منصور بن زايد: الإمارات تولي اهتماماً خاصاً بقطاع النقل

أبوظبي: عدنان نجم وعبدالرحمن سعيد
شهد سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، الاثنين، حفل افتتاح الدورة السابعة عشرة، من «مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للسكك الحديدية» 2023، في أبوظبي. حضر الافتتاح جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية، وسهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، والمهندس عويضة المرر، رئيس دائرة الطاقة - أبوظبي، ومحمد علي الشرفاء، رئيس دائرة البلديات والنقل - أبوظبي، وأحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، ومنصور المنصوري، رئيس دائرة الصحة - أبوظبي، وفلاح الأحبابي، رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ أبوظبي، وعدد من مسؤولي قطاع النقل في دول المنطقة والعالم.
وقال سموّ الشيخ منصور بن زايد: إن القيّادة الرشيدة تولي اهتماماً خاصاً لتطوير قطاع النقل، ودعم صناعة السكك الحديدية، ومدّ شبكة قطاراتها؛ لتعزيز التنمية في كل أرجاء الدولة، لدورها الحيوي في دعم الاقتصاد، وتعزيز فرص الاستثمار وتقوية الروابط الإنسانيّة والتجارية.
وأشاد سموّه، بجهود سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة «شركة الاتحاد للقطارات»، ورؤيته لتطوير مشاريع «شركة الاتحاد للقطارات»، التي تُجسّد الطموح الذي تسعى دولة الإمارات إلى تحقيقه، للريادة في قطاعات النقل، وشحن البضائع، وتعزيز الربط بين مدن الدولة، وبناء الشراكات الاستراتيجية مع كبرى الشركات العالمية الرائدة في ميدان السكك الحديدية.
وثّمن سموّه، جهود القائمين على تنظيم المؤتمر، مشيداً بأهمية هذا الحدث في تعزيز قدرات الدولة في النقل، وتحسين البنية التحتية، وتطوير التعاون الإقليمي والدولي في هذا القطاع الحيوي.
وحضر سموّه، جانباً من فعاليات افتتاح المعرض، وشهد عرض فيلم عن إنجازات «شركة الاتحاد للقطارات» ومشاريعها الريادية وتجوّل في عدد من أجنحة المعرض، واستمع إلى شرح عن الصناعات والمشاريع المعروضة.
دعم تطوير صناعة النقل
قال سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد للقطارات: «نرحب باستضافة مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للسكك الحديدية 2023 لتناغمه مع التزامنا تجاه دعم تطوير صناعة النقل والخدمات اللوجستية في الدولة وفي جميع أنحاء المنطقة».
وأشار سموه إلى أن هذا الحدث يسهم في دعم التوجهات الوطنية لدولة الإمارات التي أعلنت 2023 «عام الاستدامة»، واستعداداتها الدؤوبة لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» في وقت لاحق من العام الجاري.
ولفت سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد إلى أن مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للسكك الحديدية أدى على مدار العقدين الماضيين دوراً حيوياً في نمو القطاع على مستوى المنطقة، ويمثل فرصة مهمة للاطلاع على أحدث التقنيات ذات الصلة من أكبر الشركات في العالم، وقال سموه: «إنه سيكون بمثابة نقطة انطلاق للتدفقات الاستثمارية المهمة في المنطقة وخارجها.. ونتطلع خلال اليومين القادمين إلى تسليط الضوء على شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية والعمليات التشغيلية لقطار البضائع لا سيما أنها تعدّ رافداً اقتصادياً حيوياً للدولة ومحطة مهمة في مسيرتها لتحقيق التنمية الشاملة».
يقام المؤتمر والمعرض، تحت رعاية سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، بالشراكة مع وزارة الطاقة والبنية التحتية ودائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي وهيئة السكك الحديدية بدول مجلس التعاون، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض يومي 15 و16 مايو/ أيار.
وقال سهيل المزروعي: إنّ اهتمام القيادة الرشيدة، بقطاع النقل، يعكس رؤيتها الثاقبة لتحقيق النهضة التنموية الشاملة، للدور الأساسي لهذا القطاع في دفع التنمية المستدامة. وأضاف أنّ «مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للسكك الحديدية» يُعدُّ حدثاً رائداً ومهماً لتطوير بنية القطاع، وتحديث مشاريعه، وبناء الشراكات العالمية، للحصول على أحدث الحلول والتقنيات المستخدمة عالمياً في هذا الميدان الحيوي.
وألقى محمد علي الشرفا، رئيس دائرة البلديات والنقل، كلمة الافتتاح الرئيسية؛ حيث أضاء على رؤية الدائرة ورسالتها الرامية إلى تطوير النقل بشكل متكامل ومستدام بتوفير بنية تحتية ومرافق وخدمات رائدة وذكية لرفاهية المجتمع.
وأكد أن الدائرة تعمل على ترجمة رؤية القيادة الرشيدة بإطلاق المبادرات والمشاريع التي تلبي احتياجات مجتمع إمارة أبوظبي، عبر تطوير مجتمعات نابضة بالحياة ومساحات خضراء، مع الاستثمار في البنية التحتية المستدامة.
