شهد قطاع العقارات التجارية وتيرة نمو غير مسبوقة على مدار السنوات القليلة الماضية، ويعود ذلك، بحسب السيد أيمن يوسف - نائب رئيس شركة كولدويل بانكر الإمارات، إلى عدة عوامل من بينها الموقع الاستراتيجي للمدينة واقتصادها القوي، ناهيك عن الدعم الحكومي المطلق.
شهد السوق العقاري مسار نموٍ إيجابيٍ مؤخراً، إثر ما حققه القطاع من أرقام قياسية في معاملات البيع والشراء وقيمة المبيعات وأسعار إيجارات الفيلات، فإذا نظرنا إلى شهر مارس 2023 وحده، نرى تحقيق سوق العقارات بدبي ما يزيد على 9.3 مليار دولار أمريكي، وعدد معاملات للمبيعات وصل إلى 12,000 معاملة، بما يزيد على أرقام نفس الشهر للعام 2022 بنسبة 53%.
وبرغم ما شهده العالم من أزمة صحية عالمية، فإن دبي كانت ضمن إحدى المدن القليلة التي أظهرت قدرة على الصمود وقابلية لتخطي توابع الجائحة، لتتمكن بذلك من الحفاظ على مكانتها المرموقة كأهم وجهة للمال والأعمال في المنطقة.
تمثل سهولة اتصال المدينة بالعالم الخارجي أحد أهم العوامل الرئيسية المساهمة في نمو قطاع العقارات التجارية بدبي. فدبي تمثل نقطة التقاء قارات أوروبا وأفريقيا وآسيا، ما يجعلها موقعاً نموذجياً للشركات والأعمال التي تستهدف الدخول لأسواق هذه المناطق سريعة النمو.
يأتي تبني المدينة للمزيد من القوانين الدولية من بين العوامل التي ظهرت مؤخراً وساهمت في تعزيز سوق العقارات التجارية بدبي. شرعت دبي في تطبيق العديد من السياسات العامة المشجعة للشركات والاستثمار، مثل تقديم المناطق الحرة الكبرى للشركات وتوفير سياسات منفتحة للحصول على تأشيرات الدخول والإقامة، الأمر الذي سهل على الشركات فتح مراكز ومتاجر لها بالمدينة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المزايا الضريبية التي تتمتع بها دبي والتأشيرة الذهبية التي أُطلقتها مؤخراً وبنيتها التحتية القوية جعلتها مقصداً شديد الجاذبية للشركات التي تتطلع إلى توسيع نطاق عملياتها.
ناهيك عن المنافع الفريدة من نوعها التي تقدمها للمستثمرين. على سبيل المثال، يمكن لمالكي الوحدات التمتع بملكية تصل إلى 100% لعقاراتهم، وهو أمر غير متوفر في العديد من البلدان المجاورة. فضلاً عن ذلك، فإن العوائد الإيجارية على الاستثمار في العقارات التجارية مرتفعة للغاية، ما يجعل دبي أحد أبرز وجهات الاستثمار في العقارات التجارية.
ختاماً، فإن قطاع العقارات التجارية بدبي يمثّل وجهة شديدة الجاذبية للمستثمرين الساعين للاستفادة من اقتصاد المدينة القوي وموقعها الاستراتيجي وسياساتها العامة المشجعة للشركات والأعمال. ومع ذلك، فمع استمرار السوق في التطور وفق المعطيات والظروف المحيطة، فمن الضروري أن يواكب المستثمرون الأحداث والاتجاهات الصاعدة والتطورات في هذا القطاع. إن تنامي أعداد المشترين للمرة الأولى وما يشهده السوق من خطط سداد ميسرة وعروض جذابة وحوافز حكومية لا مثيل لها يجعل من سوق العقارات في دبي أكثر جاذبية للمشترين المحليين والدوليين على حد سواء.
