عادي

لليوم السابع.. جحيم حرائق اليونان لا يهدأ

22:03 مساء
قراءة 3 دقائق

رودوس - أ ف ب

لليوم السابع على التوالي، يكافح عناصر الإطفاء اليونانيون حرائق غابات تاريخية ناجمة عن موجة الحر، وُصفت ب«الجحيم»، تسببت في إجلاء غير مسبوق لآلاف السياح من جزيرتي رودوس وكورفو، فيما تنتظر البلاد أياماً صعبة تترقب فيها عواصف شديدة.

وقال الناطق باسم فرق الإطفاء، يانيس ارتوبيوس، إن حرائق الغابات أدت إلى إجلاء 2466 شخصاً على نحو وقائي ليل الأحد، مؤكداً عدم وقوع أضرار حتى الآن في المنازل أو الفنادق. وتسبّب الحريق الكبير في جزيرة رودوس في إجلاء أكثر من 32 ألف سائح خلال أكبر عملية من نوعها تشهدها اليونان على الإطلاق وسط موجة حر ممتدة بحسب ما أعلنت السلطات.

وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الاثنين، أمام البرلمان: «نحن في حالة حرب على الحرائق.. ما زال أمامنا ثلاثة أيام صعبة» بسبب درجات الحرارة المرتفعة. وبسبب الحرائق، أُلغي احتفال سنوي كان مقرراً الاثنين لإحياء إعادة الديمقراطية إلى اليونان عام 1974.

وأعلنت مصلحة الأرصاد الجوية، الاثنين، أن موجة الحر ستشتد الثلاثاء والأربعاء عندما يتوقع أن تصل الحرارة إلى 44 درجة مئوية. وأضافت أنه من المتوقع بعد ظهر الأربعاء أن تضرب عواصف وسط البلاد وغربها، قبل أن تنخفض الحرارة بمعدل 6 إلى 8 درجات مئوية.

وشوهدت سحب سوداء كانت تغطي سماء جزيرة رودوس، الاثنين، فيما تنتشر أشجار محترقة على التلال.

- «إجلاء مرعب»

وتُعد جزيرة رودوس واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في اليونان، حيث يقصدها سياح من بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا بصفة خاصة. وقالت كيلي سكويريل -وهي سائحة بريطانية- إن الشرطة أمرت نزلاء الفندق الذي كانت تقيم فيه بإخلائه. وأضافت: «اضطررنا إلى السير دون توقّف ست ساعات تقريباً وسط الحر».

ومن بين السياح في المطار الذين كانوا ينتظرون إجلاءهم الألماني دانيال كلادان شميت البالغ من العمر 42 عاماً، والذي جاء لتمضية عطلة مع زوجته، وابنهما البالغ من العمر تسعة أعوام على ساحل كيوتاري في رودوس. وقال إنه عاش عملية إجلاء مرعبة، وأضاف: «نحن مرهَقون ومصدومون. لا أظن أننا قادرون على استيعاب ما حدث».

وأضاف: «تلقينا أول رسالة من السلطات السبت، ثم بدأ رنين صفارة الإنذار في الفندق، وتم إجلاؤنا إلى الشاطئ». ومضى يقول: «كان هناك آلاف الأشخاص، ولم تتمكن الحافلات من المرور، واضطررنا إلى السير لأكثر من ساعتين. لم نتمكن من التنفس، وغطينا وجوهنا لمواصلة التقدم. وصلنا بأعجوبة».

من جهته وصف المهندس البريطاني كيفن سايلز الوضع الرهيب قائلاً: «اضطررنا إلى إعارة امرأةٍ ملابسَ؛ إذ لم يكن لديها ما ترتديه».

ومنذ الاثنين، استأنفت مروحيتان وقاذفتا مياه العمليات لمساندة فرق الإطفاء في هذه الجزيرة التي تشهد حرائق لليوم السابع على التوالي. وفي كورفو، حذرت السلطات السكان والسياح في بلدات عدة بضرورة مغادرة منازلهم على سبيل الاحتياط.

واندلع الحريق الأحد، واستمر في الامتداد في الغابات في شمال الجزيرة الواقعة شمال غرب البلاد، حيث كان عناصر الإطفاء يعملون على إخماد الحرائق.

وهذا الصيف، شهدت البلاد أطول موجة حر تسجل في السنوات الماضية، بحسب خبراء مصلحة الأرصاد الوطنية مع بلوغ الحرارة 45 درجة مئوية في وسط البلاد في نهاية الأسبوع. ورأى دوغلاس كيلي من مركز المملكة المتحدة للبيئة والهيدرولوجيا أنه على الرغم من أن الحرائق شائعة في جنوب أوروبا إلا أن ما هو غير معتاد في حرائق رودوس هو شدتها وسرعتها في الانتشار.

- جحيم

وشبّهت السائحة الألمانية لينا شوارتز ما رأته بالجحيم. وقالت المرأة البالغة من العمر 38 عاماً بعد وصولها إلى مطار هانوفر: «هربنا من ألسنة اللهب، قطعنا مسافة عشرة كيلومترات سيراً على الأقدام مع أمتعتنا في ظل حرارة بلغت 42 درجة مئوية».

وقالت أوكسانا نيب (50 عاماً) عند نزولها من الطائرة: «إن الإجلاء لم يكن منظماً بشكل جيد». وتضيف أنها في مواجهة ألسنة اللهب التي اقتربت من الفندق ركضت مع آخرين إلى الشاطئ مع الحقائب التي تركتها في نهاية المطاف قبل أن تواصل طريقها.

وعند وصولهم إلى مطار رودوس واجه السياح وضعاً فوضوياً. وفي قاعة المغادرة في المطار كان بعضهم ممداً أو نائماً على الأرض وسط الأمتعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/37jmjkvv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"