وقال: يشهد العالم اليوم تحولات جذرية نتيجة للنمو السكاني المطرد، والزيادة الكبيرة في معدلات التحضر. وبتبني السكك الحديدية ودورها الحيوي في تحقيق المبادرات الحكومية، مثل استراتيجية الحياد المناخي 2050، فإننا نعمل على إطلاق الإمكانات الكاملة للسكك الحديدية، والاستفادة من المزايا التي تقدمها، خاصة في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وربط المجتمعات ودعم قطاع الأعمال، وتعزيز رفاهية المجتمع والأجيال الحالية والمستقبلية«.
واختتم الشرفا كلمته قائلاً:»الثورة الصناعية الرابعة قدمت الكثير من الابتكارات والتقنيات التي أحدثت تحولاً في قطاع النقل، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والمركبات الذاتية القيادة والبلوك تشين؛ حيث وفرت فرصاً غير مسبوقة لتطوير نظم نقل ذكية ومتكاملة وسلسة وفاعلة».
تطبيق إلكتروني
كشف طارق الصيداوي، رئيس المبيعات في مواصلات الإمارات، في تصريحات خاصة لـ«الخليج»، عن عمل المؤسسة، على مشروع يطرح عبره مركبات في مختلف أنحاء الإمارات، تتيح للمستخدمين إيجار المركبة بالساعة، أي وقت الحاجة فقط، في خطوة لتقليل الانبعاثات الكربونية وعوادم السيارات.
وقال: بدأنا بالفعل في طرح 500 مركبة في الإمارات تستخدم بهذه الطريقة، عبر شركات تعمل في هذا المجال، ونعمل حالياً، على إطلاق مشروع آخر للباصات الذكية، ستشمل مناطق متفرقة من الدولة، وستتيح للركاب الحجز المسبق، والاطلاع على أماكن وجودها بتطبيق إلكتروني مخصص.
وأضاف: نعمل الآن على إطلاق تطبيق إلكتروني خاص بتلك المبادرات، لتسهيل آلية الحصول على السيارات والحافلات؛ حيث سيتمكن المستخدم من التسجيل والحصول على مركبة للإيجار، أو اقتناء الحافلة عبر البطاقات البنكية للمستخدمين.
التوسع بـ«التنقل الذكي»
كشفت فاطمة الحنطوبي، رئيسة قسم تخطيط خدمات النقل في «مركز النقل المتكامل»، عزم المركز التوسع في مشروع التنقل الذكي، من حيث عدد الحافلات والمناطق التي سيشملها، وهي مناطق متفرقة في أبوظبي، بدلاً من الاكتفاء بجزيرة ياس والسعديات فقط، وستعلن تفاصيلها فور الانتهاء من الدراسة. وحالياً المركز في مرحلة ضمان كفاءة الخدمات الحالية، بناء على التجارب في الإمارة؛ لأنها تكنولوجية جديدة.
وأضافت: خدمة التنقل الذكي مجانية للأفراد، وتتيح للمستخدمين التنقل بين جزيرة ياس والسعديات باستخدام التاكسي والباص الذاتيّي القيادة، ووفّرت لتخدم المناطق الرئيسية في الجزيرتين؛ حيث ستكون مجانية حتى نهاية 2023.
نقل 20 مليون طن بضائع
أفادت المهندسة خلود المزروعي نائب مدير المشروع في شركة الاتحاد للقطارات بأنه من المتوقع أن تنقل قاطرات الشركة 20 مليون طن من البضائع عبر الدولة خلال العام الجاري تماشياً مع هدفها الذي يبلغ 60 مليون طن سنوياً بنهاية 2023.
وذكرت في تصريحات لـ«الخليج» أنه تجري اختبارات تشغيلية على المرحلة الثانية من قطاع الشحن، الذي يمتد من الغويفات إلى ميناء الفجيرة، على أن يعلن عن الأعمال التشغيلية في المستقبل.
وأوضحت أن المرحلة الأولى من قطار الشحن قد جرى تشغيلها عام 2016، وتمتد من شاه وحبشان إلى ميناء الرويس لنقل حبيبات الكبريت، مشيرة إلى أنه سبق الإعلان عن مشروع قطار الركاب الذي يجري العمل عليه، والذي سيتم الإعلان عن تفاصيله في الفترة المقبلة.
دور بارز
أكد جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدور البارز لدولة الإمارات في مختلف المجالات بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إضافة إلى جهودها الكبيرة في دعم صناعة السكك الحديدية ومدّ شبكة قطاراتها من أجل تعزيز التنمية المستدامة في كافة أرجاء الدولة.
وأضاف البديوي، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام»، أن انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت المهم يعكس الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للدور البارز التي تقوم به دولة الإمارات في مختلف المجالات.
وقال: «إن المعرض يشهد مشاركات واسعة من شركات إقليمية وعالمية، لها اهتمامات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، والتي تواصل العمل بثبات واجتهاد؛ لاستكمال مشروع السكك الحديدية لدول مجلس التعاون الخليجي، والذي يعد عنصراً أساسياً نحو التكامل الخليجي».
مركبة ذاتية الحركة
واستعرضت المهندسة خولة المزروعي، من «مركز بحوث الروبوتات المستقلة» التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي، خلال مشاركتها في المعرض، مركبة مبتكرة مصممة للتنقل المستقل في البيئات المعقدة، وتستخدم في مهام يكون فيها الوجود البشري صعباً أو خطراً أو غير ضروري. كما تستخدم في المراقبة والنقل البحري والبضائع، ومراقبة المناطق أو الأشخاص، فضلاً عن مرافقة المسنّين أو الأطفال الصغار، لاسيما خلال مهام البحث والإنقاذ.