الإمارات والمناخ

00:22 صباحا
قراءة 3 دقائق

عبدالله السويجي

المسؤولية المجتمعية المحلية والإقليمية والعالمية تحدّدها مبادئ أخلاقية وسياسية وعلمية وإنسانية ووطنية، وغالباً ما يكون تنفيذ هذه المبادئ بمعايير عالمية، العامل الأكثر أهمية في تحديد موقع الدولة على الخريطة العالمية، وتحديد حجم العلاقات ونوعيتها مع المجتمع الدولي. ولا نجازف بقولنا إن الالتزام بالمسؤولية المجتمعية العالمية يجب أن يسبقه التزام بالمسؤولية المجتمعية المحلية؛ إذ قد يستهزئ أو يستغرب العالم من دولة لا تقوم بمسؤولية مجتمعية داخل حدودها وتنشط خارجها. 

الإمارات العربية المتحدة (كفّت ووفّت) كما يقال في الخطاب العامي، من حيث إنجازها كل ما من شأنه أن يكفل حياة كريمة لمواطنيها، وكل من يعيش ويعمل على أرضها، ويشمل البنية التحتية المتطورة، ودولة القانون، وإتاحة الفرص للجميع، والمساواة بين الرجل والمرأة في جميع الميادين، ومعايير كثيرة، وتشمل البنية التحتية العمل على توفير بيئة نظيفة من الملوثات قدر استطاعتها، والاهتمام بالمناخ محلياً وكونياً، ومن هذا الأخير يبدأ الحديث عن الدور العالمي للإمارات في مواجهة التغير المناخي، وجهودها لتعزيز المناخ ووقف تآكل طبقة الأوزون، ونبدأ من الأحدث، حيث حظيت الإمارات بإشادة عالمية خلال الاجتماع الوزاري المشترك السادس للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا، الذي عقد في العاصمة الروسية موسكو يوم الاثنين الماضي، وذلك لاستعدادها لاستضافة (مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دروته الثامنة والعشرين «COP28»، في مدينة إكسبو دبي، خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول 2023.

وفي واقع الأمر، فإن الإمارات كانت سبّاقة في اهتمامها بتعزيز المناخ في العالم؛ حيث انضمّت إلى اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون في العام 1989، وتلاها بعد ذلك الانضمام للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ في العام 1995، وفي العام 2005، صدّقت دولة الإمارات على بروتوكول كيوتو لاتفاقية الأمم المتّحدة بشأن تغير المناخ، لتصبح من أولى البلدان الرئيسية المنتجة للنفط التي قامت بالتوقيع على الاتفاقية، وحققت إنجازاً مهماً باستضافتها المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة «إيرينا» في العام 2009، ثم الانضمام لاتفاق باريس للمناخ 2015، وقيامها بتنظيم مؤتمر أبوظبي للمناخ في العام 2019، وفي العام 2021 تم تنظيم حوار أبوظبي للمناخ، والمشاركة في حوار القادة للمناخ في 2021.

وفي 30 نوفمبر من العام الحالي ستستضيف الإمارات مؤتمر «COP28»، الذي أشرنا إليه، وذلك في إكسبو دبي. وتتصدّى دولة الإمارات للتغير المناخي عن طريق خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، والغاز الطبيعي المحروق، وزيادة فاعلية واستثمارات الطاقة النظيفة، ودورها في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي للقضاء تدريجياً على المواد المسبّبة لتآكل طبقة الأوزون، ولتحقيق ذلك أطلقت مجموعة من المبادرات والبرامج، مثل المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، وبرامج التحكّم في الانبعاثات، واستخدام التكنولوجيا الزراعية المائية، وإطلاق مبادرة مصدر، واستخدام وسائل مستدامة للنقل والمواصلات، والتقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون.

ويذكر أن دولة الإمارات هي أول دولة في الخليج تستخدم استراتيجية الطاقة المتجدّدة، والتي تشتمل على الطاقة النووية، والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى الغاز الطبيعي الذي يغطي أغلبية احتياجات دولة الإمارات.

إن ما نشهده منذ عقد من الزمان من مفاجآت في التغير المناخي، والتسخين الحراري الذي يؤدي إلى ذوبان الجليد في القطب المتجمّد الشمالي، إضافة إلى مظاهر التصحّر في مناطق تعرف بخصوبتها، يشير إلى ضرورة التزام كل دول العالم بالمعايير التي وضعتها الأمم المتحدة لوقف تآكل طبقة الأوزون، ومحاربة التلوّث، ليتمكّن الإنسان من العيش في بيئة نظيفة على المدى الطويل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/nhea4kub

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"