الأبحاث الطبية

المؤشرات الصحية التي تسعى وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون والتنسيق مع مختلف القطاعات الصحية المحلية والجهات ذات العلاقة، لتحقيقها بحلول العام 2030، ومنها على سبيل المثال خفض معدل الوفاة الناجمة عن الأورام السرطانية بنسبة 30% مقارنة عما هي عليه الآن، وخفض معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم بهدف تحسين جودة الحياة للأفراد وصولاً إلى مجتمع صحي، نجاحات تحسب لوزارة الصحة والقطاعات الصحية المحلية، التي تعمل بتناغم وتعاون أثمر عن إنجازات صحية عالمية جعلت الإمارات تحتل مراكز متقدمة عالمياً في القطاع الصحي.
التركيز على الأمراض المزمنة والحد من نسب انتشارها خلال السنوات المقبلة، أمرٌ في غاية الأهمية، لأسباب كثيرة أهمها المضاعفات التي تتسبب فيها الأمراض المزمنة، لاسيما الحالات التي يتم اكتشافها في مراحل متأخرة، والضغط الهائل على المنشآت الصحية نتيجة التعامل مع الحالات المرضية التي تعاني الأمراض المزمنة ومضاعفاتها، الأمر الذي يؤدي إلى إنفاق المليارات على علاج هذه الأمراض.
تكثيف الحملات الوطنية للكشف عن الأمراض المزمنة، في مختلف المواقع والأماكن على مستوى الدولة، يسهم بدور كبير في تعزيز جهود الاكتشاف المبكر للحالات المرضية وعلاجها في الوقت المناسب لتجنب المضاعفات، ما يتطلب تكثيف هذه الحملات وتعميمها لتشمل مختلف شرائح المجتمع، لاسيما الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض، مع ضرورة إضافة مزيد من الفحوص التخصصية وأن لا تقتصر الحملات على إجراء الفحوص الروتينية، التي قد يصعب معها اكتشاف بعض الأمراض المزمنة. 
مثل هذه الجهود تتطلب تعاوناً من مختلف القطاعات ذات العلاقة، للحد من السلوكيات الضارة التي قد تزيد من حجم مشكلة الأمراض المزمنة ومنها الوجبات السريعة، والسلوكيات الغذائية الخاطئة، كما يتطلب من مختلف المؤسسات والجهات، بما فيها شركات التأمين الصحي تحمل مسؤولياتها في هذا الجانب لجهة المشاركة الجادة في تنظيم الحملات الوطنية وإجراء الفحوص المجانية ذات العلاقة بالأمراض المزمنة على مدار العام.
الأمر الأهم والذي أصبح مطلباً رئيسياً، هو إنشاء مركز وطني لإجراء الأبحاث والدراسات العلمية، بمشاركة مختلف الجامعات للتعرف على حجم مشكلة الأمراض المزمنة في الدولة، والعوامل التي تقف وراء انتشارها، وذلك من واقع الملفات الصحية للمرضى الذين يعانون هذه المشكلة، ما يساعد في وضع برامج وخطط استراتيجية للحد من هذه الأمراض في السنوات المقبلة.
[email protected]