عادي
يدير مركزاً للتنمية الذاتية والرفاهية

عبد الله الحمادي: نعزز نفسية الفرد لدعم تقدم المجتمع

22:52 مساء
قراءة 4 دقائق
أثناء تقديم إحدي حلقات برنامج الدعم النفسي التوعوي

الشارقة: مها عادل

في تفاصيل الحياة اليومية الكثير من التحديات والضغوط التي تلقي بثقلها على الصحة النفسية في صورة قلق وتوتر وأرق و إحباطات، وإذا كان الكثير من الناس يهتمون بممارسة الرياضة أو اتّباع حمية غذائية سليمة للتغلب على المشكلات البدنية، فإن المشكلات المعنوية والضغوط النفسية قلما تجد من يهتم بمتابعتها وعلاجها بشكل دوري ومتصل. وهكذا نجد الكثيرين يذهبون إلى ال«Gem» ويدركون فوائده، بينما القليلون من يدركون أهمية التدريبات النفسية وأثرها في تحسين جودة الحياة وعلاج الضغوط والتوتر الذي تسببه تفاصيل الحياة اليومية خاصة في المدن الكبرى وسط الزحام والمنافسة وساعات العمل الممتدة والتحديات التي تثقل كاهل الكثيرين وقد تعوق تقدمهم ومسيرة أوطانهم.

1
عبد الله الحمادي

عبد الله الحمادي شاب إماراتي تبع شغفه وصاحب حلمه، وأدرك حاجة المجتمع إلى هذا النوع من المراكز المتخصصة التي تنطلق من مفاهيم علمية وتعمل على تقديم خدمات متنوعة تحقق الدعم النفسي والمعرفي والتثقيفي لجميع أفراد المجتمع، وتخلصهم من توتر الحياة وضغوطها المتزايدة. وبعد أن أنهى دراسته لعلم النفس في بريطانيا وحصل على درجة الماجستير في علم النفس التطبيقي من جامعة كوفنتري، استقال الحمادي من العمل طياراً مدنياً وقرر أن ينشئ «مركز أروزا للتنمية الذاتية والرفاهية». وقدم على مدى السنوات الماضية تجربة مميزة في العمل الخاص الذي يستند إلى العلم لتقديم خدمة غير تقليدية يحتاجها المجتمع المحلي، وحرص على أن يوفر جانباً من هذه الخدمات بشكل مجاني ليشجع قطاعات أكبر من الناس على البحث عن وسائل لتحسين جودة الحياة التي يعيشونها، إيماناً منه بأن المجتمع السليم يقوم على أكتاف أشخاص أصحاء نفسياً، فلا يمكن أن يكون طريق النجاح والمستقبل المزدهر مفروشاً بالإحباطات والاكتئاب والتوتر، بل كلما تحسنت الصحة النفسية للأفراد، كانت داعمة للمجتمع على مواصلة مسيرة التقدم والرقي، فالصفاء الذهني والسلام النفسي أولى خطوات النجاح بالحياة.

بكثير من الحماس يتحدث عبد الله الحمادي عن الخدمات التي يقدمها المركز فيقول: «لدينا العديد من البرامج التي تشجع على ممارسة «اليوجا» والتأمل والوصول إلى الصفاء الذهني، ونحرص على تشجيع المنخرطين في هذه البرامج على تعزيز العمل الجماعي والاستفادة من خلق شبكات من التعاون والتواصل فيما بينهم، وعلى سبيل المثال لدينا برنامج بعنوان«جست ستارت»، أو «فقط ابدأ»، وهو عبارة عن جلسات علاجية شهرية للفضفضة، من خلالها نستضيف مجموعة من الراغبين في مشاركة أفكارهم وخبراتهم واهتماماتهم مع آخرين، ويتبادلون الأفكار على مدى ساعة، وبعدها تخصص بضع دقائق للأسئلة والمناقشة حولها، والهدف من هذا البرنامج هو تحقيق الاستفادة الكبرى للمشاركين، حيث يدعمون بعضهم بعضاً ويجد كل منهم من يستمع إليه ويشجعه ويتبادل معه الآراء والخبرات.

