عادي

في حرب السودان.. إخوة في البيت وأعداء في ساحات القتال

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

الخرطوم - رويترز

تفجرت الحرب في السودان بصورة مفاجئة هذا الشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع، وعلى وقع الصدمة ارتبكت الحسابات واختلت الأوضاع بالنسبة لعائلة محمد جالي المقيمة في منطقة دارفور، التي أصبح أحد أبنائها يقاتل في جانب، والآخر يقاتل مع الخصم.

صحيح أن الشقيقين لا يقاتلان في الوقت الحالي في المكان نفسه، لكن الأسرة تخشى أن تدفعهما الحرب في نهاية المطاف إلى مواجهة مباشرة بالسلاح.

وعبر محمد جالي، الذي يعمل في بنك، عن شعوره بالمرارة لأن أحد أشقائه مع الجيش، والآخر مع الدعم السريع، ولأن كليهما على الخطوط الأمامية. وتضرع محمد إلى الله بأن يحفظ شقيقيه، وأن يعودا إلى المنزل سالمين.

وعبر جالي عن كراهيته للحرب التي اندلعت فجأة في 15 إبريل/نيسان.

وتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع، السلطة، بعد انقلاب عام 2021، لكنهما اختلفا هذا العام حول الانتقال السياسي والدمج المزمع لقوات الدعم السريع في القوات المسلحة النظامية.

ولا يتفوق على قلق الأسرة على الأخوين إلا القلق على الوالد ضعيف الصحة، ويخشون من وصول أنباء سيئة إليه.

وكان مصعب جالي أخبر الأسرة في البداية بأنه في الفشقة، بعيداً عن ساحات القتال، لكنه قال لاحقاً بأنه كان في نيرتتي في ولاية شهدت بعض الاشتباكات. ويقاتل يعقوب، وهو الشقيق الآخر، في صفوف قوات الدعم السريع، وقال إنه في قلب ساحات القتال. ونظراً لعدم إمكانية التواصل بسهولة مع يعقوب، لم تتمكن الأسرة على مدار أيام من إبلاغه بوصول مولوده الجديد.

وطلب محمد جالي من يعقوب الابتعاد عن الخطوط الأمامية، لكن يعقوب قال، إن ذلك سيكون عملاً مخزياً وخذلاناً لرفاقه. وقال محمد جالي إنه يعتقد بأن ما يفعله «منطقي ووطني». ويخشى محمد جالي بشدة أن تحدث بين شقيقيه مواجهة.

وتشعر الأسرة بقلة الحيلة أمام هذا. وكتب محمد على صفحته على فيسبوك: «أسأل الله أن يحفظكما جميعاً في هذه المعركة التي أرى أن الخاسر الوحيد فيها أنا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ync3dc78

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"