عادي

قصائد تتوهج بالذكريات في بيت الشعر

15:05 مساء
قراءة دقيقتين
محمد البريكي ويوسف أبولوز وفواز الشعار وجمهور الأمسية

الشارقة: «الخليج»

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شارك فيها كل من الزميل يوسف أبولوز من الأردن، وعبدالله عبدالصبور من مصر، بحضور محمد البريكي مدير البيت، وقدّمها نزار أبوناصر الذي تحدث عن تجربة الضيفين الشعرية، وأضاء على مسيرتهما، وأشاد بدور بيت الشعر في تنظيم لقاءات تحتضن آمال وطموحات الشعراء.

وتناول أبولوز وعبدالصبور موضوعات تمس الوجدان، وتتماهى مع الحب والحرية وتخاطب الإنسان، وتطرح جملة من الهموم الذاتية.

في البداية قرأ أبولوز قصيدة بعنوان «الندم» التي يصور فيها الهجرة النائية المختبئة في ذات الشاعر للمنازل التي يألفها، ثم يطوع الحب برمزية عالية، فيقول:

لو ريحنا صوب نجدْ

لو بلادي على كتفي..

لو تدفأت في سفر الرمل،

والرمل في هجرات الوحيد منازل بَردْ.

لو أحب، وما الحب إلّا نساء طوين

كما ينطوي السردُ،

في رقعة السردِ،

أو مثلما تنتهي في الصناديقِ أحجار نردْ.

ثم ألقى نصاً آخر بعنوان «اكتفاء» يتميز بخواص جوهرية في سياقاته التي تبين أسلوبه الشعري، فهو يمتلك الحرية في أن يكتفي بقصيدته، ويعتد في الآن ذاته بالحبر والورق اللذين هما قوام إبداع الشاعر وأداته في التعبير عن نفسه تجاه الآخر، فيقول:

تكفي في اليوم قصيدة

الدنيا ليست فرساً تعدو

والحبرُ كثيرٌ،

والورقُ الناشفُ هذا لن يسقط في الماءِ،

ولن يفسد عمرُ الوردةِ لو

عاشت أكثر من شجرة.

لن تَجعَلَ من حرفين اسمين،

ولن تصنع من شعر امرأة أوتاراً لكمنجة.

وقرأ عبدالصبور من قصيدة «من أنتَ؟» المشحونة بوهج الذكريات، والمعبرة عن سيرة متخيلة يقترب فيها من وحي روحه وهو ينشد للمحبة، ويخاطب فيها الزمن، فيقول:

مَنْ أَنْتَ؟ ــــ إِنّي الأَمْسُ: مُمْتَلِئٌ

بِمَا فِي الذِّكْرَيَاتِ أُعِيْدُهَا... وَتُعِيْدُ

وَالْآنَ: أَشْحَذُ مِنْ زَمَانِي لَحْظَةً

وَقْتُ المَحَبَّةِ بَيْنَنَا مَعْدُوْدُ

وَغَداً: أُرَبِّي لِلزّمَانِ حَقِيقَةً

وَعَلَى يَقِينٍ أَنَّنِي مَفْقُودُ

وَالْعِيْدُ: لَا فِي العِيْدِ؛ بَلْ فِي قُبْلَةٍ

كُلُّ اللَّيَالِي بِالمَحَبّةِ عِيْدُ

ثم قرأ قصيدة أخرى حملت عنوان «أَحَبَّ حَتَّى تَمَادَى» التي يستطرد فيها وصف حالة شجية للمحب وبواعثه ومفارقاته، بمشاهد دالة فيقول:

كَفَى... دَعُوهُ فَمَا الذَّنْبُ الذِي فَعَلَهْ؟

أحَبَّ حَتَّى تَمَادَى والهَوَى قَتَلَهْ

هَلْ يقتُلُ الحُبُّ أمْ فُقْدانُ فَرحَتِهِ؟

وَهَلْ بُكاهُ عَذَابَات أَمِ افْتَعَلَهْ؟

أخْبَرْتُكُمْ قَبْلَ بَدْءِ النَّارِ مِنْ زَمَنٍ

لَا تُوصِلُوهُ إِلَى الحَدِّ الذِي وَصَلَهْ

وفي الختام كرَّم محمد البريكي شعراء الأمسية ومقدمها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckbty7z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"