1
جانب من الجلسات التدريبية بالمركز

ويضيف عبد الله الحمادي: هذه الجلسات ننشرها على الإنترنت وهي تمثل جانباً من الخدمات المجانية التي يقدمها المركز، وهناك برنامج مجاني آخر يحمل عنوان «جست بوك»، أو «فقط كتاب»، وهو ينتمي إلى نوعية نوادي الكتب التي تهدف إلى رفع المستوى الثقافي داخل المجتمع من خلال تشجيع عادات القراءة. وفي كل شهر نصوت على اختيار كتاب معين قبل التوصية بقراءته ثم يشارك المنخرطون في البرنامج في جلسات للمناقشة وتبادل الأفكار، وهذا النوع من البرامج لا يؤدي فقط وظيفة ثقافية عبر تشجيع عادة القراءة، لكن له أيضاً وظيفة اجتماعية ونفسية مهمة، فهو يتيح للأعضاء التواصل الاجتماعي والدعم النفسي ومكافحة الوحدة وتغيير المحيط التقليدي بدوائر أكثر رحابة من الأصدقاء الذين تجمعهم اهتمامات مشتركة. وهناك فوائد معنوية ونفسية إضافية من المشاركة في هذه البرامج، إذ نحرص على تقديم الدعم النفسي لمكافحة الوحدة والإحباط والتخلص من التوتر، ولذلك تبدأ الجلسات بتمارين «اليوجا» التي توفر التضامن بين أفراد المجموعة عبر تدريبات التنفس وتجديد الطاقة.

طاقة إيجابية

يعرب عبد الله الحمادي عن سعادته لأن تجربته مع المركز أكملت عامها الثالث، وأنه نجح في أن يؤسس لفكرة تحسين جودة الحياة ويدفع الكثيرين للعمل على خلق طاقة إيجابية تحيط بهم وإدراك أهمية أن يعملوا بشكل دائم في برامج جماعية من هذا النوع. ويشير إلى نجاح المركز في استقطاب العديد من أبناء الجنسيات العربية والأجنبية سعياً للانخراط في برامج تدعمهم، مثل جلسات «اليوجا» والتأمل والصفاء الذهني، لأن الحياة أصبحت مشحونة بالتوتر ومسؤولياتها ضاغطة لأقصى درجة، ما يؤثر في قدرة الأفراد على تحقيق التوازن النفسي والرضا عن الذات وعن محيط الفرد وبيئته.

ويقول: هناك العديد من البرامج التي نعمل باستمرار على تجديدها لاكتساب المزيد من المشاركين مثل استخدام الموسيقى في تنظيم التوازن النفسي وتدعيم العمل الإيجابي، وهناك أيضاً برنامج أسبوعي، نتحدث فيه عن مواضيع مختلفة في الحياة مثل الصحة العاطفية والصحة العقلية والعلاقات الاجتماعية والأسرية.

مقومات

يوجّه المركز جزءاً من اهتمامه إلى الأسرة بمكوناتها، ويقول عبدالله الحمادي عن ذلك: البيئة التي تحيط بالأبناء في البيت مهمة للغاية في تكوين صحتهم النفسية، بداية من تنظيم الأثاث والألوان مروراً بالتهوية الجيدة والإضاءة المناسبة وصولاً إلى طبيعة الحوارات وأسلوب معاملة الآباء لأبنائهم، لأن من أهم مقومات الصحة النفسية للأبناء وجود القدوة بالبيت، وعدم انشغال الأهل عن أبنائهم بالشاشات والهواتف وتخصيص وقت للعب معهم، فهذه لحظات ثمينة لا يجب إهدارها. وكلمات التشجيع للطفل والإنسان بشكل عام تحفز وتدعم نفسيته وتمنحه طاقة إيجابية يحتاج إليها الفرد مهما كبر، سواء في البيت أو العمل. ولهذا نهتم في المركز بتنظيم دورات في العلاقات الاجتماعية الناجحة لدعم العائلات، سواء للأزواج أو المخطوبين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/399jhnfb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"