عادي

«الميتافيرس» أقرب إليك من العالم الواقعي

22:31 مساء
قراءة 3 دقائق
الميتافيرس

القاهرة: «الخليج»

يؤكد كتاب «الميتافيرس ثورة الإعلام الرقمي» للدكتور فتحي حسين عامر، أن للإعلام دوراً محورياً في عملية التثقيف ومتابعة الواقع والتفاعل معه، بل إن المشروعات التنموية الكبرى لا يمكن أن تنجح إلا بمشاركة الشعوب، وهو أمر لا يتحقق إلا بمساعدة الإعلام في ما يعرف بالتعبئة، من خلال شرح القضايا وطرحها على الرأي العام، وتوصيل الرسائل المختلفة، وقد ظل الإعلام التقليدي لفترات طويلة، يعتمد على أسلوب الاتجاه الواحد، فيصدر من خلال الوسائل التقليدية كالصحف والمجلات والتلفاز والراديو.

يوضح الكتاب أن الإعلام الرقمي مصطلح ممتد للغاية، وهناك اختلاف كبير بين الأكاديميين للوصول إلى تعريف محدد له، لكن يمكن القول إن الإعلام الرقمي هو أي شيء نصل إليه من خلال الأجهزة الرقمية، فهو مجموعة تكنولوجيات الاتصال الرقمي التي تولدت من الاندماج بين تقنيات الحاسب والأجهزة الذكية والوسائل التقنية للإعلام، مثل الطباعة والتصوير والصوت والصورة والفيديو، وللإعلام الرقمي أشكال عدة، فيشمل المواقع الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمقالات والمدونات، والإعلانات المدفوعة وألعاب الفيديو والواقع الافتراضي والإذاعة والتلفزيون الإلكتروني وغيرها من الوسائل.

  • الكلمة العليا

يؤكد الكتاب أن الإعلام الرقمي فرض نفسه بقوة في حياتنا المعيشية، ولم يعد ترفاً أو بديلاً، بل أصبح له السلطة والكلمة العليا في الإعلام، نتيجة تزايد عدد جمهور ومستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بشكل يومي، مع توفيرها خدمات لا حصر لها تسهل التواصل الاجتماعي والعمل والإعلان والتسويق والإعلام، ما أدى إلى فقدان ملايين الصحفيين لوظائفهم خلال العقد الأخير، وتحولت مؤسسات كبرى من النسخ الورقية إلى الرقمية، لتفادي الخسائر ومواكبة الواقع الجديد.

لا يمكن أن نغفل هجرة الإعلانات التجارية من الوسائل التقليدية إلى المنصات الرقمية، فحجم سوق المعلنين ضخم للغاية وبيئة خصبة لترويج الأنشطة التجارية، فشركة فيسبوك على سبيل المثال حققت إيرادات في الربع الثالث من عام 2021 قدرت ب 29 مليار دولار، وصافي أرباح قدر بأكثر من 9 مليارات دولار في نفس الوقت، ومع التسارع الكبير في عمليات التحول الرقمي ارتفعت معدلات الهجمات الإلكترونية ومخاطر اختراق البيانات، ما جعل دول العالم أكثر حرصاً في توفير بيئة آمنة للبيانات والعمليات الرقمية من خلال نظام أمني متين.

يشير الكتاب إلى أن مؤسس الفيسبوك سعى من خلال الميتافيرس إلى إنشاء عالم افتراضي يسد الفجوة بين العالمين الواقعي والرقمي، لينشأ بذلك عالم ثالث افتراضي، يستطيع فيه الأفراد إنشاء حياة افتراضية لهم عبر مساحات مختلفة من الإنترنت، تسمح لهم بالتلاقي والعمل والتعليم والترفيه في داخله، مع توفير تجربة تسمح لهم، ليس بالمشاهدة عن بعد، عبر الأجهزة الذكية فحسب، كما يحدث حالياً، لكن بالدخول إلى هذا العالم في شكل ثلاثي الأبعاد عبر تقنيات الواقع الافتراضي.

هناك تساؤلات تلوح دائماً في الأفق: ماذا بعد الإنترنت؟ ويجيب عنها الكتاب، إذ يبدو لنا أن الإنترنت باق لن ينتهي، فهو يبدو كياناً هلامياً عملاقاً، يحتوي الكون بأكمله، ولا نهاية قريبة له، كما أن المنصات التكنولوجية الضخمة تجعل العالم الافتراضي، ليس مجرد بث على الشاشة، بل فضاء ثلاثي الأبعاد، يسهل الدخول إليه، باستخدام معدات خفيفة، وكان أول من صك مصطلح «الميتافيرس»، أي ما وراء الكون، هو مؤلف الخيال العلمي «نيل ستيفنسون» في روايته «سنو كراش» الصادرة عام 1992 وتخيل فيها عالماً رقمياً موازياً، يتفاعل فيه البشر مع بعضهم بعضاً، وهو عالم كبير له ما له من الإيجابيات والسلبيات.

  • تنقل وسفر

يقول مارك زوكربيرج مؤسس الفيسبوك إن الميتافيرس هو أن تكون داخل الإنترنت بدلاً من أن تتفرج عليه من الخارج، ويعني أنك وأصدقاؤك بدلاً من التواصل فقط عبر الشاشة، يمكنكم أن تلتقوا فعلياً بأي مكان في العالم من خلال شخصياتكم الافتراضية.

ويذكر أن مواليد عام 2000 وما بعدها سيفاجأون بأن عالم الميتافيرس هو أقرب لهم من عالمهم الواقعي، وبالتالي سيؤثر هذا في التنقل والسفر والاقتصاد والاستثمار وفي الوظائف ومهن المستقبل، فلا بد من الاستعداد له والتعرف إليه ومتابعة تطوراته، إنه عالم آخر، وليس مجرد عالم ثلاثي الأبعاد، كما سيقوم المختصون بدراسة الإشارات الكهربائية، التي يرسلها المخ إلى أعضاء الإنسان، ليشعر بكل ما حوله في الميتافيرس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yb8bdnnb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"