دراما كسر الروتين

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

أكثر من أي عام شعرنا خلال هذا الشهر الفضيل بأن التشكيلة الدرامية متنوعة، هل لأن القضايا كثيرة والاستنساخ شبه غائب والبحث عن قصص جديدة وغير مألوفة نجح في تقديم أكثر من عمل متميز؟ أم أن للدراما القصيرة دوراً في نقلنا بشكل سريع من حالة درامية إلى أخرى، فودعنا حكايات وأبطالاً لنستقبل حكايات أخرى وبوجوه مختلفة ختمنا معها الموسم؟.
الحقيقة أننا عشنا الحالتين معاً، لذا شعرنا بأن الشاشة في رمضان تلونت بمختلف ألوان الدراما ونجحت في كسر روتين ساد طويلاً، جنحت نحو الواقع فغرفت منه الكثير، «تحت الوصاية»، «ستّهم»، «الهرشة السابعة»، «مذكرات زوج»، «النار بالنار»، «حضرة العمدة».. ونعني بالواقع أن القصص اقتربت من واقع الحياة فنسجت منه قصصاً ورسمت أبطالاً من لحم ودم، يشبهوننا ويمكنك أن تصادفهم في حياتك وتعيش مشاكلهم وتعرف معاناتهم وتفرح لأفراحهم.. بجانب طبعاً المسلسلات التي عادت إلى حقب من التاريخ لتنقل صوراً اجتماعية استمتعنا بمتابعتها ولو من باب الانتقال إلى تلك الأجواء والمراحل الزمنية مثل «سوق الكانتو» و«الزند- ذئب العاصي» و«سفر برلك»..
طبيعي أن تنشط حركة الاستفتاءات في ختام شهر رمضان، وتنطلق عملية منح الأصوات لهذا العمل دون ذاك واختيار الأفضل عن كل الفئات وكل من شاركوا في هذا الموسم الغني؛ ولا بد أن نجد تفاوتاً في اختيارات الجمهور وفي اختيارات النقاد أيضاً، خصوصاً أن المتميزين كثر، والأعمال الناجحة كثيرة أيضاً؛ لذا لا يمكن الحكم بشكل قاطع على فشل فلان وتفوق علان؛ فهناك من يرى «جعفر العمدة» الأفضل في رمضان فقط لأنه يحب النجم محمد رمضان وكل ما يقدمه، بينما التعمق في القصص والقيمة الفنية والجهد الذي بذله فريق «تحت الوصاية» ونجاحهم في الخروج عن المألوف في كل شيء من قصة إلى تصوير وديكور وملابس وأداء.. يجعلهم رقم واحد بامتياز، ويجعل من منى زكي أفضل ممثلة هذا العام وبلا أي تردد.
كما قلنا، كثر تألقوا وكثر جعلونا نتفاعل ونتعاطف معهم ونصدقهم، ففي التمثيل برزت أسماء ليست بالضرورة موجودة في الصف الأول بين الأسماء، وسوف نخصص لها مقالاً ونتحدث عنها بالأسماء لأنها تستحق ولأنها ساهمت في إنجاح تلك الأعمال، منهم أحمد عيد وكمال أبو رية ورشدي الشامي وندى موسى وهالة صدقي وغيرهم الكثير حتى الأطفال. 
انتهى شهر رمضان ولم ننته من مشاهدة كل الأعمال، لذا سنواصل الحديث عن كل من يستحق الإشادة، ونبدي الملحوظة على كل من تراجع أو لم ينجح أو راوح مكانه، فللمؤلفين وللمخرجين نصيب كبير من النجاح أو عدمه، ولكل من اجتهد وآمن بأن الفن متعة وكلمة وحقيقة وخيال وإبداع ورقي ألف تحية وتقدير.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5c23naz7

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"