوانية، وأسمدة عضوية، وزيوت صناعية ويمكن أن تكون يرقات ذبابة الجندي الأسود المحصودة مصدراً مستداماً للبروتين لمزارع الأسماك والدجاج في جميع أنحاء البلاد، لتحل محل الحاجة إلى مسحوق السمك ووجبة فول الصويا.

​أول مشروع

كانت وزارة التغير المناخي والبيئة وقّعت مذكرة تفاهم مع «سيركا بيوتك ليمتد»، لإقامة أول مشروع على مستوى المنطقة لاستخدام الحشرات لإنتاج أعلاف من النفايات العضوية، وجاء توقيع الاتفاقية عقب جولة بمقر الشركة في مدينة مصدر في أبوظبي.

وتأتي الاتفاقية في إطار الجهود المستمرة لدولة الإمارات لتحقيق أمن غذائي مستدام مبني على الابتكار والتنمية الخضراء، والحد من تأثيرات التغير المناخي، ويعد هذا المشروع أحد الحلول الابتكارية لتحقيق تلك التوجهات، وهو معالجة التحديات الناتجة عن تراكم النفايات، عبر الاعتماد على حلول تستند إلى الطبيعة من دورها خلق فرص اقتصادية مستدامة تعزز مرونة سلاسل إمداد الغذاء عبر تحويل النفايات من عبء بيئي إلى مورد اقتصادي، ما من شأنه تعزيز قطاع التكنولوجيا الزراعية والغذائية.

وعن تفاصيل المشروع، تحدث هيثم الرياحي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي ل«سيركا بايوتك» وقال، إن الشركة ضمن توجهاتها لإيجاد حلول ابتكارية لتعزيز قدرات تحقيق الاستدامة، طوّرت عملية مبتكرة لإعادة تدوير نفايات الطعام، وتحويلها إلى علف حيواني غني بالبروتينات باستخدام الحشرات، وهو حل قابل للتطبيق التجاري، لتعزيز عمليات إنتاج العلف الحيواني باستخدام عملية مستدامة محلياً، على نطاق صناعي كامل، ونخطط لإنتاج 22 ألف طن من علف الحيوانات، سنوياً.

وأضاف أن الشركة تعمل عبر هذا المشروع المبتكر على إنتاج أسمدة عضوية بمعدل 1.5 طن شهرياً، وستتوسع لاحقاً بإنتاجها عبر معالجة 200 طن من نفايات الطعام يومياً، وإعادة تدويرها إلى سلسلة القيمة الغذائية للمساهمة في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الأعلاف الحيوانية للماشية، والتقليل من الاعتماد على المساحيق السمكية في صناعة الاستزراع المائي، والتي تشهد عدم استقرار، وتزايداً في الأسعار بسبب ندرة العرض، علماً بأن كلفتها تصل إلى 70% من كلفة صناعة الاستزراع.

أعلاف مميزة

ت تميز الأعلاف المنتجة بغناها بالبروتينات والدهون والمعادن والفيتامينات وقيمتها الغذائية العالية، وبإمكانية حصاد اليرقات كل 14 يوماً، نظراً لدورة الحياة القصيرة للذبابة التي تدوم 45 يوماً، والخصوبة العالية التي تتمتع بها، وكونها لا تحمل الأمراض، ولا تسبب أي أضرار، أو آفات، وهي من الأنواع غير الغازية، ويتم التحكم فيها ضمن بيئة خاضعة للرقابة الصناعية وأجهزة استشعار تسجل لحظياً الحرارة والرطوبة وثاني أوكسيد الكربون، وضمن إضاءة مدروسة تضمن الاستخدام الأمثل للموارد، واستهلاكاً قليلاً للمياه وسط تأثيرات منخفضة لتغير المناخ والانبعاثات.

ويتمثل الهدف الأول لشركة «سيركا بيوتك» التي سبق وشاركت في مسابقات عدة لريادة الأعمال في الإمارات، في تحسين إدارة النفايات العضوية بالمدن الضخمة، خاصة النفايات العضوية التي يتم التخلص منها بشكل مباشر في مدافن النفايات، حيث إن حصة كل شخص في الإمارات نحو 197 كغم من نفايات الطعام سنوياً، يمكن معالجتها لإنتاج أسمدة عضوية عالية الجودة تستخدم في تربية الأحياء المائية والإنتاج الحيواني بالقرب من هذه المدن.

منتجات متنوعة

تنتج الشركة حالياً مجموعة من المنتجات، من ضمنها يرقات (BSF) المجففة، حيث تتم زراعتها محلياً إلى حيث يتم جمع النفايات العضوية، ما يقلل من انبعاثات الكربون، ويتم تجفيف جميع اليرقات في الفرن وتغذيتها بعلف قبل الاستهلاك، كما يتم إنتاج وجبة البروتين عبر مسحوق البروتين الخاص والمصنوع من يرقات ذبابة الجندي الأسود المجففة، حيث تمت إزالة محتويات الزيت والماء من مسحوق البروتين لإنتاج مزيج يحتوي على نسبة عالية من البروتين يمكن دمجه في علف الماشية وتربية الأحياء المائية. ومع وجود كميات منخفضة من الرطوبة في مسحوق البروتين، فإن مدة صلاحيته مستقرة وطويلة.

كما يتم إنتاج النفط والديزل الحيوي نظراً لأن زيت (BSFL) غني بحمض اللوريك، الموجود بشكل شائع في زيوت جوز الهند، وزيوت النخيل، وله تأثيرات مضادة للجراثيم، ما يطيل من مدة صلاحيتها. وتستخدم الزيوت التي تحتوي على مثل هذه الملامح الحمضية في تغذية الماشية وتربية الأحياء المائية وحتى الحيوانات الأليفة، وتشمل الاستخدامات الإضافية لهذا الزيت الأغراض الطبية والديزل الحيوي.

وتشمل المنتجات أيضاً، سماداً عضوياً، وهو منتج ثانوي لزراعة يرقات ذبابة الجندي الأسود، تتكون بشكل عام من براز اليرقات، ويعد هذا السماد الطبيعي مزيجاً غنياً بالمغذيات بنسب متوازنة، كما يتم إنتاج الكيتين التجاري الحالي من نفايات المحار من خلال المعالجة الكيميائية، حيث يعد الكيتين اللبنة الأساسية للهياكل الخارجية الموجودة في الحشرات، والتي تشمل يرقات ذبابة الجندي الأسود، ويحتوي على مستويات نقاء عالية، وسيكون متاحاً لتنقية المياه والأغراض الصيدلانية ومستحضرات التجميل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdzkx3zb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"