«كشف مستعجل» في دائرة مفرغة

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم
الشاشة تمشي مع الحياة، أبطال الأمس كانوا صغاراً ذات يوم، جسدوا «الوجوه الجديدة» التي أنعشت الشاشة حين دخلوا إلى الوسط الفني ووقفوا بجانب «الكبار» يتعلمون ويمثلون إلى أن أصبحوا نجوماً، اتسعت لهم الساحة ووقفوا في «الصف الأول»، ليأتي جيل آخر يحلم بالوقوف بجانبهم والعمل معهم، ولو في مشهد واحد.

طبيعي أن يصبح صغار الأمس نجوم اليوم، وأن يقدموا أفكارهم ورؤاهم في مسلسلات جديدة، لكن الأهم أن نشعر كجمهور، بأن المسلسلات تتطور مع تبدل الوجوه وتجدد الدماء، ومهم أن نشعر بأن الكوميديا تتقدم وتتطور هي أيضاً، ولا تكتفي بالسير على وتيرة واحدة، ونمط رتيب، فهل عرفت الكوميديا نهضة جعلتها تقفز وتتميز على الشاشة الصغيرة؟

من المسلسلات التي عرضت في رمضان الماضي، «كشف مستعجل» الذي تفاءلنا به، لما يحمل من أسماء اشتهرت في عالم الكوميديا، ولأنه يحمل اسم المخرج شادي الرملي، ابن لينين الرملي، ومعه من نجوم الكوميديا «الشباب»، مصطفى خاطر ومحمد عبد الرحمن؛ وكي لا نظلمه ونظلم فريق عمله انتظرنا الانتهاء من زحمة الماراثون الرمضاني كي نتابعه فيكون الحكم على العمل موضوعياً.

القصة التي كتبها إيهاب بليبل، تذكرنا في خطوطها العريضة بمسلسل «٣٠ يوم» الذي عرض عام ٢٠١٧، بطولة آسر ياسين وباسل خياط، تأليف مصطفى جمال هاشم وأحمد شوقي، وإخراج حسام علي. مريض يزور طبيباً نفسياً في عيادته فيضعه في اختبار صعب ويهدده بالقتل خلال مدة محددة إذا لم ينفذ مطالبه، مع اختلاف طبعاً في التفاصيل، وفي كون المسلسل دراما بنكهة «الرعب»، بينما «كشف مستعجل» كوميديا لا تتعدى ال ١٥ حلقة.

مصطفى خاطر جسد دور يوسف المجرم المحترف ببراعة، جاد في ملامحه، يحيرك إن كان قاتلاً بالفعل، أم أنه يدعي ذلك، لكن المشكلة الحقيقية في هذا العمل أنه غير كوميدي، ولا ظريف، مجرد عمل حائر إلى أي صنف ينتمي، لا هو دراما اجتماعية جادة، ولا هو كوميديا، ولا رعب - كوميدي، كأن مؤلفه يصل إلى حافة الكتابة الكوميدية، ثم يعود أدراجه لتأتي الحلقات بلا هدف، ولا لون، علماً بأنه صنف عمله في هذه الخانة، وبالتالي انتظرنا منه ما يدفعنا للاستمتاع والبهجة.

المسلسل لم يأت بجديد، ولم يترك بصمة، بل تشعر بأن الحلقات ال ١٥ كثيرة وطويلة، وأنه يدور في دائرة مفرغة كمن يبحث عن أية إضافة وموقف جديد يملأ به كل حلقة، كي يستكمل مشواره إلى الختام.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvdse2pf

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"