دبي: «الخليج»
دعت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغيّر المناخي والبيئة، ومسؤولة ملف النظم الغذائية في مؤتمر الأطراف «COP28»، إلى ضرورة تعزيز العمل المناخي العالمي من أجل نظم غذائية وزراعة أكثر استدامة وشمولية، مستعرضة تجربة الإمارات الناجحة والفريدة، لتوفير نظم غذائية وزراعية مستدامة، من خلال الاستثمار في الزراعة العضوية والزراعة العمودية، وحلول الذكاء الاصطناعي والروبوتات، والزراعة المائية.
جاء ذلك خلال مشاركتها في اليوم الثاني والختامي من (قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية +2 لحظة التقييم)، التي تعقد في العاصمة الإيطالية روما.
وسلطت المهيري الضوء خلال مشاركتها في الجلسة العامة لليوم الختامي، على المشاريع الرئيسية بدولة الإمارات في هذا الشأن، بما في ذلك أكبر مزرعة عمودية في العالم «بستانك»، والتي تم إنشاؤها في مشروع مشترك بين شركة الإمارات لتموين الطائرات وشركة «كروب ون»، التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها، ووادي تكنولوجيا الغذاء في دبي.
تغيير شامل
أوضحت مريم المهيري خلال حضورها جلسة نظمها برنامج الأغذية العالمي، بحضور مجموعة من أعضاء تحالف الوجبات المدرسية، كيف ترتبط تحديات تغيّر المناخ والأمن الغذائي ارتباطاً جوهرياً، كما تطرقت إلى تعزيز الجهود لدعم المجتمعات في مواجهة آثار تغير المناخ.
وأكدت أن الإمارات ضاعفت التزاماتها بتحويل النظم الغذائية نحو نظم أكثر استدامة خاصة خلال عام 2023 (عام الاستدامة)، ومع استعداد الدولة لاستضافة مؤتمر الأطراف «COP28»، منوهة بأنه في ما يتعلق بالوجبات المدرسية، تعمل دولة الإمارات على تنويع قوائم الطعام بالمنتجات المحلية، ودمج التعليم المناخي في المناهج الدراسية، وتبنّي الطاقة النظيفة، والحد بشكل كبير من هدر الطعام.
كما ناقشت أهمية الورقة البيضاء الأخيرة الصادرة عن اتحاد أبحاث الصحة والتغذية المدرسية، والتي تنص على ضرورة اتباع نهج مبتكر لإجراء تحسينات فورية على الوجبات المدرسية.
تحديات متشابكة
قالت وزيرة التغيّر المناخي والبيئة: «اليوم، في مواجهة أهم الملفات العالمية مثل الأمن الغذائي وتغير المناخ، نجد دائماً أملاً وإجماعاً متزايدين على أن برامج الوجبات المدرسية يمكن أن تكون بمثابة أدوات قوية لتحقيق التحول في أنظمتنا الغذائية، واتخاذ إجراءات صحيحة ضد تغيّر المناخ».
وأضافت: «خلال عام الاستدامة، وبصفتنا المضيف لمؤتمر الأطراف «COP28»، تؤكد دولتنا على التزامها بالتصدي للتحديات التي تهدد أنظمتنا الغذائية والتعليمية، وضمن السياق الأوسع للعمل المناخي الإيجابي، ستعمل رئاسة «COP28» على تعزيز التغيير الجذري نحو التحول للنظم الغذائية المستدامة، والتي ستكون في صميم جدول أعمال المؤتمر».
وكشفت بعض التحديات التي تواجهها الحكومات في سعيها لإصلاح وبناء القدرة على الصمود في النظم الغذائية، وأفادت بأن الحكومات وجدت تاريخياً أن زيادة الاستثمارات الكبيرة اللازمة لأنظمة الغذاء وطرق الإنتاج الواقية من المستقبل تمثل تحدياً، داعية المجتمع الدولي لإيجاد طرق جديدة لتحفيز التحول إلى الممارسات المستدامة، وتسريع العمل في القطاع الخاص.
حلقة نقاشية
كانت الجلسة الأخيرة من القمة عبارة عن حلقة نقاشية حوارية، ركزت على العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وفي هذه الحلقة تحدثت مريم المهيري عن كيفية دعم الإمارات للابتكار والبحوث الزراعية العالمية من خلال مهمة «الابتكار الزراعي للمناخ»، التي تقودها الدولة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وشركاء آخرين.
وقالت: «تستهدف مبادرة الابتكار الزراعي من أجل المناخ قطاعاً غالباً ما لم يتم التطرق له في مناقشات العمل المناخي، فمن خلال الاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا داخل القطاع الزراعي، يمكننا الكشف عن فرص للتخفيف من تغيّر المناخ، والتكيف معه بشكل فعّال، وتلبية الاحتياجات الغذائية للتوسع السكاني في المناطق التي تعاني من ضغوط الموارد، وتحفيز النمو الاقتصادي.
وتابعت: «شهدت المبادرة نمواً كبيراً، حيث ارتفعت الاستثمارات من 8 مليارات دولار في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى 13 مليار دولار اليوم، وتفخر الإمارات بقيادة هذه المبادرة الرائدة بالتعاون مع الولايات المتحدة وجميع الدول المشاركة فيها، والتي تعزز اعتماد الطاقة النظيفة والمتجددة».
وشهدت قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية، حدثاً تاريخياً لدولة الإمارات، حيث أعلنت مريم المهيري برنامج مؤتمر الأطراف «COP28» للنظم الغذائية والزراعة في اليوم الأول من القمة، ودعت الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى التوقيع على «إعلان القادة حول النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي».
