عادي
يحدد الموقع بدقة 98%

ذكاء يتحدى تسريب المياه

00:06 صباحا
قراءة 4 دقائق
خلال مسابقة كأس التخيل في أبوظبي
جانب من مشاركتهما في إحدى المسابقات
المبتكرتان خلال استعراض النظام الجديد للحد من تسريب المياه

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

تماشياً مع إعلان حكومة دولة الإمارات إعلان العام الجاري 2023 عاماً للاستدامة، واستغلالاً للتطور التكنولوجي الهائل التي تعيشه الدولة حالياً في مختلف المجالات ضمن نتائج الثورة الصناعية الرابعة، بادرت طالبتان إماراتيتان بتطبيق مجال دراستهما وشغفهما في ابتكار يعزز الاستدامة في الدولة، ويخدم البشرية بشكل عام عبر الحفاظ على أحد الموارد الطبيعية المياه التي لا يمكن مجتمع سواء بشري أو حيواني العيش بدونها. ومن هنا استوحي النظام المبتكر للحد من هدر الماء خاصة في المزارع فكرة «كل قطرة تفرق».

الصورة

ابتكرت الطالبتان وديمة خالد الكعبي التي تدرس بقسم هندسة الكمبيوتر، ومروة عبيد المزروعي التي تدرس هندسة ميكانيكية، وكلتاهما من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، نظاماً ذكياً يكشف تسريب المياه في أقل من ثانية «فيمتو ثانية»، عبر أنظمة متخصصة.

وأوضحت الطالبة وديمة خالد الكعبي أن النظام المبتكر متصل بتطبيق هاتفي يمكن تحميله من مختلف متاجر الهواتف الذكية كأبل وأندرويد، ويتميز النظام بقدرته على الكشف عن تسريب المياه من خلال إرسال إشعار عن طريق التطبيق، لإبلاغ وتنويه المستخدم بحصول تسريب، مع تحديد موقع التسريب بدقة تصل إلى 98%.

وبينت أنه ضمن خطوات ابتكار النظام تمت مراعاة برمجة التطبيق الذكي لتحميله على مختلفة أنظمة الهاتف، وذلك لتسهيل استخدام النظام، وتحقيق أعلى نسبة استفادة لأفراد مجتمع دولة الإمارات، ولاستغلال مواردها الاستغلال الأمثل.

وقالت إن النظام المبتكر يعمل عن طريق أجهزة استشعار متعددة ومتخصصة ومتركزة على أنابيب المياه المتواجدة في المزارع أو البنايات السكنية، ويستخدم النظام مستشعر الضغط، والرطوبة، ودرجة الحرارة، والموقع، للكشف عن أي تسريب متواجد في الأنابيب، مشيرة إلى أن أجهزة الاستشعار متصلة بالبرنامج السماوي الذي أنشأناه عن طريق موقع (Microsoft azure) حيث يتم تمثيل البيانات التي تم جمعها من المستشعرات في المخططات، وفي حال حدوث خلل في تلك البيانات سيتم إرسال تنويه عبر الايميل مع موقع التسريب.

نظام فعال

ولفتت إلى أن النظام المبتكر يعمل عبر أنظمة استشعار مختلفة وبرنامج مخصص يتلقى البيانات التي تحصل عليها أجهزة الاستشعار، وبالفعل تم تطبيق النظام على أرض الواقع وتجربته بمحاكاة لترسيب المياه وأثبت النظام فاعليته العالية جداً وكفاءته في الحد من تسريب المياه.

من جانبها قالت مروة عبيد المزروعي أن فكرة النظام أتت بسبب مقالة قرأتها بعنوان «يتم فقدان 10% من مياه الإمارات بسبب تسرب المياه غير المكتشف»، ومن ثم قررت ابتكار نظام يسهل الآلية التقليدية المتبعة والمتمثلة في القيام بالفحص الدوري على خزانات وصنابير المياه للتأكد من عدم وجود تسريبات، تحديد مسؤول للقيام بالكشف عن أي تسرب أثناء الغياب عن المنزل لفترة طويلة وإعلام الجهات المسؤولة عن وجود أي تسربات أو كسر في خط الأنابيب الرئيسي الخارجي».

وذكرت أن التطبيق الهاتفي المتصل بالنظام يتضمن عدة خيارات لتنبيه المستخدمين هي: إرسال رسائل نصية هاتفية، أو عبر الإيميل الشخصي المسجل في التطبيق، أو التنبيهات المختارة للتطبيقات المختلفة، وذلك للحد من إهدار المياه، ومعالجة التسريب في أقرب وقت.

النتيجة في ثانية

وأكدت أن التطبيق لا يعمل إلا عبر الإنترنت الذي أصبح متاحاً في كل بقاع الأرض تقريباً، في المنازل والمدارس والمراكز التجارية والمواصلات العامة، وفي بعض الدول متاح في الشوارع للمارة دون دفع أي رسوم، الأمر الذي يزيد من فاعلية النظام.

ولفتت إلى أن المدة المستغرقة لإبلاغ المستخدم بوجود تسريب تتم في نفس الثانية، حيث إن النظام ذكي يعمل عبر مستشعرات دقيقة جداً، ترصد التسريب في أجزاء من الثانية وتخاطب العمل للتنبه والحد بنسبة 100% من هدر المياه.

وأشارت إلى أن أبرز الدوافع وراء ابتكار النظام هو النقص في المياه، بسبب المناخ الصحراوي، لذلك تعتمد بشكل كبير على تحلية مياه البحر لتوفير مياه صالحة للشرب، كذلك قامت الدولة ببناء عدة سدود للمحافظة على الثروة المائية، ووضعت استراتيجية للأمن المائي لضمان استدامة واستمرارية الوصول للمياه خلال الظروف الطبيعية وظروف الطوارئ القصوى.

الاستدامة أولوية

وقالت تركيزنا كطلاب على مشاريع ذات علاقة بالاستدامة، نابع من اهتمام دولة الإمارات الذي أولته في مشاريع السدود وتجميع مياه الأمطار، والتي بدورها تساهم في الحماية من الفيضانات ومخاطر الانجراف، إضافة إلى تحسين لنوعية وكمية المياه الجوفية عن طريق زيادة معدلات التغذية، لذلك دورنا يأتي لاستكمال ما بدأته الدولة وهو الحفاظ على الموارد الطبيعية.

وأوضحت أنها مع زميلتها وديمة الكعبي فازتا بالمركز الثاني في مسابقة كأس التخيل التي تطرحها شركة مايكروسوفت، وتأهلتا لتكونا ضمن الفرق الست الأوائل على مستوى الدولة من أصل مئات الفرق المشاركة، فضلاً عن مشاركتهما في مسابقات عدة منها النسخة الرابعة عشرة من مسابقة الابتكار العربي، والتي حصلتا خلالها على المركز الثاني على مستوى الدولة، ومسابقة «فكر العلماء»، والتي حصلتا فيها على المركز الثالث على مستوى الدولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ybh8jx2n

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"