مجنون يا طقس

00:53 صباحا
قراءة دقيقتين

ما الذي يحصل؟ هل الطقس مجنون؟ وكيف لا يكون كذلك ولا يستمد جنونه من جنون البشر؟ أرهقوه وتلاعبوا بالطبيعة وأرسلوا إلى المناخ كل السموم الكفيلة بتقليب أحواله وتغيير مزاجه وطبيعته، فتَطبّع بطباعهم وصار متقلباً مجنوناً متطرفاً مثلهم، لم يعد يعرف نفسه، لا صيفه صيف ولا شتاؤه شتاء، يلهب الأرض ويحرق غاباتها في دول من العالم، وفي الوقت نفسه يمطر بَرَداً وتهب العواصف والأعاصير والفيضانات في دول أخرى وأحياناً في البلد نفسه كما حصل في إيطاليا التي عرفت اللهيب والبَرَد خلال أيام متتالية!.

الطقس صار هاجسنا اليومي، ولهيب الصيف لم نشهد له مثيلاً، ليس بشهادتنا كأشخاص عاديين، بل بشهادة العلماء وأهل التخصص الذين يؤكدون أن ما تشهده الأرض خلال هذا الموسم من ارتفاع كبير في درجات الحرارة، يرجع إلى التغير المناخي الذي تسبب به الإنسان من انبعاثات كربونية ومواد سامة أضرت بالطبقات وتسببت بما نعانيه اليوم والآتي سيكون أعظم إذا لم نتدارك الأمر.

في هذه المرحلة لا بد من أن نستشهد بدول تسعى بكل ما لديها من قدرات وإمكانيات الى المساهمة في حل هذه الأزمة العالمية، ولا بد من أن نستشهد بالتجربة الإماراتية التي وضعت خططاً منذ سنوات لدعم البيئة واستشراف المستقبل والاستثمار في التكنولوجيا والطاقة المتجددة من أجل التوصل إلى تنمية مستدامة واستغلال الموارد الطبيعية والتقنيات الحديثة بشكل إيجابي وآمن.

مدينة مصدر قد تكون أول شاهد عملي على رؤية الإمارات للبيئة النظيفة والمستدامة وكيفية استغلال الطاقة والموارد لجعل المستقبل أكثر أماناً؛ لكنها ليست الشاهد الوحيد ولا الأخير، فكل التحركات والمشاركات التي تقوم بها الدولة تصب في هذا الإطار، ومشاركتها في أكثر من مؤتمر في الخارج تثبت بشكل عملي سعيها الى تقديم خبرتها وخططها لتتشارك بها ومن خلالها مع الدول الساعية إلى حل أزمة المناخ العالمية، وهي تستعد لاستضافة مؤتمر (كوب ٢٨) للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ على أرضها.

تؤمن الدولة بأهمية المشاركة في تبادل الخبرات من أجل مواجهة التغير المناخي عبر التكنولوجيا، وهي تسعى إلى «تطوير مبادرات ومشاريع استراتيجية ترمي إلى خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية»، ومهم حرصها على أن تكون نموذجاً عالمياً ورائداً في الاستدامة في إطار مبادرة الاقتصاد الأخضر تحت شعار «الاقتصاد الأخضر من أجل التنمية المستدامة»..

كل التحركات التي تقوم بها الوفود الرسمية للدولة في الخارج، وكل ما تنفذه الإمارات في الداخل، والخطط التي تضعها وتحرص على تطبيقها أو الخبرات التي تعرضها على الشركاء على هذا الكوكب والشركاء في البحث عن حلول لهذه «الكارثة المناخية»، نتمنى أن نشهد مثلها في كل دولة قادرة وحريصة وساعية بالفعل لا بالكلام الى بذل الجهود والإمكانيات لانتشال العالم من هذه المصيبة التي لن تترك الإنسان يهنأ بالعيش على هذا الكوكب لا اليوم ولا غداً ولا في المستقبل.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdh8rkme

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"