عادي

الحرب الروسية الأوكرانية.. تفاصيل الخطوة التالية بعد سقوط باخموت

15:10 مساء
قراءة 3 دقائق
تكبد الطرفان الروسي والأوكراني، خسائر فادحة ومؤلمة، لاسيما على الصعيد البشري، في مدينة باخموت، لكن ما هي تفاصيل الخطوة التالية، عقب إعلان الجانب الروسي سقوط المدينة؟.
عرفت باخموت بمناجم الملح والجبس وبمصانع إنتاج النبيذ الكبيرة، ولا تشكل أهمية جغرافية، وفق تقارير غربية، ووصفها مسؤولون غربيون بأنها «حدث تكتيكي صغير على خط جبهة أمامية يبلغ طوله 1200 كلم».
  • نقطة انطلاق
وصفت باخموت بـ «مفرمة اللحم»، بعد أن شكلت تلك المدينة الواقعة شرقي أوكرانيا ساحة لأعنف وأشرس المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية، منذ انطلاق الحرب في فبراير من العام الماضي.
ويجمع الخبراء والمحللون على أن لباخموت أهميةً استراتيجية ضئيلة ومتواضعة، إلا أنها أضحت رمزاً معنوياً للطرفين.
ورغم تقليل بعض الخبراء العسكريون من قيمة باخموت الاستراتيجية، مشيرين إلى أن المدينة لا تشكل مركزاً للنقل وليست ذات ثقل سكاني كبير، إلا أن آخرين أكدوا أن روسيا ستحولها إلى نقطة انطلاق للسيطرة على مناطق أخرى في منطقة دونيتسك.
كذلك، يرى الروس أن القبض على المدينة التي كان يقطنها 70 ألف نسمة وأضحت حالياً شبه خالية قد يشكل ضربة معنوية للقوات الأوكرانية، التي تستعد منذ أسابيع عدة إلى شنّ هجوم مضاد لاسيما شرقاً، ورسالة في الوقت عينه إلى الغرب مفادها أن موسكو ماضية في حربها، رغم كل الخسائر أو الدعم العسكري الجبار الذي أغدقه الغرب على كييف.
فبالنسبة لموسكو، كان من المهم بمكان أن تحقق تقدماً، بعد أن أمضت قواتها أشهراً محاولة إسقاط المدينة دون جدوى، رغم أن الفضل الكبير على ما يبدو يعود إلى قوات فاغنر التي شكلت رأس حربة في ساحات القتال بباخموت.
ورغم إعلان الكرملين ورفع العلم الروسي على المدينة ليل السبت بعد 224 يوماً من القتال العنيف، والتهنئة التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقوات الروسية بإكمال السيطرة على باخموت، إلا أن هيئة الأركان الأوكرانية أكدت أن «قتالاً عنيفاً لا يزال مستمراً في المدينة».
  • هزيمة سياسية
هزيمة أوكرانيا في باخموت، تعني تراجع الروح المعنوية للقوات الأوكرانية بعد أن وصفها الرئيس فلاديمير زيلنسكي بـ«قلعة المعنويات» كما ستعاني أوكرانيا هزيمة سياسية، وفقًا لـ«سكاي نيوز».
وكانت«باخموت» تمنح الأوكرانيين تكتيكات استراتيجية لاصطياد الجنود الروس، وفق موقع«بي بي سي» البريطاني، بالإضافة إلى أن أوكرانيا راهنت عليها لتغيير مسار الحرب.
هذه الخسارة ستنقل المعارك لمناطق أكبر مثل كراماتورسك وسلوفيانسك في منطقة دونيتسك، وستقلل إمكانيات أوكرانيا من شن هجوم الربيع أو تأخيره لاستكمال الدعم اللوجيستي اللازم.
ويقول المحلل الاستراتيجي البريطاني سيمون جوردان: «بعد سيطرة روسيا على المدينة وإن صح ذلك فإن الأوكرانيين سينسحبون إلى مناطق دفاعية في مناطق في كراماتورسك جهزوها على مدى 8 أعوام».
  • من صاحب النصر؟
وتشير بعض التقديرات الغربية والاستخباراتية إلى مقتل ما بين 20 إلى 30 ألف روسي في باخموت ومحيطها فقط، علماً أن وزارة الدفاع الروسية تتحفظ عن ذكر خسائرها البشرية ونادراً ما تعلن عنها، وفقًا لموقع « العربية».
يضاف إلى تلك الأرقام بطبيعة الحال الخسائر المادية على صعيد الأسلحة والعتاد، والكلفة العسكرية، لاسيما أن قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين كان قد ناشد مراراً خلال الأشهر الماضية هيئة الأركان الروسية مدّه بالدعم العسكري.
كذلك، يطرح هذا التقدم الروسي بعد تعثر محبط منذ الصيف الماضي تحدياً جديداً، قد يتبلور في الساعات المقبلة، ألا وهو: من هو صاحب هذا النصر المتواضع.. فاغنر أم الجيش الروسي؟ خصوصاً بعد أن اتهم بريغوجين جنود الجيش بالفرار من مواقعهم قرب باخموت، مؤكداً في الوقت نفسه أن رئاسة الأركان لم تمدّ رجاله بكميات كافية من الذخائر لإضعافه.
بل قال، السبت، خلال ظهوره بفيديو من قلب المدينة التي أعلن السيطرة عليها بالكامل«إن قواته لم تقاتل الجيش الأوكراني فحسب في باخموت، بل أيضاً البيروقراطية الروسية التي وضعت العصي في الدواليب».
كما كرر انتقاداته الشديدة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، مؤكداً أن عدد القتلى في صفوف قواته ازداد بخمسة أضعاف «بسبب نزواتهما»، متوعداً بتحميلهما مسؤولية أفعالهما.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4mkespm4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"