دبلوماسية واقعية وواعدة

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

لا تفوّت دولة الإمارات العربية المتحدة فرصة، دون أن تؤكد التمسك بمبادئ السلام، وانتهاج الدبلوماسية والحوار لحل النزاعات الإقليمية والدولية، إيماناً منها بأن سياسات التصعيد والتوتر وصناعة الأزمات لا تحقق التنمية والاستقرار لمختلف الأمم والشعوب، وإنما تُراكم مزيداً من التحديات أمام مستقبل الإنسانية المتطلعة أبداً إلى الأفضل.

يسجل التاريخ أن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يشدد في كل تصريحاته ومواقفه وزياراته على الدعوة إلى السلام والحوار والتسامح. وقد كان لقاء سموّه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سانت بطرسبوغ، مناسبة أخرى جددت فيها الإمارات حرصها على الاستقرار الدولي، وانتهاج الحلول السياسية لإنهاء الصراعات، بما فيها الأزمة الأوكرانية التي تتكثف الجهود الدبلوماسية المتعددة الأطراف لحلها، نظراً لتأثيراتها المباشرة على الوضع العالمي. والجهد الإماراتي المحمود في هذا الملف، جزءٌ أصيل من التحرك الدولي، لأن هذه الأزمة لا يمكن إنهاؤها تأسيساً على وجهة نظر أحادية أو بعزل طرف ما، وإنما بتضافر المساعي الجماعية، حتى يكون الحل المأمول قابلاً للتطبيق والاستدامة.

لقاء صاحب السموّ رئيس الدولة والرئيس الروسي، تطرق أيضاً إلى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين وآفاق تطورها ونموها في شتى المجالات. وكان لحضور الإمارات في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي بوفد رفيع ترأسه صاحب السموّ الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، دليلٌ على مكانة الإمارات في المحافل الدولية، لاسيما الاقتصادية منها، فالعالم كله ينظر بإعجاب إلى التجربة التنموية للإمارات ويتابع باهتمام صواب رؤية قيادتها الرشيدة، كما يتجاوب مع مبادراتها الحكيمة المتصلة بالتحديات الدولية الراهنة، مثل إنهاء الأزمات والتصدي للتغيرات المناخية، ومكافحة خطاب التعصب والكراهية والإرهاب.

التقدير، الذي تحظى به الإمارات في المجتمع الدولي، ينبع من علاقاتها المتوازنة وتصميمها على مدّ جسور التعاون وترسيخها مع كل الأطراف، فعالم اليوم لا ينهض إلا بالعمل الجماعي، والاستحقاقات التي تواجه البشرية لا يمكن كسبها إلا بمقاربات شاملة، تركز على دعم كل ما هو مشترك بين الدول والشعوب. وهذا النهج الثابت سيتعزز في المرحلة المقبلة، باعتباره السبيل الوحيد لبناء غد الإنسانية، تأسيساً على جملة من القيم والمبادئ السامية، التي ظلت لعقود مجرد شعارات.

زيارات رئيس الدولة وكبار المسؤولين إلى مختلف دول العالم، تعكس دبلوماسية واقعية وواعدة تقودها الإمارات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتجلّت في رئاسة الدولة طوال هذا الشهر لمجلس الأمن الدولي، الذي يُعدّ أرفع منبر في الأمم المتحدة، يهتم باستحقاقات الأمن والسلام. وما تعلنه الإمارات في الأمم المتحدة هو تأكيد لتوجيهات القيادة واستكمال لنهجها الراسخ في التفاعل الإيجابي مع كل الأطراف، بما يسمح لها بأن تكون قطباً في الفعل الدبلوماسي الدولي، وهذا ليس بغريب على الإمارات، التي تستعد في نوفمبر المقبل لاستضافة مؤتمر الأطراف حول المناخ «COP 28»، وهي مناسبة أخرى ستؤكد خلالها الدبلوماسية الإماراتية إشعاعها وقدرتها على الجمع والتوفيق وابتكار الحلول والفرص، بما يضمن أفضل النتائج للإنسانية قاطبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mv7f7uwd

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"