سلوكيات إيجابية

على مدار الشهر الفضيل عشنا روحانيات وقيم رمضان الرائعة، والعادات الرمضانية في أدق تفاصيلها طوال أيام وليالي رمضان والتي عززت من أواصر التواصل الاجتماعي، ما كان له انعكاسات إيجابية على سلوكيات الأفراد لجهة التراحم وتقديم الصدقات والتواصل والتسامح ومساعدة الآخرين، فلماذا لا تظل هذه السلوكيات الإيجابية التي كان كل فرد يحرص على الالتزام بها مستمرة طوال شهور السنة؟
أغلبية أيام رمضان، كان كل فرد يحرص على التواجد المستمر في محيط العائلة وقضاء ساعات رمضان مع العائلة وتحديداً عند الإفطار وما بعد التراويح حتى وقت السحور، وهذه الصورة الرائعة والمثالية تكاد تختفي في الأغلب مع انتهاء إجازة العيد، على الرغم من أهمية هذه اللقاءات وإيجابياتها، فليس من الصعب استمراريتها بعد رمضان ولو بنسبة أقل مقارنة برمضان، والمهم الحفاظ عليها على مدار العام لدورها الإيجابي في حياتنا اليومية وفي تعزيز الترابط الأسري.
الكثير من السلوكيات الجيدة كانت سائدة عند الأغلبية طوال أيام رمضان بما في ذلك تفاصيل التعامل بمن يحيط به الفرد سواء في العمل أو الأماكن العامة وغيرها، فكان الود والتراحم بأجمل صوره سائداً، ويتجلى في تقديم المساعدة وفق القنوات المتبعة، والتواصل المستمر مع الجيران وقضاء أوقات جميلة مع الأقارب والأصدقاء، ومن مارس هذه السلوكيات الإيجابية طوال أيام رمضان ليس من الصعب عليه مواصلتها ولو بوتيرة أقل طوال شهور وأيام السنة.
من السلوكيات التي كانت واضحة في رمضان ولا نتمنى استمراريتها، الإسراف والتبذير في إعداد المأكولات بمختلف أنواعها والتي كانت نسبة كبيرة منها مصيرها صناديق القمامة على الرغم من جهود كبيرة تقوم بها مختلف الجهات ضمن مبادرات وبرامج حفظ النعمة، التي تركز على إعادة تدوير الطعام الذي يتم جمعه وفق آليات معينة ليعاد توزيعه على المحتاجين والفقراء وفق بروتوكولات تراعي جوانب عديدة أهمها التأكد من سلامة الغذاء الذي يتم إعادة تغليفه وإيصاله للمحتاجين. 
الكثير من أولياء الأمور والأسر إن لم تكن أغلبيتها حرصوا طوال الشهر الفضيل على غرس وتعزيز قيم الخير في نفوس الأطفال، بما في ذلك التعاطف مع الآخرين، والعمل على بناء سلوك يومي يتناغم مع طبيعة شهر رمضان، فلنحرص جميعاً على استمرارية هذا السلوك اليومي الذي حرصنا عليه ومارسناه باحترافية عالية في رمضان ليستمر على مدار العام.
[email protected]